نعيمة عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 02:51
المحور:
الادب والفن
أميز الرجال بعقلي لا بعيني.
الرجولة هي وجه واحد لا يقبل التلون في تعاطيه مع الأمور، لأنها تعني تحمل مسؤولية القرارات والاختيارات التي لا تُملَى عليه من خارج إطاره. الرجولة هي الموقف المساعد لتحقيق أهداف الآخرين دون الشعور بأن ذلك يتم على حسابه. إنها المروءة والأخلاق، وهي الذات القابلة للتطوير والتغيير إلى الأفضل، والثبات على المبدأ دون التأثر بالظروف.
متى ترتدي الرجولة طاقية الإخفاء؟ هي لا تختفي بل تسقط دونما انتباه من آدم عندما يثير الأتربة حول امرأة ويزاحمها في عملها بحجة الأفضلية. هنا عليه الانتباه جيدًا، فإن سقطت رجولته صعب عليه التقاطها. الرجولة تتحدى السنوات لتقف دون أن يتآكل رقيها. حتى في العصر الحالي، ما زالت الحاجة إليها ملحة؛ فهي الصمت المهيب في ضجيج الفراغ والبعد عن المهاترات البائسة. لطالما تكدست الرجولة أمام المؤسسات والوزارات الحديثة، ودخلوا عراة بدونها بالمظهر المتكلف والأنفة المزيفة.
لا ندري، لربما اختلفت معايير الرجولة وأصبحت متغيرة حتى تتماشى مع الحداثة. مع مناداة المرأة بالحرية والمساواة، سُلبت الرجولة وتراجعت خطوة إلى الوراء. وتبقى الرجولة الحقيقية صامدة أمام جميع المغريات، كالبحر في عتوه. منذ القدم، كانت الرجولة خاصة جدًا لا يمتلكها فقراء المواقف؛ فهي الصدق والوفاء بالعهد والشهامة، وهذه صفات وردت عبر التاريخ.
عذرا للرجولة
ربما أخطأت في حقها في بعض ثنايا السطور
ولكنني يقينا أدرك أني
أعني الرجولة التي هي اليوم ربما عملة نادرة وصعبة الإقتناء والحفاظ عليها أصعب
ولكني في تلك الثنايا أعني الذكورية التي تتزاحم في كل باب وشارع تبحث عن فتات وصغار الأشياء لإلتقاطها
فالرجولة لا تزاحم أنثى
ولا تظهر إلا في مواقف الفرسان
فتبينوا.
#نعيمة_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟