أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - منازل العطراني ..لك يامنازل في القلوب منازل














المزيد.....

منازل العطراني ..لك يامنازل في القلوب منازل


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


كتب العديد من الزملاء عن رواية منازل العطراني للاديب المعروف جمال العتابي . كنت انتظر قدومه للسويد لتقديم أمسية عن روايته وقراءة هذه المطالعة .
لذلك لن اتناول روايته منازل العطراني من زاوية نقدية وانما ساكتب عنها خواطر ذاتية وأحدثكم عن ما دار بخلدي وأنا أتابع احداثها في ارياف محافظة واسط ، فأنا ابن مدينة الكوت - رغم اني فارقتها مع الاسرة الى بغداد وعمري لا يزيد على تسع سنوات -.
سأحدثكم عن رواية العتابي وانا اتابع لوحاتها بدءً من الخطوات الاولى التي خطاها شخوص الرواية وهم يهربون من االسجون والبيوت والقرى والمدن ويختفون في الازقة البعيدة والبيوت الطينية المنعزلة بحثا عن زاوية آمنة يقضون فيها ليلة ليلاء .
سجون تردد نشيد المناضلين وهم يغنون : السجن ليس لنا نحن الاباة / السجن للظالمين الطغاة ....
نشيد تعلمناه ونحن صغار من خالي ابو سلام الذي كان مسجونا في نقرة السلمان وتحرر من القيود صبيحة 14 تموز.كان يجلس معنا ينشد السجن ليس لنا نحن الاباة بطريقة اوبرالية غريبة علينا تستولي على مشاعرنا وتصعب علينا كلمة الاباة فنستفسر عنها ويدخل الخال في حديث طويل يمتد من دجلة الى نهر الميكونغ والصين والاتحاد السوفيتي ، فنفذت مبادئ الحرية والتحرر مبكرا الى عقول شباب المحلة.
يتوجه الهارب من السجن بطل منازل العطراني الى ريف الغراف ، ويتلقى وصية رفيقه :
- اياك أن تتلفت يمينا ويسارا ، اتجه الى السدة مباشرة ، اعبرها مشيا على الاقدام ...ص12
يتوجه نحو سيارة خشبية كأنها هيكل عظمي لعجوز يركبها قاصدا مدينة الحي . على المصطبة الخشبية الاخيرة يجلس متوترا بين الفلاحين وهم يثرثرون ، ومع تصاعد سحب الدخان من أفواههم سمع الجديد من الاخبار:
- الزعيم ما زال يقاوم في وزارة الدفاع ...
- الشاكرية،الصالحية ، حي الاكراد والكاظمية يحملون السلاح ضد الانقلاب .
أحاديث الفلاحين في تلك البقعة المهجورة من أٍرض العراق تكشف خلل القيادة ، وقصور أدائها في الصراع مع القوى الفاشية .
- الزعيم ( ما كان عسكري مضبوط ) .. ماكان يحصر نفسه بوزارة الدفاع ...
يعقب فلاح آخر :
السبب الحقيقي لنجاح الانقلاب هو ان الزعيم لا يثق بالشعب ، ولا في اصدقائه المقربين الى آخر لحظة ....
هذه الحقائق التي جاءت على لسان الفلاحين تؤطر الرواية وتضع لها العناوين الفرعية التي عاشها جيلنا ، جيل 14 تموز 58.
بوابات السجون مشرعة دوما في العراق ، في العهد الملكي كان اشهر سجن يسمى نقرة السلمان ، في صحراء السماوة جنوب العراق ، وسط صحراء لا ماء فيها ولا شجر، كان هذا السجن الكالح هدية بريطانيا العظمى للعراق ، هذا السجن حلّ فيه أغلب رموز العراق من رجال علم ومثقفين وفنانين ومناضلين ...سجن أصبح مدرسة يدرس فيها السجناء مختلف العلوم لوفرة رجال العلم والادب في السجن الرهيب الذي يذكرنا بسجن الباستيل .
وفي العهد العفلقي الذي دام حوالي نصف قرن ، كان أشهر سجن هو سجن قصر النهاية الذي كان مسلخا للتعذيب والقتل .
وأشهر شعار يتمنطق به حزب البعث ( وحدة ،حرية واشتراكية ...)
لكنهم في الممارسة يتعاملون مع المختلف بلغة القتل والعنف والاقصاء، ضد حق الاختلاف وحرية الرأي . ص 97
دخلت البلاد بعد انقلاب 8 شباط 1963 نفقا مظلما ، قطعان الحرس القومي ترتكب الجرائم البشعة ، قوائم اسماء المحكومين بالموت تترى وهستيريا الحاكم العسكري لا تتوقف ، اعدامات لاتحتاج موافقة رئاسة الجمهورية، وفي ريف واسط في قرية الزبيدية يغتالون المدعي العام لمحكمة الثورة ماجد محمد امين .
رواية منازل العطراني وثيقة سياسية رسم كلماتها بريشته الفنية أديب قدير ليؤرخ بها صفحات من حياة تعلقت بالامال الكبيرة التي اعلنتها ثورة الرابع عشر من تموز 58 واغتالتها في 8 شباط 1963 اصابع قذرة سخرتها دول عظمى لتضع نهاية لمسيرة الحصان الجامح الذي غادر اصطبل الاستعمار وانطلق ليعيش الحرية المنشودة....
....................................................................................
منازل العطراني ، رواية جمال العتابي ، منشورات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق 2003



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاتف جنابي في آخر دواوينه ( ضيف )
- من ارشيف المشرف التربوي عبد الستار كاظم ... كيف يشرح المعلم ...
- من ارشيف المشرف التربوي عبد الستار كاظم ..المسرح المدرسي
- على هامش مقال الدكتور عبد الخالق حسين.... الاسلام بين التفخي ...
- بنادق الحرية ... سجل شهداء الانصار
- في وداع الممثل المعروف حمودي الحارثي
- عرضحال الى مواطن فاسد من بلادي
- ثوب الورد ...رواية الرغبات الصامتة
- محي الاشيقر في سوسن أبيض
- 14 تموز.. يوم مشهود في تاريخ العراق الحديث
- ملاحظات مينورسكي على الكتابة الكوردية بالالفباء اللاتينية
- رسالة المناضل باقر ابراهيم حول مقالي: المأزق الكبير
- الاداب الاجنبية... هدية من الخليلي
- في وداع كوكب حمزة .. رحيل فنان ملتزم
- مهرجان القصة العراقية .... موقف مشترك مع الاديب الراحل محي ا ...
- الكتابات المسمارية ... مقال للاديب الموسوعي الراحل جلال زنكا ...
- نظرة في قطوف التجربة لهاشم مطر
- 8 شباط ...قطعان الفاشست تجتاح بغداد
- ترانيم الاطفال وأغاني الامهات ...دلـلـول
- الحملة الاولى لتهجير الكورد الفيليين في النظام الملكي


المزيد.....




- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - منازل العطراني ..لك يامنازل في القلوب منازل