أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - نقش على الخاتم














المزيد.....

نقش على الخاتم


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


خاتمة الخاتم.. قصة قصيرة

بابُ البيت ينفتحُ يكشف عن وجهِ شابة جميلة بالزي الرسمي لجامعات البصرة، في الباب المجاور رجل كبير السن يجلس على كرسيه متأملا حيوية الصباح في وجوه المارة.. وأحيانا تأخذه ذاكرتهُ بعيداً.. كما ألبوم صور تنفتح قبالة عينيه احداث أيام خلت.. تتنقل عيناه بين صفحات تحتوي صورا ملونة ً للمصوغات التي كان ماهراً في تصنيعها.
الشابة تهمسه بتحية الصباح.. يرد التحية ويضيف: لا تذهبي بهذا الاتجاه، غيري الطريق لتتغير حياتك، أسلكي هذا الدرب وهو يشير إلى طريق ترابي يؤدي إلى الشارع العام. وقفت برهة تتأمل الطريقين وكلام الجار الذي كان يعمل لدى صائغ ذهب، وقد تعلم منه صياغة الحلي والكثير من المعارف الغيبية الروحانية. ثم أنها ستذهب دون رفقة صديقتها التي تزوجت منذ يومين.. ابتسمت لجارها وهي تجيب نعم.. ذهبت حيث أشار.. وهي تسير رأت شيئا يعكس بريقا نحيلا من ضياء شمس الصباح، وقفت تتأمل البريق انحنت التقطت.. نظرت إليه مستغربة: إنه خاتم خطوبة.. ويحمل اسمي، يا إلهي، كيف حصل هذا! وضعت بإصبعها الخاتم واستأنفت المسير حتى الشارع العام حيث وقفت سيارة أجرة.. جلست وضعت على حضنها الكتب وحقيبتها الصغيرة، وراحت تتأمل أصابع يدها كانت الأصابع ترفة ناعمة بطول متناسق وأظافر مرتبة ولهذا الخاتم وهج أخّاذ في بنصر اليد اليمنى.. بأصابع اليد اليسرى حركت الخاتم مرات عدة ثم نزعته عن الأصبع وأخذت تتأمل نقش اسمها في الخاتم والزخرفة الجميلة على ظاهره.. سمعت صوت المرأة التي تجلس جنبها: أنه خاتم جميل ولكن يبدو أنك غير مقتنعة بهذه الخطوبة أو أنك على خلاف مع خطيبك. وأردفت مبتسمة: ذلك ما يقوله علماء لغة الجسد.. دون تعقيب بادلتها الابتسامة وهي تحاول اعادة الخاتم الى أصبعها غير أن المرأة طلبت أن ترى الخاتم.. قدمته لها.. المرأة وهي تتأمل الخاتم اختفت ابتسامتها وخيم الحزن على ملامح وجهها وهي تقول: تحبينه؟ هزت رأسها.. كما لو أنها تقول لا أدري. وهو يحبك؟ كررت بالحيرة هزة رأسها. بتنهيدة
قالت المرأة: أتعلمين، نحن لا نفهم ما الحب ولاهم يفهمون.. وبذلك جميعنا لسنا أهلاً للحب، يا ليتنا كنا أهلاً للتفكر والتدبر.. الحب تلك المشاعر الطيبة المعقدة لو أعدنا تجربته ألف مرة لشعرناه في كل مرة على نحو آخر.. ولظل الحب بكرا يتأملنا عن بعد، ربما يستغرب مشاعرنا التي ننسبها له.. اعادت لها الخاتم وهي تضيف: ربما أنت الأن تستغربين كلامي.. وتتهمينني بالتشاؤم، سأقص عليك حكايةً تكون الباب الذي يخرجك من متاهة ما قلته.. عشت الحب واكتملت مسراته بالخطوبة والتخطيط لحياتنا الزوجية التي وهبتها الأحلام ما ينافس الجنان جمالا وسعادة.. وفي يوم اخبرني.. سيغادر البلد لسبب سياسي.. وأنا ! تساءلتُ مختنقةٌ بعبرتي، أجاب: لا أستطيع أن اقول لك انتظريني لأنني لا أعرف ما ينتظرني من مصير. كنا وقتها نسير في طريق ترابي.. عائدين من زيارة صديق له كان قد اخبرني بأن والد صديقه هو الذي صاغ لنا خاتميّ الخطوبة ونقش عليهما اسماءنا.. كما أنه اخبرني بأنه اتفق مع صديقه على الهجرة وتم ترتيب كل شيء، كنتُ بين ناريّ الغضب والحزن لا أعرف ماذا افعل كنت وقتها صغيرة بعمرك تقريبا، فكل الذي قدرت عليه هو نزع خاتم الخطوبة ورميه بوجهه، وركضتُ نحو الشارع أخذتُ تكسي وعدتُ لبيتي باكية.. ربما تلك لقطة من أفلام تأثرتُ بها. وكما لو أنها تطرد غيمة الحزن استنشقت بعمق والتفتت إليها مبتسمة وهي تقول: أنا أيضا اسمي سوسن وخاتم خطوبتك يشبه كثيرا خاتم خطوبتي إلا أنه ضيق على اصبعي.



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخوان الصفا
- الشاعرة عقيلة العمراتي: تحتفي بها مؤسسة أقلام الريادة
- رمانة
- كوثرة متدحرجة
- مارية بطلة كربلاء في البصرة
- الروائية غفران كريم .. في ( كان موعد مع القدر)
- بالقصائد نستقبل صيف البصرة
- منضدة المطبخ
- عنبٌ أخضر .. هايكو عراقي
- شال أسود : قصة قصيرة
- صوت لا مرئي
- مسبحة السماء
- الجواب من سطر
- موسوعة البصرة : المكتبة المركزية العامة في البصرة
- مؤسسة أقلام الريادة الثقافية و8 من آذار
- المعلمة : شجرة طيبة
- الروائية سرى الحداد (خاطف الأحلام)
- الشاعران : معروف الرصافي .. و أحمد مطر
- حوار مع وزيرة الثقافة الليبية
- مهرجان المربد الشعري(35) دورة الشاعر أحمد مطر


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - نقش على الخاتم