أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمين بن سعيد - عن فقيدة الفكر الحر... -الجدلية-!















المزيد.....

عن فقيدة الفكر الحر... -الجدلية-!


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 00:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فهم حقيقة الأشياء غاية كل مفكر صادق وشجاع. الفكر وحده لا يكفي، والصدق لا يكفي، لتأتي شجاعة مواجهة الحقائق في قمة الهرم... هرم الفكر والحياة الكريمة! وأي كرامة بل وأي حياة أصلا والإنسان يمضيها مخدوعا مضحوكا عليه! تابعا لأوهام ضارة له ولغيره دون أن يدري؟! خذ أحب الناس إليك، لنقل أب مثلا، قلة من سيقبلون سماع ومواجهة الحقيقة إذا كان ذلك الأب مغتصبا أو سارقا أو حتى تاجر مخدرات وقاتلا... أرى أن الحد الأدنى الذي يجب أن يتحلى به كل إنسان واعي هو سماع الحقيقة والاعتراف بها، خير على خير لو كان شجاعا وقرر القرار الصائب بعد ذلك، لكن حتى لو لم يفعل أو جبن وقرر القرار الخطأ، يكفي الحد الأدنى أنه سمع واعترف بالحقيقة: تخونكَ وهذا الدليل الذي لا يُرد، اعترف بالحقيقة، بعد ذلك قرر ما تراه صالحا لكَ، أما ألا تسمع أو تدافع عنها فلا...
لست ممن يُهوِّلون الأمور، لكن الحق يُقال أن مسألة الوعي والمادة حقل ألغام يستحيل على أحد تجاوزه سالما، إن لم تُنسَف بالكلية كحال المتدينين/ المثاليين بصفة عامة، فإنك من المؤكد ستخسر شيئا... أصبعا أو عينا أو أذنا! بل ربما نُسفتَ مثلك مثل أي مثالي التفكير فتكون سقطتكَ أعظم وأشنع!
لتخليص العلم من سلطة الدين واللاهوت، قال العلماء قديما أن العلم لا يتعامل إلا مع المادة وأن الله بما أنه خارج عن إطار المادة فإن العلم لا يتعامل معه. قال العلماء أيضا أن العلم لا يتعامل مع المعجزات الدينية والكرامات المنسوبة للقديسين والأولياء. وقول العلماء القدامى الذين كانت السيوف مسلطة على رقابهم، سمح بطريقة غير مباشرة بوجود اللاعلم والخرافة:
لم يستطع ذلك العالم اللاديني أن يقول عن الولادة العذراوية أنها خزعبلة يستحيل أن تقع، بل قال بصوت خافت ذلك "إيمان وعقيدة ودين" والعلم لا علاقة له بكل ذلك بل فقط بما يمكن إخضاعه للمشاهدة وللتجربة وللمنطق العلمي إن تعذّر إدخاله إلى المختبر. ولم يستطع أن يقول أن الإله المزعوم فرضية لا يقبلها ليس فقط العلم بل العقل السليم وبالتالي الفلسفة! وليس أن تُلصق بالفلسفة صفة المثالية وتُصبح عندنا ترهة إلى اليوم، ويقال عنها "فلسفة مثالية"! واللفظان كـ "الذكاء الاصطناعي" المزعوم يستحيل أن يجتمعا معا!
أما العالم المؤمن فلم يستطع إدخال إلهه في عمله وتجاربه وكتاباته خجلا من طبيعة عمل العلم التي يعرفها...
اللاديني كان السيف يمنعه من قول كل الحقيقة، والمؤمن كان أيضا لا يستطيع لأنه يعلم جيدا أنه سيكون مسخرة في مجتمعه العلمي، والاثنان ساهما في نشأة أكذوبة الفصل بين العلم والدين، والحقيقة أنهما لا يمكن بأي حال حتى أن يجتمعا أو يقارنا أو يوضعا في نفس الركن أو الخانة أو المجال! وكيف يُعقل أن يُوضع كيميائي مثلا أو طبيب مع دجال يعيش مع جنية أو يُخرج الشياطين من الملبوسين!!
تَذكُّرُ ومعرفة الأصول يُعطينا الكثير ويجعلنا -ونحن أبسط البشر- نهزأ دون حرج ممن عنده نوبل فيزياء مثلا لو سمح لنفسه أن يدخل نقاشا حول نشأة الكون مع رجل دين! نهزأ منه وممن خلفوه و.... الأهم: الحق/ الدليل عندنا!
ولكيلا أبقى وحدي من "يتطاول" و "يتجرأ" على "العلماء" و "القامات"، سأجعلكَ أنتَ الآن تهزأ بكل مؤرخي الأرض اليوم تقريبا في كل الدول وإليكَ قولهم الذي ستضحك منه وستقول أنه غير موجود وأني جئت به من كيسي!
إليكَ قاعدتهم: أيّ نقاش حول ذلك الحدث التاريخي لا يجب أن يبدأ بطلب الأدلة على وقوعه، بل من أنه وقع ثم نبحث ونتناقش في الأدلة: ضحكتَ أم لا؟ ولمعلوماتكَ: أعيد، أنها قاعدة كل مؤرخي العالم اليوم/ المؤرخين المعتمدين/ الرسميين، والقاعدة تخص بالطبع "أعظم مصيبة تعرض لها بشر" أي الهولوكوست له المجد وعليه الصلاة والسلام ورضي الله عنه وقدس سره!
هل لاحظت إلى أي مدى أسخر وأهزأ من هذه الخرافة؟ يقول حكام العالم عن أمثالي، أنهم لا يجب أن يُعاملوا كبشر، وأن حرية التعبير لا تشملهم لأنهم وحوش وليسوا بشرا، وأبصم بالعشرة على صحة منطقهم لكن!!! لو حدثت تلك الخرافة حقيقة! وبما أنها لم تحدث، ولا أحد أعطانا دليلا واحدا على وقوعها، فمن حقنا أن نهزأ بها بدون ذرة تحفظ، تماما مثلما نهزأ من خرافة الآلهة والرسل وكتبهم وغيرها من الأوهام والخرافات والخزعبلات! ومن حقنا أيضا أن نسأل: من هم الوحوش الحقيقيون يا ترى؟ تعرف عزيزي القارئ قصة المسلم الذي أباح له إسلامه أن ينكح كل شيء يتحرك حتى محارمه (ولا يتحرك... بطيخة!) ويسألكَ ما الذي يمنعكَ من أن تنام مع أمك أو أختك؟!
الهولوكوست المزعوم دين/ إيمان/ اعتقاد/ فكرة/ أيديولوجيا/ وعي، ساهم في فوز الحلفاء في الحرب الثانية، والأهم والأوضح أنه أسس واقعا ماديا يراه الجميع، ويجهله الكثيرون، وهذا الواقع المادي اسمه دولة إسرائيل! جدلية المادة والوعي هنا تنسف أقوال كل يساريي الأرض الذين يجهلون أو يتجاهلون مركزية الهولوكوست في الأيديولوجيا التي تحكم الغرب الرأسمالي منذ الحرب الثانية، ويستحيل أن تُحارب الرأسمالية وأنت تعتقد بأهم خرافة أسست رأس حربتها في المنطقة المقدسة! يستحيل أن تتحرر فلسطين، ويستحيل أن تتقدم دولنا ومجتمعاتنا، والجميع يؤمن بخرافة من أعظم خرافات عدو كل البشرية: ذلك الذي يرى نفسه الوحيد المشمول بلقب الإنسانية، وكل من هم سواه -وأولهم الغربيون وعلى رأسهم الأمريكان- مجرد حيوانات لا أرواح فيها، ووجودها لا يهمه في شيء غير خدمته وخدمة مشروعه حتى يأتي مسيحه المزعوم! فيا قوم، يا من تتعجبون وتسخرون من أقوال المسلمين أن الله سخر لهم الغربيين ليصنعوا لهم، لماذا لا تتعجبون من نفس القول عند اليهود؟ أهي البرجماتية؟ أهو الجهل؟ الاستلاب والذمية؟ الجبن؟ ضعف المسلمين اليوم وتجبّر اليهود؟
مادية الوجود حقيقة لا يُجادل فيها إلا أصحاب الأديان، ومن أخذ منهم زاعما أنه ليس منهم أو خيرا منهم، حقيقة هذه المادية تُبعد عن مسرح الأحداث كل الميتافيزيقيات الدينية من آلهة وشياطين وملائكة ومعجزات، وتُبقي فقط على وعي الإنسان، وبذلك نكون قد تجنبنا الكثير من الألغام، لكن باقي الألغام يأتي من فهم طبيعة العلاقة بين الوعي والواقع المادي، وجدلية العلاقة بينهما بديهية، وليست علوما لو لم يقلها قبل عصرنا فلان أو علان، ما علمناها!
جدلية المادة والوعي تخص الإنسان وواقعه، لا نتكلم هنا عن نشأة كون ونشأة حياة ووعي خرافي أو روح أو عفريت أو تنين بخمسين رأس يسبح في خلية أولى أو يلعب برأس دبوس: المسألة تخص حصرا الإنسان وواقعه المادي الذي يعيش فيه. قبل وجود الإنسان، كان الكون ولم يكن وعي، كانت حياة ولم يكن وعي، لم تكن إرادة ولا تخطيط ولا تصميم ولا تقدير، كانت المادة ولا شيء غيرها، حتى حل ركب الإنسان ومادة دماغه، فوُجد الوعي.
هدف أي شخص يكتب أو يفكر، "من المفروض" يكون قبل كل شيء، الواقع الذي يعيش فيه هو وأهله، مجتمعه، بلده، إلى أن نصل إلى كل البشرية: لماذا المنطقة المقدسة (*) متخلفة؟ لماذا أغلب البشر تقريبا تحضروا إلا نحن؟ لماذا لا يحكمنا إلا الخونة واللصوص؟ لماذا شعوبنا مُغيَّبة جملة وتفصيلا هكذا؟ الأجوبة على هذه الأسئلة وغيرها، نستطيع أن نجد الكثير منها بالنظر في العلاقة بين البشر والواقع الذي يعيشون فيه... [ (*) الصفة أستعملها للسخرية وللتحقير، المقدس الكامل الأوصاف عند من يعتقدون به، يجب أن يُقابله الضد، وهو حرية تعبير وفكر حر ونضال ووطنية وإنسانية: "أشرف الخلق" و "أعظم من مشى على الأرض" يقابلهما وبأعلى صوت: أقذر البشر/ أرذل من مشى على الأرض!]
الوجود يُولِّد الادراك، والإدراك يُطوِّر الوجود: يُمكن تشبيه التأثير المتبادل/ الجدلية، بتفاعل كيميائي في حالة توازن؛ أي تواصل التأثير في الاتجاهين. وبديهي أن الأصل هو المواد المتفاعلة (الوجود/ المادة/ الواقع الاجتماعي) التي يَنتُج عنها المُنتَج (الوعي/ الفكر/ الثقافة/ الدين...). من هنا نستنتج قصور الماركسية في تفسير حركة التاريخ التي عزتها إلى الصراع الطبقي حصرا، أي العامل الاقتصادي فيما يُعرف بالبنية التحتية وتغييب أو عدم التركيز على تأثير الوعي أو البنية الفوقية. وهو ما نراه جليا في قول ماركس الغريب والعجيب: "ليس وعي الناس الذي يحدد وجودهم، ولكن/ بل وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم"، والتعبير ينفي كل جدلية بل يحصر التأثير في اتجاه واحد: تذكرني هذه المقولة والدفاع الشرس من الماركسيين أنها لا تنفي الجدلية بنصين قرآنيين تلميذ ابتدائية يستطيع رؤية الخلل فيهما: ("إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس"، والنص الآخر "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى": صابئون أم صابئين؟). والحقيقة أن عندي تساؤلات هنا بخصوص الماركسيين في المنطقة المقدسة:
1- ألا يكون تبنيهم للعروبة وتغييب الثقافات المحلية والأصول الحقيقية للشعوب تجسيدا لمقولة ماركس؟ فيكونون بذلك يطبقون الماركسية مثلما قال بها مؤسسها؟ أين الجدلية في القول بأن الصراع الطبقي هو محرك التاريخ، ليس واقع أوروبا الغربية الذي عاش فيه ماركس بل تاريخ كل شعوب الأرض؟ والصراع الطبقي وسائل وقوى وعلاقات ونظم إنتاج أي اقتصاد فقط ولسنا سذجا لنقبل زعم زاعم أن الصراع الطبقي تنطوي تحته كل الصراعات التي تُكوّن البنى الفوقية؟
2- يعجب المرء حقيقة من تحالفات الماركسيين مع تجار الدين، كما يعجب من تمجيدهم لإرهابيي حماس واعتبارهم "مناضلين" و "شهداء"، لكن ألا نستطيع تفسير ذلك أيضا من مقولة ماركس، فلا يهم دين وأيديولوجيا هؤلاء، سيكونون شركاء مرحليين، وبتطوير علاقات الإنتاج وبتغيير نظام الانتاج سينقرضون هم وفكرهم ولن يبق لهم أي تأثير؟
3- إسرائيل: الوعي الذي خلق الواقع المادي وليس فقط أثر فيه بل خلقه وصنعه! كيف تأسست إسرائيل؟ أولا: موقعها لا علاقة له لا بصراع طبقي ولا بإمبريالية بل حصرا بدين زعم أن إلها أعطى تلك الأرض للعبرانيين القدامى ومن ثم أحفادهم المزعومين، وليس لتحرس إسرائيل المستقبلية مصالح الإمبريالية في المنطقة المقدسة، وللتذكير هنا أن ما يُسمى بالمسيحية الصهيونية هي من كانت وراء الفكرة ومن دعمها لأي وهنا أيضا الأصل دين/ فكر/ وعي وليس مادة/ اقتصاد/ مصالح. ثانيا: السؤال الذي لن يستطيع لا فهمه ولا الإجابة عليه المؤمنون بخرافة الهولوكوست، كيف تواصلت إسرائيل وكيف يُفسر الدعم اللامشروط للغوي الغربي لها؟ على رأس الأجوبة يأتي الهولوكوست، والهولوكوست خرافة كخرافات الأديان/ دين/ وعي! ولأزيد في استغراب وتعجب هؤلاء المؤمنين أقول إنه حتى الأنتلجنسيا اليهودية في الغرب لم تربح شيئا من إسرائيل! والمقصود بالأنتلجنسيا اللوبيات اليهودية وعلى رأسها اللوبي الذي يمسك الرأسمال المالي وهذا بنية تحتية/ اقتصاد والآيباك وهذا بنية فوقية/ سياسة: من يخدم من هنا؟ من يسيطر؟ وكيف يُعقل أن يقبل الرأسمال المالي الخسائر الكبيرة جدا التي تصل إسرائيل دون مقابل؟ إنه حصرا الانتماء الأيديولوجي للأنتلجنسيا اليهودية! إنه الوعي الذي خلق واقعا ماديا ولا يزال السبب الرئيسي في تواصل وجود إسرائيل التي لم تكن لتستطيع الحياة دون أعوانها في الغرب (لتعرف محورية الهولوكوست اسأل نفسك، هل لو علمتْ الشعوب الغربية أنها خُدِعت وأنه أكذوبة، هل كانت الحكومة الأمريكية مثلا ستستطيع دعم نتانياهو مثلما فَعلتْ؟). سؤال بسيط يدعم كلامي: ماذا ربح روثتشايلد من إسرائيل؟
ركز جيدا مع الثلاث نقاط، ولا بأس بتجاوز الأولى إن كنتَ مؤمنا بالعروبة: لا يُمكن بأي حال أن يتم التحالف مع تجار الدين وتمجيد السفاحين منهم! ولا يمكن بأي حال ألا يرى الحجر قبل البشر تأثير الأيديولوجيا اليهودية ولا يرى الماركسي إلا أنها رأس حربة الإمبريالية... الذي قيل قد يُساعد في التفسير ويفتح أبواب سجون آن لها أن تُفتَح. طبعا، المدافع سيقول الكثير، الماركسية جدلية وهذا أمر بديهي، وماركس لم يقصد وأنت لم تفهم أو تتصيد إلخ من الدفاعيات: المنصف سينظر إلى التطبيق/ إلى واقع هؤلاء، وعندما سيتأمل سيجدهم يُغيبون تماما الثقافة/ الوعي ويُطبقون مقولة ماركس النافية للجدلية بحَرْفية.
في الغرب، الأمر مختلف، وهو العكس تماما! إذا كان الصراع الطبقي هو محرك التاريخ ولب الماركسية، كيف نُفسر تغييبه بالكلية واستبداله بصراع الثقافات والأعراق والجنس (امرأة-رجل) والميولات الجنسية ووو عند من يصفون أنفسهم بالماركسيين واليساريين في الغرب؟ طبعا، الجواب لن يكون بكلمة أن أولئك "منحرفون" وليسوا ماركسيين "حقيقيين" أو "أعداء للماركسية"! ولن نُخدع بالقول أن كل صراع مهما كان ظاهره أصله صراع طبقي! اليساريون في الغرب يقفون وراء كل التفاهات والخزعبلات التي حقيقة يعجب المرء منها، فمثلا يدافعون عن استقبال أمريكا وكندا لهمج بدائيين يأكلون القطط والكلاب ويصطادون الطيور المحمية ومن الحدائق العمومية أمام أعين السكان المحليين! (يأكلون القطط والكلاب: أي يأخذ قطك وكلبك من أمام منزلك ويأكله! وعندما تقول أخرجوا هؤلاء الهمج من قريتي من بلدي، يُشنّع عليك جماعة "اليسار": أنتَ عنصري/ هتلر!) وفي فرنسا يفرضون أجندة لوبي الحروف المقطعة حتى على المسلمين وقد رأينا العجب من الماسوني ميلونشون وجماعته في نصرة غزة حيث يُرفع علم فلسطين وقوس قزح في نفس المسيرة والمظاهرة! أما طامة الطامات -وأفترض أنكَ مصدق لخرافة الكوفيد- كيف قبلوا مثلا أيام السجن القهري الذي فُرض على الشعوب، أن تُغلق المحلات والشركات الصغيرة والمتوسطة ولا تفتح/ تعمل إلا الحيتان الكبيرة، ويقولكَ صراع طبقي ويحارب الرأسمالية! الأمثلة لا تُحصى هنا ولعدم الإطالة أكتفي بما ذكر. فأين ذهبت ماركسية هؤلاء الماركسيين إذن؟ ألا يعلمون أن كل ما يقومون به هو في خدمة رأس المال وضد العمال المحليين؟ وكيف يُساهمون في سياسة فرق تسد وهي تخدم عدوهم المفروض الرأسمالي الذي يحكم وينهب الشعوب؟ ثم كيف يُصدقون خزعبلات "العلوم البرجوازية" المزيفة كـ "الاشتعال" الحراري المزعوم وخرافة الكوفيد وسمومه المسماة كذبا وزورا "لقاحات"؟ وكيف قبلوا وصوتوا على استعباد الشعوب أيام الكوفيد بكل ما هو رقمي كالبسبوت الصحي ومصيبة المصائب "النقود الرقمية"!! النقود الرقمية تعني ببساطة العبودية!! فكيف يقبل يساري بأن تُستعبد كل البشرية للرأسمال المالي وللشركات العابرة للقرات؟! ثم كيف يُدعم من يُريد تغيير جنسه بالمليارات من ضرائب الشعوب والعمال لا يستطيعون إكمال نصف شهر بما يتقاضونه؟ الأسئلة لا حد لها وجوابها أن هؤلاء اليساريين قد نسوا الصراع الطبقي بالكلية والصراع عندهم لم يعد صراع طبقات بل صار صراع أعراق! وهذا دليل آخر من الأرض، من الواقع، ألا جدلية! بل أبشع من ذلك فهم يصادقون ويؤمنون بقول فوكوياما أن التاريخ انتهى بالرأسمالية! ويعترفون بأنهم لن يستطيعوا تجاوز الاقتصاد الرأسمالي! يُسمى اليساريون الذين لا يزالون يتكلمون عن المرحوم "الصراع الطبقي" بالشيوعيين وهم تقريبا يُعدون على الأصابع في كل بلد غربي ولا قيمة ولا تأثير لهم!
الجدلية بين الفكر والواقع أمر بديهي نستطيع رؤيته بسهولة. لكن الجميع يُردد أن الماركسية جدلية، وفلسفتها مادية جدلية، وتفسيرها للتاريخ "المادية التاريخية" جدلي. أنا لا أرى شيئا من هذا، بل ما أراه على الأرض أن الماركسيين سبب مباشر في تخلف المنطقة المقدسة وفي أفول الحضارة الغربية، والسبب: غياب الجدلية!



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد والملحد والحرية 2-2
- الإلحاد والملحد والحرية 1-2
- الإلحاد والملحد: إسرائيل، اليهود... ذلك الوهم العظيم! (ملحق)
- الإلحاد والملحد: إسرائيل، اليهود... ذلك الوهم العظيم!
- الإلحاد والملحد والعروبة
- الإلحاد والملحد والدين (2): الدين والكذب بين لعبة حرية العقي ...
- الإلحاد والملحد والدين
- الإلحاد والملحد وفلسطين
- سنية 2-2
- سنية 1-2
- الإلحاد والملحد والعلمانية
- تأملات جنسية سريعة
- نظرة وجيزة عن أعجوبة -تديين الإلحاد-
- لازانيا
- تأملات في تناقضات العقل البشري (4)
- تأملات في تناقضات العقل البشري (3)
- تأملات في تناقضات العقل البشري (2)
- تأملات في تناقضات العقل البشري (1)
- مِثليّةُ الـ 99
- منحرف نرجسي


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN تفاصيل -عملية قرصنة صينية- استهدفت حملتي تر ...
- البوسنة: السلطات تصف هجوم مركز الشرطة في بوسانسكا كروبا بالإ ...
- -نتهمكم بالإبادة الجماعية!-.. نشطاء يقتحمون مقر شركة في لندن ...
- وصول سفينة إماراتية محملة بالمساعدات إلى مرفأ بيروت
- تقدم روسي بكورسك.. ورفض لأي تنازلات
- لحظة سقوط صواريخ أطلقت من لبنان في مجد الكروم بالجليل الأعلى ...
- دمار واسع ببلدة البزالية اللبنانية جراء قصف إسرائيلي
- الفلاحي: الاحتلال يتراجع عن أهدافه وحزب الله يحاول فرض واقع ...
- واضع -خطة الجنرالات- في غزة يحذر نتنياهو
- الاحتلال يفتش مستشفى كمال عدوان بغزة ويحتجز المئات بداخله


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمين بن سعيد - عن فقيدة الفكر الحر... -الجدلية-!