عمر قاسم أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 20:47
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
نشاهد بعض الزعماء وهم في هيئتهم العسكرية وتزين صدورهم أوسمة تكاد تملأ صدورهم وتثقل واجهتهم ، أوسمة من كل الأشكال والأنواع ، أوسمة ( البطولة والتضحية والتقدم والطيران والبحرية والجوية والمشاة والمدفعية والصاروخية والفروسية والرياضة والسباحة والمصارعة والملاكمة ... ) ، أوسمة من كل المسميات ، وليس من المستبعد أن يزينوا ملابسهم العسكرية بأوسمة شركات السيارات والثلاجات والهواتف ، ناهيك عن الألقاب التي تسبق أسمائهم بمسافة عشر أمتار كألقاب ( الرئيس الخالد الزعيم الواحد الأوحد الأب الجد الملهم القائد الهمام الطيار الجريح الشهيد الغواص . ... )
هي أوسمة وألقاب ما أنزل الله بها من سلطان ولكنها نزلت بأمر من السلطان وشياطين السلطان .
نكاد نفتخر عندما نرى وسام عن استحقاق وجدارة يزين صدر زعيم عربي ،وتُعتَبر حق لكل من ناضل من أجل استحقاقها وعمل من أجلها نيلها ، ولكن الحقيقة أنها أوسمة وألقاب وهمية باهته لمن لم يخض حربا ، ولكني أعتقد ــ جازما ــ ان بعض الزعماء استحقوها نظير حروبهم التي خاضوها في الشجب والاستنكار والاعراب عن القلق الممزوج بمسحة من الحزن لغايات الإعلام .
الأوسمة والألقاب تُمنح بإجماع وإرادة شعبية وعلى امتداد مساحة الوطن العربي ،
هي أوسمة وألقاب شعبية لمن يستحقها من القادة العظام ، تمنح لمن قاوم وناضل واعتُقل وجُرِح واستشهد ، تمنح وتُعطى من الشعب لمن يستحقها من قادة الشعب الذين رفعوا راية النصر خفاقة لترفرف في سماء الحرية.
هي أوسمة حقيقية تزين القلوب ولا تزين الصدور ، والقاب حقيقة تسبق المناضلين ولا تسبق الأسماء ، لان الذي استحقها لم يطلبها ولم يسعى من أجلها بل هي من جاءت إليه تنحني لجلال هامته وقامته وترجوه أن يقبل بها .
أوسمة بإدرادة شعبية لقائد من رحم الشعب تقدم الصفوف وخاض الحروب لتحقيق إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة .
هي أوسمة الكرامة والعزة والفخار لمن قدم للوطن وللشعب ، لمن سعى جاهدا لإعلاء كلمة الله وفي سبيل الله ، لمن قاوم المحتل الغاصب لكل من حمل حجرا ووقف بوجه دبابة ، لمن واجه بصدره العاري صاروخا ، لمن نزف حد الموت ، لمن ــ بقي حتى الرمق الأخير ــ يرمي حجرا أو قنبلة أو يطلق رصاصة ، لمن تشرد وهام على وجهه وعطش وجاع ولكنه لم يهن ولم يستكين ولم يتخلى عن الأرض التي عشقها حتى النصر أو الشهادة .
هي أوسمة وألقاب حقيقية ، أوسمة الشهادة والحياة ( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ) البقرة 154 ، ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أوامواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) آل عمران 169
لقب الشهادة الرباني ووسام الحياة الرباني ، منحة واستحقاق من الله لكل من يستحق
#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟