صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 20:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مدينة الناصرية احدى المدن المنكوبة، حالها حال بقية مدن الجنوب والوسط، عدد سكانها يقارب المليون انسان، تفتقر لأبسط الخدمات، وهي من المدن عالية التلوث، ففيها بعض ابار النفط المشغلة، وتشهد جفافا غير مسبوق لأهوارها، ما شكل نزوحا عن تلك المناطق.
صندوق اعمار ذي قار هو أحد اهم أبواب الفساد والنهب، تم تشكيله بناءً على رغبة القوى الإسلامية المتنفذة لزيادة إيراداتها وحصصها من النهب، تشرف عليه أسماء ميليشياوية معروفة داخل الناصرية، ويعد نقده او التعرض له من المحرمات والممنوعات.
بلغت تخصيصات هذا الصندوق من موازنة 2024 ما يقارب 346 مليار دينار، فضلا عن 143 مليار دينار حصة تنمية الأقاليم، و"تنمية الأقاليم" هو الاخر احد أبواب الفساد والنهب.
عندما أعلن عن هذه التخصيصات في الموازنة، اثار غضبا من قبل "نواب مدينة الناصرية" و "أعضاء صندوق الاعمار"، لماذا غضبوا؟ لأن التخصيصات هذه لا تكفي لتقاسم الحصص فيما بينهم، ما يشكل خطورة على مجلس المحافظة وقيادة الشرطة والقوى الميليشياوية، لم يغضب أهالي الناصرية على هذه المبالغ، لأنهم يعرفون جيدا انهم لن يروا منها شيئا على ارض الواقع، فوضعهم هو هو، بل ويزداد سوءً.
هشام السومري هو احد ناشطي الحركة الاحتجاجية في مدينة الناصرية، يحمل هاتفه ويصور سوء الخدمات والتلاعب بالمشاريع وعمليات الهدر بالمال العام، ودائما يردد جملته "وين الفلوس يا صندوق اعمار ذي قار"، قوى النهب لم تطيق فضحه لصندوق الاعمار، فهذا الصندوق هو خط احمر بالنسبة لهم، انه مصدر تمويل ميليشياتهم وجيوشهم وعصاباتهم، مصدر ثرائهم الفاحش،
فقرروا رفع دعوى بالضد من هشام، تطالبه بدفع غرامة قدرها 300 الف دينار او الحبس ستة اشهر، بسبب "تهجمه" على الصندوق.
هذا هو شكل حكم الإسلاميين في العراق، اذا قلت لهم انكم سراق وفاسدين وناهبين يقتلوك او يسجنوك او يسلبوا منك مالك، هذه هي المعادلة، فشبيبة الناصرية اليوم يقبعون في معتقلات السلطة، والباقون منهم تلاحقهم قوى السلطة وميليشياتها.
عندما تتجول في مدينة الناصرية وفي اقضيتها ونواحيها ستعرف معنى البؤس والفقر والمعاناة، ستتأكد اين تذهب مبالغ الصناديق ال 500 مليار دينار، ستعرف لم يعتقلون الشباب ويلاحقونهم بقضايا كيدية.
الحرية لجميع الشباب المعتقلين
والخزي والعار لقوى الإسلام السياسي
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟