خولة جبار محمد الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 09:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن المشاريع العامة لا تأتي من فراغ أو من دون هدف معين، إنما تصنع استجابة لمطالب المجتمع بشكل عام أو شريحة منه في منطقة أو محافظة ما، لحل مشكلة محددة أو تحقيق منفعة عامة، غير أن الأمر لا ينتهي عند مرحلة صياغة أو صنع البرنامج المطلوب فقط. بل إن الأهم من ذلك والأخطر هي مرحلة تنفيذ البرامج والمشاريع بالشكل الذي ينسجم مع الأهداف ا لمحددة لها دونما إسراف أو تبذير في الجهد والوقت والمال، أي تحقيق الكفاءة والفاعلية في التنفيذ ، إذ أن دقة اختيار البرامج والمشاريع وحسن صياغتها ليس هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعول عليه للحصول على النتائج المنشودة يل يلزم أن يكون التنفيذ بنفس الدرجة من الدقة والجودة لتحقيق تلك النتائج. ولذلك فإن من أهم المعايير التي تكشف عن مدى صحة ودقة صياغة البرامج والمشاريع وحسن تنفيذها من دونه، هو النتائج التي تتمخض عنها، ومدى مطابقتها مع الأهداف المرسومة لها، مما يستدعي مقارنة تلك النتائج مع الأهداف الموضوعة لها مسبقاً، لمعرفة الانحرافات أو مقدار الابتعادات عن بعضها البعض الآخر لاتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة، وهو ما يعبر عنه بمرحلة تقييم البرامج والمشاريع.
مفهوم البرنامج الحكومي Government Program
البرنامج الحكومي هو خطة عمل تقدمها الحكومة المنتخبة أو المكلفة، تتضمن الأهداف والسياسات والإجراءات التي تعتزم تنفيذها خلال فترة ولايتها.او هي البرامج أو المشاريع أو الخدمات أو الأنشطة التي تشرف عليها أو تقدمها الحكومة والتي تقدم من خلالها الفائدة والمساعدة للمنظمات أو الأفراد في عدة مجالات مثل التعليم والصحة والسلامة العامة والأشغال العامة وغيرها من القطاعات المدعومة كالنفط وغاز الطهي واتفاقيات شراء للطاقة الشمسية .
اولاً: اهداف البرنامج الحكومي
تتنوع اهداف بناءًه على الأولويات الوطنية والاحتياجات الحالية للبلاد. ومع ذلك، هناك بعض الأهداف المشتركة التي تسعى معظم الحكومات لتحقيقها، ومنها:
1 تحسين الاقتصاد: تعزيز النمو الاقتصادي، خلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى المعيشة.
2 تطوير التعليم: تحسين جودة التعليم، زيادة الوصول إلى التعليم، وتطوير المناهج الدراسية.
3 تعزيز الرعاية الصحية: تحسين الخدمات الصحية، زيادة الوصول إلى الرعاية الصحية، والحد من الأمراض.
4 تطوير البنية التحتية: بناء وصيانة الطرق، الجسور، والمرافق العامة.
5 حماية البيئة: تعزيز السياسات البيئية، الحد من التلوث، وتشجيع الاستدامة.
6 تعزيز الأمن: تحسين الأمن الداخلي، مكافحة الجريمة، وتعزيز العدالة.
7 تحسين الخدمات الاجتماعية: دعم الفئات الضعيفة، تحسين الإسكان، وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية.
كما وتتضمن أهداف البرنامج الحكومي عدة محاور رئيسية أخرى تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية المستدامة. من بين هذه الأهداف:
1 تحصين الاختيار الديمقراطي وتعزيز آلياته.
2 مأسسة العدالة الاجتماعية.
3 وضع رأس المال البشري في صلب تفعيل النموذج التنموي.
4 جعل كرامة المواطن أساس السياسات العمومية.
5 توسيع قاعدة الطبقة الوسطى وتعزيز قدرتها الشرائية والادخارية
الاان تطبيق أهداف البرنامج الحكومي يتطلب اتباع خطوات منهجية ومدروسة منها :
1 تحديد الأهداف بوضوح: فلسفة واضحة للجكومة محددة في اطار وطني بحت ورؤية واضحة للمصالح والاهداف الوطنية ،أي وضع أهداف محددة وقابلة للقياس، مع تحديد الأولويات الوطنية.
2 تخطيط السياسات والإجراءات: تطوير سياسات وإجراءات تفصيلية لتحقيق الأهداف المحددة.
3 تخصيص الموارد:أي حساب دقيق للامكانات المتوفرة للدولة تحديد الموارد المالية والبشرية اللازمة، وتخصيصها بشكل فعال.
4 التنفيذ: تنفيذ السياسات والإجراءات على أرض الواقع، مع متابعة التقدم بشكل دوري.
5 المراقبة والتقييم: مراقبة تنفيذ البرنامج وتقييم النتائج بانتظام لضمان تحقيق الأهداف.
6 التكيف والتحسين: إجراء التعديلات اللازمة بناءً على التقييمات والملاحظات لتحسين الأداء وتحقيق الأهداف بشكل أفضل.
بالاضافة الى توفير قدر معقول من الاستقراروالاستمرار والانسيابية في الساسات العامةوجمع وتصنيف وتحليل المعلومات في مؤسسات الدولة المختلفة
وكذلك فأن تنفيذ أهداف البرنامج الحكومي يتطلب تعاون وتنسيق بين عدة جهات ومؤسسات. من بين هذه الجهات:
1. الحكومة المركزية: تشمل الوزارات المختلفة مثل وزارة التعليم، وزارة الصحة، ووزارة المالية.
2. الحكومات المحلية: تعمل على تنفيذ السياسات والبرامج على المستوى المحلي.
3. البرلمان: يساهم في تشريع القوانين اللازمة لتحقيق الأهداف.
4. القطاع الخاص: يلعب دورًا مهمًا في الاستثمار وتوفير فرص العمل.
5. المجتمع المدني: يشمل المنظمات غير الحكومية والجمعيات التي تعمل على دعم الفئات المحتاجة وتعزيز الوعي المجتمعي.
6. المؤسسات الأكاديمية والبحثية: تساهم في تقديم الدراسات والأبحاث التي تدعم صنع القرار.
ثانياً/ تمويل البرنامج الحكومي في السياسة العامة .
تمويل البرنامج الحكومي يعتمد على عدة مصادر وإجراءات لضمان توفير الموارد المالية اللازمة لتحقيق الأهداف. من بين هذه المصادر:
1. الموازنة العامة للدولة: يتم تخصيص جزء من الموازنة العامة لتمويل المشاريع والبرامج الحكومية.
2. القروض والمنح الدولية: الحصول على قروض ومنح من المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
3. الشراكات مع القطاع الخاص: تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لتمويل بعض المشاريع من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
4. الضرائب والرسوم: زيادة الإيرادات من خلال تحسين نظام الضرائب والرسوم.
5. التمويل الذاتي: بعض المشاريع قد تعتمد على التمويل الذاتي من خلال الإيرادات التي تحققها.
ثالثاً: تقييم المشاريع والبرامج العامة
يعد تقييم المشاريع والبرامج العامة نشاط علمي يسعى لتحقيق جملة من الأهداف أهمها
1. معرفة كيفية التصرف بالأموال العامة المخصصة، لهذا البرنامج أو ذلك المشروع.
2. التأكد من أن الأجهزة التنفيذية تؤدي دورها في عملية تنفيذ البرامج كل حسب الدور المرسوم لها.
3. اكتشاف الانحرافات أو الابتعادات التي يمكن أن تحصل بين التنفيذ والتخطيط لاتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة.
4. معرفة النتائج غير المستهدفة أو العرضية التي يمكن أن تنتج عن تنفيذ البرنامج قيد التنفيذ.
5. معرفة التكلفة المباشرة وغير المباشرة المادية والاجتماعية للبرامج أو المشروع قيد التنفيذ.
6. التحقق من مستوى أو درجة النجاح التي وصل إليها المشروع أو البرنامج العام في حل المشكلة أو تحقيق المنفعة المقصودة.
7. معرفة مستوى الكفاءة والفاعلية التي حققتها الأجهزة المنفذة المسؤولة عن تنفيذ البرنامج أو المشروع موضوع التقييم.
رابعاً / معوقات وتحديات البرنامج الحكومي في السياسة العامة :
تواجه البرامج الحكومية في السياسات العامة العديد من المعوقات والتحديات التي تؤثر على فعاليتها. من أبرز هذه التحديات:
1. التنسيق بين الجهات الحكومية: غالبًا ما تعاني البرامج الحكومية من ضعف التنسيق بين الوزارات والهيئات المختلفة، مما يؤدي إلى تداخل في الأدوار وتأخير في تنفيذ السياسات.
2. نقص الموارد المالية والبشرية: تعاني العديد من البرامج من نقص في التمويل والكوادر المؤهلة، مما يحد من قدرتها على تحقيق أهدافها بشكل فعال.
3. المقاومة للتغيير: تواجه السياسات الجديدة مقاومة من بعض الجهات التي تفضل الحفاظ على الوضع الراهن، مما يعوق تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
4. الفساد والبيروقراطية: الفساد الإداري والبيروقراطية المفرطة يمكن أن تعرقل تنفيذ السياسات وتؤدي إلى هدر الموارد.
5. التحديات الاقتصادية والسياسية: الأوضاع الاقتصادية والسياسية غير المستقرة تؤثر سلبًا على قدرة الحكومات على تنفيذ برامجها بشكل فعال.
لتجاوز التحديات التي تواجه البرامج الحكومية في السياسات العامة، يمكن اتباع عدة استراتيجيات فعالة:
1. تعزيز التنسيق والتعاون: إنشاء لجان مشتركة بين الوزارات والهيئات المختلفة لضمان التنسيق الفعال وتجنب التداخل في الأدوار.
2. توفير الموارد اللازمة: تخصيص ميزانيات كافية وتدريب الكوادر البشرية لضمان تنفيذ البرامج بكفاءة.
3. إدارة التغيير: تطوير استراتيجيات لإدارة التغيير تشمل التواصل الفعال مع جميع الأطراف المعنية وتقديم الدعم اللازم لتسهيل عملية التكيف مع السياسات الجديدة.
4. مكافحة الفساد: تطبيق قوانين صارمة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مراحل تنفيذ البرامج.
5. تبسيط الإجراءات البيروقراطية: مراجعة وتبسيط الإجراءات الإدارية لتسريع عملية تنفيذ السياسات وتقليل الهدر في الموارد.
6. الاستقرار السياسي والاقتصادي: العمل على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي من خلال سياسات اقتصادية متوازنة وإصلاحات سياسية تعزز مناخ الثقة والاستثمار.
تمويل البرنامج الحكومي يعتمد على عدة مصادر وإجراءات لضمان توفير الموارد المالية اللازمة لتحقيق الأهداف. من بين هذه المصادر:
اخيرا ...
من خلال الدراسة بأهمية السياسة العامة في تنفيذ البرنامج الحكومي المعد من قبل الجهات ذات العلاقة في سبيل ايجاد حلول للمشاكل المنتشرة التي يعاني منها المجتمع او تعبيراً عن توجه الحكومة نحو اقامة مشاريع جديدة او خطوات انية ومستقبلية لرسم سياسات مؤثرة نحو قطاع معين او مجموعة قطاعات ، هذا التوجه الحكومي دائماً ما يواجه عقبات مختلفة الاتجاهات للتأثير على السياسات العامة للدولة لغرض تفضيل واحدة على اخرى او الغاء وتعطيل بعضها وهنا يأتي دور الحكومات وسياساتها لغرض تجاوز المعوقات والتحديات سواء على المستوى المحلي او الاقليمي او الدولي ومدى اصرارها على تنفيذ البرامج الحكومية التي تسعى الى تنفيذها .
#خولة_جبار_محمد_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
