بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 8134 - 2024 / 10 / 18 - 20:12
المحور:
المجتمع المدني
إن إحدى أكبر مشكلاتنا في الشرق الأوسط هو هذا الفكر، وبشقيه الثوري الحداثوي أو اليساري الماركسي وكذلك في الطرف الآخر؛ الماضوي السلفي أو الديني التكفيري حيث كلا الطرفين يريدون التغيير الجذري في هذه المجتمعات، لكن وفق مسطرتهم البروكروستية، يعني إما تكون وفق تلك المسطرة أو تقطع وتبتر لتصبح وفق مقاسات مسطرتهم ولذلك تجد الصراع بين كل الأطراف والقوى الراديكالية هذه هي صراع البقاء أو الفناء ولا حلول للتعايش السلمي المشترك حيث تغيب عن رؤيتهم ألوان قوس قزح لتصبح الحياة والواقع بلون واحد، هو لونهم السياسي والعقائدي.
وانطلاقاً مما سبق، فإن قضية الحوار مع هؤلاء الأفراد والجماعات يصبح نوع من الجدل البيزنطي العبثي حيث يغيب العقل والمنطق ليحل محله العقيدة واليقين المطلق بما يحملون من فكر عقائدي، وبالتالي لا حلول وللأسف حيث لا حلول مع من يأخذ بشعار؛ إما معي أو ضدي، كشعار ومبدأ وحيد للتعاطي مع الآخر وليت لو بقي الأمر على تلك الثنائية؛ مع أو ضد، بل إنك ستحاكم وفق تلك الثنائية حيث ينتظرك إما الجهاد والشهادة معهم أو التكفير واللعن عليك ولذلك لا يمكن لأصحاب الفكر الحر والمنطق العقلاني أن يجد لنفسه مساحة بين هؤلاء، كون هذا الأخير يحتاج لمساحة من الحرية، بينما هم يريدونك أن تكون مقيداً إلى سلسلتهم العقائدية الراديكالية.
ما نود أن نصل إليه ونقوله بالأخير؛ بأننا في المجتمعات الشرقية نحتاج لنظم ودول ذات دساتير علمانية مدنية ديمقراطية، كما الحال في هذه المجتمعات الغربية حيث الوطن للجميع، بينما عقيدتك وفكرك وإيمانك هو شيء خاص بك، وبالتالي لا يمكن أن تاتي الحلول من خلال دول تحكمها جماعات وأحزاب تحمل فكر عقائدي راديكالي حيث سيعيدون نفس التجارب الاستبدادية ولو بلون وفكر سياسي آخر؛ يعني يحق للجميع أن يمارس نشاطه السياسي والثقافي والاجتماعي وأي نشاط آخر فكري عقائدي، لكن بشرط أن لا يكفر الآخر ويحلل هدر دمه ثورياً أو سلفياً، بل يكون الصراع على المستوى الفكري والسياسي والفلسفي ولا يتحول لصراع مادي على الأرض من قتل وسحل لكل من يخالفهم في فكرهم وعقيدتهم السياسية أو الدينية.
نعم نحتاج لدساتير ديمقراطية اتحادية فيدرالية تضمن حق الجميع بالحياة مادياً ومعنوياً وكفانا عبيداً لأيديولوجيات قاتلة.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟