|
إرادة الردع تتألق مع قوافل الشهداء
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 09:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طالما نستعيد بعد كل مرحلة وجيزة لما يحدث هنا على ارض المحرقة فلسطين المحتلة المتوجة منذ احتلالها ان تعوم على صفيح من نار ملتهب مع استمرار ارادة الردع والمقاومة بعد سقوط الشهداء الذين يرتقون إبان ساحات المواجهة او حتى داخل امكنة السكن سواءً كانت في المخيمات او في الفنادق او حتى اثناء مراجعة التحقق للمبادرات الفردية لدى اجهزة المقاومة الفلسطينية غداة تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وكانت بمثابة الصاعق المؤجل القابل للإنفجار والتحقق من قدرة القائد الوحيد الذي يمتلك زمام الزمن في إدراج اراء فكرة التصدى لهذا الوحش الصهيوني المتغطرس الذي إستباح كل الامكانيات في دخولهِ الى عواصم العالم العربي ابان فترة بزوغ فجر المقاومة الفلسطينية بعد احتلال عام 1967 وصاعداً مما اثار فرضية امتلاك حركة المقاومة المناورة ضد إسرائيل في شن عمليات فدائية لم تكن شائعة قبل اعوام النكبة 1948 وبعدها ساعة انفجار النكسة الاليم الذي اثار غضب الجماهير المنتشرة في العواصم العربية المحورية وابدت كل تضامنها مع عمليات فدائية ضد مصالح العدو الاسرائيلي على الاقل في سيرة نهاية عقد الستينيات بعد ابتداع خطط خطف الطائرات الاسرائيلية والامريكية والشركات الغربية وتفجيرها ، حينها اول مَنْ فكر في تلك العمليات النوعية مجموعة ضئيلة مَنْ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في مكاتب وقواعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الاردن حيث قرر وديع حداد استغلال الاحداث التي فرضتها إسرائيل على المقاومة الفلسطينة في ابعادها عن الاردن بعد احداث عمان الاليمة التي بددت محاولات نجاح العمليات العسكرية الفدائية عبر نهر الاردن في الضفة وبلغ السيل الزبى بعد طرد منظمة التحرير من الاردن بصورة جماعية حيث برز مشروع اتفاق القاهرة الذي نص على ترك فصائل منظمة التحرير بعد انتشارها في مخيمات بيروت والجنوب وصولاً الى بداية مرحلة فتح لاند في اعلى مرتفعات قمم جبال شرق لبنان في منطقة العرقوب التي تُطِلُ على سهل الحولة وبحيرة طبريا.وكانت حركة فتح تجهز للإجهاز على بعض المواقع داخل العواصم العربية ولم تكن عمليات ميونخ التي رسخت سيرة التبادل للأسري منذ عمليات ميونخ الشهيرة ولعب ابو اياد وابو جهاد دوراً طليعياً في وضع خطط ضد السفارات الإسرائيلية في غرب اوروبا .هذا اذا ما تابعنا سيرة صبري البنا ابو نضال الذي نفذ اجندات لحساب بعض الانظمة العربية . ومن تلك الاثناء كانت عقول اجهزة منظمة التحرير تتحضر لشن اوسع العمليات ضد مصالح إسرائيل في العالم اجمع ، وربما يتساءل البعض عن دلالة اهمية تعويم العمليات الفدائية خارج محور نطاق الكيان ومدى تأثيرهُ على سمعة حق الثورة الفلسطينية في اختراق كل ما تراه مناسباً ضد جيش الاحتلال حتى لو بدا ذلك ترسيخ الارهاب في لغة الداعمين لدولة الاحتلال وتقديم كل الخدمات اللوجستية اللازمة لحق إسرائيل في استخدام كل اساليب العنف ضد ابناء الشعب الفلسطيني المقاوم وصولاً الى الإغتيالات المنظمة التي ترسمها اجهزة الموساد الاسرائيلية التي تخترق كل اجهزة الامن للدول المحيطة بالكيان ، وإن كان تواجد منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت قد مهد الى عمليات خطف للطائرات الغربية ومحاولة فرض عمليات تبادل ما بين الاسرى الفلسطينيين المتواجدين داخل السجون منذ مطلع عقد السبعينيات وصولاً الى اخر عملية طوفان الاقصى التي بصددها تبدل معيار الامن لدى دولة العدو حيثُ فقدت سيطرتها بعد غزوة غلاف غزة في يوم عطلة نهاية الاسبوع وكانت حصيلة فكرة العملية التي هندسها الشهيد يحي السنوار في مقتل 1650 اسرائيلي و خطف 252 رهينة كانوا وديعة عندما بدأت المفاوضات المباشرة بين حركة حماس والموساد تحت رعاية مصرية اردنية امريكية لم تتوصل الى فك اسر اعداد كبيرة من المساجين الفلسطينيين بديلا للرهائن لكن الملف أُقفل منذ زيارة بينيامين نيتنياهو الى الكونغريس بعد نيله تغطية غير مسبوقة في توسيع رقعة الحرب وشن هجمات مباشرة على جبهة قطاع غزة وتدمير كل الامكانيات المتاحة بحثاً نهائياً عن تخليص الرهائن لكن الفشل الذريع هو الذي تحكم بتلك التوسعات للعمليات على اكثر من محور . الاغتيالات الكبري ربما اخذت مكاناً مهماً بعد استهداف السيد اسماعيل هنية في عاصمة الممانعة والمقاومة طهران ، ومن ثم دخول جبهة الشمال الفلسطيني مع جنوب لبنان غداة مرحلة الاسناد الى حرب حقيقية وكانت الاغتيالات التقنية للقادة في حزب الله بعد اختراق البيجرز والهواتف الذكية حيث تدحرجت الحرب في عنفها بعد إغتيال سماحة السيد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله حيث رفع سقف الصراع ضد الكيان الصهيونى منذ عقدين من الزمن الى ذروته الحالية . ولم يكن اغتيال يحي السنوار ابو ابراهيم اضافة الى مجموعة كبيرة من قادة الحركة . لكن الذي سوف يتناقل عبر التاريخ المقبل للمستقبل داخل عقول وقلوب الاجيال اللاحقة في احترام سيرة كبار الشهداء والاقتداء بدورهم والمسير على تعليماتهم مهما كان الحصار او الدمار او الالغاء كما يُعمم ويشاع الان عن بهتان فقد دور المقاومة بعد الاغتيال الجماعي لقادة محور الممانعة والمقاومة. إرادة الردع تتألق مع سيرة قوافل الشهداء مهما تجاوز كثيرون من الببغاءات التي تردد فرضية ان دور المقاومة لن يكون مُجدياً طالما هناك اضواء خضراء دولية كبري وحتى عربية تزحف نحو التطبيع تكملةً لما رسمه دونالد ترامب منذ بداية ولايته الاولى وربما سوف يعززها اذا ما فاز بعد اسبوعين من الان . إذن ، بوابة الصراع مفتوحة وقابلة للإنتشار على اكثر من جبهة وعلى اكثر من حدود اقليمية ، وتأتي التحريضات الواسعة بعد استهداف الجزار نيتنياهو عبر طائرة مباشرةً فوق منزله ومنتجعه المحصن داخل مناطق تُعتبرُ اكثر أماناً محاطاً بكل ما تملكه إسرائيل من ترسانة عسكرية. التهديد والوعيد لن يُقدم لإسرائيل اي مشروع امنى جديد لا بل سوف تتدحرج كرة النار حتى تكاد تصل الى هيكل صهاينة العصر الذين يتكبرون على المجتمع الدولى رغم النصائح التي تأتيها من الادارة الاميركية وحلف شمال الاطلسي. فماذا في داخل عقول قادة العدو ، ماذا هي فاعلة اذا ما تُركت لتدبير امرها وحدها لا سيما بعد مشاورات عميقة تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية في ارساء الاستقرار داخل الشرق الاوسط ومحاولات تقبل طلبات لجم هرطقة إسرائيل التي سوف تقود المنطقة الى بركان هائج لا يستطيع أحداً الوقوف بوجههِ الذي سوف يحول المنطقة الى ساحة حرب ورماد حقيقية واسعة . عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في / 20 تشرين الاول - اكتوبر / 2024 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مناظر الارض المحروقة من وراء الستار
-
إصاباتهم دائمًا طفيفة وإصاباتنا بليغة
-
ما من حدث على الأرض إلا و امريكا تُراقبهُ
-
دعاية جديدة لمؤتمر دولى حول لبنان
-
وجه أخر للحرب الطويلة
-
أكاد لا أُصدق ان الهرم الخامس مات
-
عندما قالت المقاومة لا لإسرائيل
-
تمهل أيُها القاتل قبل الجردة الاخيرة للحسابات المُستباحة و أ
...
-
الوحيد دائماً مُحرجاً و مُرتعباً من غدرهِ الدائم
-
التشويش في الوقت الحاضر دقيقاً وليس دعاية
-
تُعَنوِنُ صحافة اليوم مجازر الذكرى السنوية الثالثة والعشرون
-
مَنْ يقف خلف تدمير هيكل صهاينة الجشع
-
توماس فريدمان والنفاق الغاضب
-
خزعل الماجدي فن و شعر و أدب و فلسفة الحفر عميقاً
-
مُرشح صدامي ينتقم من موتهِ الذي لم يقع
-
معبر فيلادلفيا ونيتساريم و بوابة فاطمة
-
أصوات الحرب على سماعة الهاتف
-
مآلات بهلوانية صهيونية لن تتحقق
-
الإنتقاد الداخلي الصهيوني اكبر من رؤية موجزة للحرب الطاحنة و
...
-
أصبع على الزناد رغم أنف التآمر من عدة ابواب
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|