مثنى إبراهيم الطالقاني
الحوار المتمدن-العدد: 8133 - 2024 / 10 / 17 - 04:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتجدد النقاش مرة اخرى حول قدرة المقاومة في لبنان على إنهاء الحرب لصالحها رغم الدمار الكبير والمحن التي تعرضت لها على مدار شهر من تعرض حزب الله ومواطني أهل الجنوب اللبناني لضربات واغتيالات كانت مؤلمة.
حزب الله، الذي يعتبر إحدى القوى المسلحة الكبرى في الشرق الأوسط، أثبت مراراً وتكراراً قدرته على الصمود في مواجهة العدوان الإسرائيلي، حتى في أحلك الظروف التي راح ضحيتها الآلاف وإصابة الآلاف الآخرين على غرار المشهد في غزة.
الحرب بين حزب الله وإسرائيل ليست مجرد صدامات عسكرية، بل هي أيضاً مواجهات نفسية ومعنوية، فجيش الاحتلال الاسرائيلي يمتلك آلة عسكرية متطورة، وتحظى بدعم دولي، وخاصة من الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن حزب الله يعتمد على استراتيجيات حرب العصابات، الدعم الشعبي، والاستخدام الذكي للبنية التحتية الدفاعية، مما جعله قادراً على توجيه ضربات موجعة بالصواريخ والمسيرات لإسرائيل حتى في أوقات التفوق العسكري الظاهري للعدو.
منذ حرب تموز 2006، استطاع حزب الله إثبات أنه ليس فقط قادراً على الرد بقوة، بل على البقاء كمقاومة راسخة، هذه الحرب التي شهدت دماراً واسعاً بالارواح والبنى التحتية في جنوب لبنان والتي كانت بمثابة نقطة تحول في تكتيكات المقاومة، حيث أثبتت قوة الحزب أنه قادر على تحمل الخسائر البشرية والمادية دون أن يخسر السيطرة أو الروح المعنوية.
ان المقاومة تعني بالنسبة لحزب الله أكثر من مجرد رد على العدوان، إنها جزء من الهوية الوطنية والدينية للمجتمع الذي يدعمه، وهذا الدعم هو من يكرس وجوده وثباته.
رغم الانتكاسات والتضحيات، يواصل الحزب تطوير استراتيجياته العسكرية والسياسية واعادة ترميم القيادة والسيطرة والمبادرة بشن الهجمات النوعية في الوقت الذي يزداد فيه الدعم الدولي لإسرائيل، يتجه الحزب نحو توسيع تحالفاته الإقليمية والدولية، سواء من خلال تعميق العلاقات وتوحيد الخطاب مع إيران وجبهات المقاومة الأخرى في المنطقة.
رغم أن الحرب بين الحزب والكيان قد تستمر لفترة طويلة، إلا أن السؤال يبقى: هل يمكن لحزب الله إنهاء هذه الحرب لصالحه؟ الإجابة قد تكون نعم، فالتاريخ أثبت أن المقاومة قادرة على الصمود أمام القوى الكبرى، طالما أن لديها الدعم، والإرادة السياسية والعسكرية.
#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟