أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - ما هي ثورة التانغو في الثقافة الأرجنتينية؟/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري















المزيد.....

ما هي ثورة التانغو في الثقافة الأرجنتينية؟/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 00:23
المحور: الادب والفن
    


- ما هي ثورة التانغو في الثقافة الأرجنتينية؟
- وكيف أحدث تغييرا في الثقافة الأرجنتينية؟

التانغو، الذي ولد في نهاية القرن التاسع عشر على أطراف بوينس آيرس ومونتيفيديو، ليس مجرد نوع موسيقي ورقصة عاطفية، ولكنه انعكاس للهوية الثقافية الأرجنتينية. تطوره، الذي تميز بمزيج من التأثيرات المتنوعة، حوله إلى شعار وطني ودولي. لكن كيف نجح التانغو في إحداث ثورة في الثقافة الأرجنتينية؟

يعود أصل رقصة التانغو إلى الأحياء الشعبية التي اندمجت فيها التقاليد الموسيقية للمهاجرين الأوروبيين والعبيد الأفارقة وسكان أمريكا الجنوبية الأصليين. كان التقاء الثقافات هذا بمثابة أرض خصبة لأسلوب موسيقي ورقص كان يعتبر في بداياته هامشيًا. وُلدت أولى رقصات التانجو في بيوت الدعارة والحانات، وهي الأماكن التي عبرت فيها الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع عن مشاعرها ورغباتها.

مع اكتساب رقصة التانغو شعبية كبيرة، تم تبنيها من قبل الطبقات الوسطى والعليا، مما أدى إلى تغيير النظرة إليها. بدأت نخبة بوينس آيرس في رقصها في الصالونات، ومع مرور الوقت، تم تحسين رقصة التانغو، سواء في موسيقاها أو في رقصها، وذلك بفضل ملحنين مثل كارلوس جارديل وأستور بيازولا. إن عملية إضفاء الشرعية على رقصة التانغو عززتها كتعبير ثقافي لجميع الطبقات الاجتماعية.

- كارلوس غارديل: أيقونة التانغو الخالدة؛

كارلوس جارديل هو بلا شك الشخصية الأكثر شهرة في رقصة التانغو الأرجنتينية. ولد في تولوز، فرنسا، عام 1890، ونشأ في بوينس آيرس، يكتنف حياته الغموض الذي يجعل منه أسطورة. منذ سنواته الأولى، أظهر غاردل ميلاً كبيراً نحو الموسيقى وسرعان ما انخرط في عالم التانغو، الذي كان في ذلك الوقت نوعاً متطوراً، خرج من الأحياء الشعبية. وبينما أتقن أسلوبه، قاده صوته الذي لا لبس فيه إلى أن يصبح أعظم داعية لأغنية التانغو، محولاً هذا النوع إلى شكل عاطفي عميق من التعبير المتجذر في الثقافة الأرجنتينية. توفى في 24 يونيو 1935.

لم يكن غارديل مغنيًا استثنائيًا فحسب، بل كان أيضًا ملحنًا موهوبًا. لا تزال أغاني مثل "اليوم الذي أحب فيه نفسي". و"بوينس آيرس التي أردتها" و"العودة"؛ تعتبر جواهر حقيقية لرقصة التانغو. ارتبطت هذه المقطوعات الموسيقية المليئة بالحنين والحب والكآبة بعمق مع الشعب الأرجنتيني وأمريكا اللاتينية، مما خلق رابطًا عاطفيًا دائمًا مع موسيقاهم. أحدث غاردل ثورة في أغنية التانغو من خلال إعطائها شعرًا غنائيًا وتفسيرًا فريدًا يتردد صداه مع مشاعر الجمهور.

طوال حياته المهنية، قام غارديل بجولة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، جالبًا رقصة التانغو إلى أماكن مثل باريس ونيويورك، حيث تم استقباله بحماس كبير. بالإضافة إلى ذلك، دخل السينما، وقام ببطولة العديد من الأفلام في الأرجنتين والولايات المتحدة، مما ساعد على إبراز شخصيته على المستوى الدولي. وفي هذه الأفلام، لم يكتف جارديل بالغناء، بل قام بالتمثيل، مما وسع مكانته كنجم عالمي. صورته الأنيقة، إلى جانب صوته القوي والمغلف، جعلت منه أسطورة ثقافية شعبية.

وفاته المأساوية في حادث تحطم طائرة في عام 1935 في ميديلين، كولومبيا، حسمت مصيره باعتباره أسطورة خالدة. ومنذ تلك اللحظة، نمت أسطورة جارديل. يقال في الذاكرة الشعبية أن "غارديل يغني بشكل أفضل كل يوم"، وهي شهادة على كيف أن موسيقاه لا تزال حية وكيف أن شخصيته لا تزال رمزًا للهوية الأرجنتينية. لا يُذكر جارديل بموهبته الموسيقية فحسب، بل أيضًا بتأثيره العميق على ثقافة التانغو وقدرته على لمس الأنسجة الأكثر حميمية في الروح الأرجنتينية.

- أستور بيازولا: مجدد التانغو؛

يُعرف الملحن الارجنتيني لموسيقى التانغو وعازف الأوركوديون أستور بيازولا (1921 - 1992) بأنه ثائر التانغو، الذي حول هذا النوع التقليدي إلى تعبير حديث ومعقد. ولد بيازولا عام 1921 في مار ديل بلاتا، الأرجنتين، ونشأ في نيويورك، وتعرض لتأثيرات موسيقية مختلفة منذ صغره، مما شكل رؤيته الفريدة لرقصة التانغو. درس الموسيقى الكلاسيكية مع ملحنين مشهورين، وعند عودته إلى الأرجنتين، قرر كسر تقاليد التانغو التقليدية ليبتكر أسلوبه الخاص، والذي سيُعرف فيما بعد باسم "التانغو الجديد”.

على عكس جارديل، الذي كان رقص التانغو الخاص به مليئًا بالحزن والشعر الغنائي الشعبي، قام بيازولا بدمج عناصر من الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز في مؤلفاته. تعتبر أعمال مثل وداعا نونينو وليبرتانغو وموت الملاك أمثلة على نهجه الثوري، حيث تكتسب آلة باندونيون الكونسيرتينا "الأوركوديون"، وهي الأداة الرمزية للتانغو، أبعادًا صوتية جديدة. موسيقاه المليئة بالتنافر والتعقيد الإيقاعي والهياكل غير المتوقعة، كانت في ذلك الوقت مقاومة من قبل أنصار التانغو الأصوليين، الذين رأوا في أسلوبه بمثابة خيانة لجذور هذا النوع.

ومع ذلك، أظهر الوقت أن بيازولا قد أخذ التانغو إلى آفاق جديدة. تمكن من خلال "رقصة التانغو الجديدة" من جذب جمهور عالمي لم يكن مهتمًا من قبل برقص التانغو التقليدي. أصبح بيازولا موسيقيًا مشهورًا عالميًا، حيث تعاون مع فنانين من مختلف الأنواع وترك إرثًا يستمر في التأثير على أجيال من الموسيقيين حول العالم. لقد أدى الجمع بين الحداثة والتقاليد إلى تحويل رقصة التانغو إلى موسيقى عالمية، دون أن تفقد جوهرها الأرجنتيني.

مثل جارديل، عاش بيازولا أيضًا جزءًا من حياته المهنية في أوروبا، وخاصة في باريس، حيث درس مع الملحنة الفرنسية الشهيرة نادية بولانغر (1887 - 1979) ، التي ساعدته في العثور على صوته الفني الحقيقي. وتحت تأثيرهم، قرر بيازولا احتضان رقصة التانغو بالكامل، ولكن بطريقته الخاصة، مما دفعه إلى خلق إرث فريد من نوعه. يعتبر بيازولا اليوم أحد أهم مؤلفي موسيقى القرن العشرين، ولا تزال أعماله تؤدى وتدرس كمثال على الابتكار والإتقان في دمج الأنواع الموسيقية.

لا يقتصر تأثير التانغو على الموسيقى. تعكس قصائده الغنائية، التي اتسمت بالحنين والكلمات الحزينة المليئة بالمشاعر العميقة، روح الأرجنتينيين، وخاصة روح المهاجرين، الذين سعوا للتعبير عن الوحدة وانعدام الجذور. وهكذا، لم يكن التانغو يتحدث عن الحب فحسب، بل كان يتحدث أيضًا عن الحياة الحضرية والإحباطات والأحلام.

على الصعيد الدولي، غزت رقصة التانغو أوروبا، وخاصة في باريس، حيث أصبحت موضة غريبة في بداية القرن العشرين. ساعد هذا الاعتراف خارج الأرجنتين في تعزيز مكانتها وإبراز الثقافة الأرجنتينية في جميع أنحاء العالم. وحتى يومنا هذا، يظل التانغو واحدًا من أهم الصادرات الثقافية للبلاد.

حاليًا، تم الاعتراف بالتانغو من قبل اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي للبشرية. ولا يضمن هذا الاعتراف الحفاظ عليها فحسب، بل يؤكد أيضًا تأثيرها على الثقافة الأرجنتينية والعالمية. وتستمر رقصة التانغو في المقطوعات الموسيقية الفولكلورية والمهرجانات والمسابقات حول العالم، وتجذب أجيالاً جديدة تكتشف فيها شكلاً فريداً من أشكال التعبير الفني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 10/21/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة -أمام القانون- / بقلم فرانز كافكا - ت: من الألمانية أكد ...
- أدمغة الفراشة تعدل من الكشف للابتكار المعرفي - ت: من الإنكلي ...
- مشقة سؤال الأوبرا والباليه عند نيتشه وفاغنر- 4 -6/ إشبيليا ا ...
- ما هو أدب الرسومات التوضيحية أو الفن الهامشي؟ إشبيليا الجبور ...
- ما هو أدب الرسومات التوضيحية الشعبية؟ إشبيليا الجبوري - ت: م ...
- ذكرى الفظائع /بقلم بريمو ليفي -- ت: من الإيطالية أكد الجبوري
- ذكرى الفظائع /بقلم بريمو ليفي
- حياة الإنسان كمعيار للحقيقة/بقلم إنريكي دوسيل - ت: من الإسبا ...
- مختارات روبرتو خواروز الشعرية - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- مشقة سؤال الأوبرا والباليه عند نيتشه وفاغنر- 3- 6/ إشبيليا ا ...
- الفكر يؤثر على الفعل/ بقلم حنة آرندت - ت: من الألمانية أكد ا ...
- مشقة سؤال الأوبرا والباليه عند نيتشه وفاغنر- 2-6/ إشبيليا ال ...
- إضاءة عن الكاتبة هان كانغ*/ أبوذر الجبوري - ت: من اليابانية ...
- مراجعة : -النباتي/ة-*/ إشبيليا الجبوري
- مراجعة : -النباتي/ة-*/ بقلم هان كانغ
- ما نعجز عليه/ بقلم روبرتو خواروز
- مختارات زيفي داراكيس الشعرية - - ت: من الإنكليزية أكد الجبور ...
- -هان كانج- تحصد جائزة نوبل في الأدب لعام 2024 (1-3) إشبيليا ...
- قصيدتان/بقلم هان كانج (نوبل للآداب 2024) - ت: من الإنكليزية ...
- عن رواية -معذبو الأرض- / بقلم جان بول سارتر - ت: من الفرنسية ...


المزيد.....




- الفيلسوف إيمانويل تود الذي يتنبأ بهزيمة الغرب كما تنبأ بسقوط ...
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستضيفان الفنان طلال محمود للحديثعن ت ...
- أمينة مؤسسة الثقافة الإسلامية بإسبانيا: -مجريط- عاصمة أوروبي ...
- إطلاق مناقصة دولية لإنتاج فيلم سينمائي ضخم عن الأمير عبد الق ...
- كتب ومؤلفات السنوار.. -الوجه الآخر- للقائد الكاتب الأديب
- -ذبدبات من غزة- يظفر بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لندن ال ...
- إعادة الإنتاج في 2024.. أفلام تبحث عن نجاح الماضي لكن النتائ ...
- نزل تردد قناة ماجد الجديد 2024 أحلى الأغاني المميزة لأطفالك ...
- دوناتا كنزلباخ.. ناشرة ألمانية وقعت في غرام الأدب المغاربي
- مَاذَا لَو ......


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - ما هي ثورة التانغو في الثقافة الأرجنتينية؟/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري