أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - إسرائيل و وهم الأمان وسط أغلبية يهودية !















المزيد.....

إسرائيل و وهم الأمان وسط أغلبية يهودية !


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8133 - 2024 / 10 / 17 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ألفي سنة من التشرد في أصقاع العالم و العيش كأقلية دينية مع كل ما يصحب ذلك من مخاطر ومذلة وظلم و احتقار تمكن جزء كبير من اليهود من تكوين وطن يكونون فيه الأغلبية. يكونون فيه الأسياد بعد أن كانوا عبيدا و مواطنين من الدرجة السفلى دون حقوق ودون عزة.

رحلوا إلى فلسطين وطردوا قرابة مليون فلسطيني ،2/3 سكان كل فلسطين آنذاك ، حتى يتخلصوا من مخاطر العيش كأقلية تفعل بهم الأغلبية ما تشاء! تشتمهم وتسخر منهم وتزدريهم و تحملهم مسؤولية كل المصائب التي تحل بهم من جفاف وطاعون وحروب وكوارث. حالهم وحال الغجر وكل الأقليات سواء: احتقار ومذلة و خوف ورعب.

كم فرحوا ورقصوا احتفالا بانتهاء معاناة أليمة دامت قرابة الألفي سنة. تنفسوا الصعداء و لم يصدقوا أول الأمر أن دولة إسرائيل ليست حلما وسرابا بل حقيقة وواقعا!!

كلنا سمع من والديه أو أقاربه من بعيد أو قريب عن الأكاذيب عن اليهود كيف يحبون المال وكيف يستغلون الآخرين بربا فاحش وكيف يكنون للمسلمين أو للمسيح الكره والحقد ويحاولون إيذائهم بأي طريقة إلى غير ذلك من التراهات والخزعبلات. كل منا كان يحمد الله أنه ليس يهوديا ، أنه ينتمي إلى الأغلبية المسلمة أو المسيحية. كم كنت في صغري أدهش كيف يمكن لليهود أن يتحملوا كل تلك المعاناة والتهم والمذلة والإهانة والحقد والكره و الإحتقار !!!

لا لشيء إلا لكونهم أقلية لا تستطيع حماية نفسها ضد الأغلبية في أي مكان من العالم يسكنونه.

كان دمهم وعرضهم و ما يملكونه مستباحا لمن هب ودب، إلى أن هاجروا إلى فلسطين و طردوا السكان الأصليين و استولوا على أرزاقهم وديارهم : شردوهم وقتلوهم ليطهروا فلسطين من العرب ويكونون الأغلبية الساحقة. لينعموا أخيرا بالأمان والراحة والعزة. ليستريحوا من ظلم شبه أبدي.

انتصارات حربية مذهلة الواحدة تلو الأخرى، بعد كل حرب يخوضونها ضد جيرانهم العرب يتوسعون ويتمددون و تتضاعف فرحتهم ويقينهم بانتهاء محنة دامت ألفي سنة!!

لا أحد سيستطيع الإستهزاء منهم و التنكيل بهم لأنهم الآن الأغلبية!! الأغلبية القوية صاحبة السيادة ، الآمرة الناهية!! الآن وأخيرا أصبحوا أصحاب الدار بعد أن كانوا ضيوفا ولاجئين ومتشردين!!!

الشرطة يهودية والجيش يهودي، الساسة والمدرسون والقضاة والمخابرات والموظفون ألخ كلهم يهود، إسرائيليون !! لا خطر بعد الآن، لا خوف بعد الآن!!

هكذا ظن الإسرائيليون!!! هكذا توهموا بعد أن سحقوا جيوش جيرانهم من مصر وسوريا والعراق والأردن. بعد أن أجبروا جيرانهم على توقيع معاهدات سلام!! بعد أن أجبروهم على الإستسلام!!! كل ذلك بإرادة فولاذية من الأمريكيين، من أرادوا لإسرائيل البقاء لتكون قاعدة عسكرية يراقبون بها الشرق الأوسط ويضمنون نفطا زهيدا. يضمنون مكانا لهم وسط آبار النفط التي لا تجف بعيدة عن سيطرة الإتحاد السوفياتي و الصين والمنافسين.

هكذا ظن كل العالم!! أن فلسطين أصبحت يهودية، إلى الأبد!!

إلى أن بدأت رجات خفيفة أحيانا و قوية أحيانا أخرى لتفيقهم والعالم من وهمهم!!لتفيقهم من سبات مريح ومطمئن!! وهم الأمان المطلق والإستقرار. وهم عظمة السيد الجبار. وهم القوة الهائلة التي لا تقهر ولا تدحر!!

تلك الرجات والزلازل الخفيفة ذكرتهم وذكرت العالم أن الإسرائيلين يسكنون فوق فوهة بركان!! بركان حممه يصهرها غضب الملايين من المظلومين من الفلسطينيين، من انتزع الصهاينة ديارهم وأرضهم بمساعدة الإنجليز والروس والأمريكيين وكل الغرب ومرغوا عرضهم وكرامتهم.

بدأ الشغب بعمليات إرهابية في حق رعاياهم داخل وخارج إسرائيل، ثم انتفاضات هائلة في فلسطين و عصيان مدني و رشق بالحجارة ليل نهار من الصبية و النساء و الشيوخ والشباب ...

إلى أن بدأ الرجم بالصواريخ من غزة ولبنان وإيران واليمن ، من كل حدب وصوب!!

سنة كاملة والصواريخ تتهاطل ولا زالت من جميع دول الجوار!! لا يوم ولا شهر بل سنة كاملة!!

المظاهرات في كل أنحاء المعمورة تندد بهم كمحتلين وظالمين ومستبدين وسفاحين ودموين!!! تندد بالتصفية العرقية في حق الفلسطينيين وبجرائمهم ضد الإنسانية! محكمة العدل الدولية تتهمهم وتقر بجرائمهم المروعة كالتصفية العرقية.

يا للهول!! من ظنوا أنفسهم ضحايا النازية و الإحتقار ومن ظنوا أنفسهم قدوة لدول الجوار في الديمقراطية والتحضر والإنسانية أصبحوا متهمين بالإبادة العرقية والأبرتايد والإحتلال وجرائم ضد البشرية والعنصرية المقيتة!!

ذهب الإستقرار والأمان والراحة النفسية!!! ذهب الغرور و الزهو .

من يبني سعادته على حساب سعادة غيره يتوهم الأمان والإستقرار. من يظلم غيره عليه بانتظار انتقام المظلوم حتى بعد مئات السنين!!

هل نسي الإسرائيليون أنهم يقبعون وسط مئات الملايين من العرب والشرقوسطينيين . أنهم لا يزالون قلة!!

أفاقوا أنهم بعد أن طردوا ثلثي سكان فلسطين وبعد الإنتصارات الحربية بمساعدة أمريكا والغرب كله بقوا قلة وليسوا أبدا بالأغلبية!!

استيقضوا ليدركوا أنهم قلة وسط مئات الملايين في لبنان وسوريا والعراق والأردن وتركيا واليمن و إيران وأفغانستان وكل الشرق الأوسط!!

استيقضوا أخيرا ليعوا أنهم بنوا سعادتهم وأمنهم على حساب سعادة أصحاب الدار والأرض الأصليين!!!

استيقضوا ليعوا أنهم وحتى إن أبادوا كل الفلسطينيين فإن إخوانهم في كل الشرق الأوسط سيواصلون النضال ضدهم ، لأنهم محتلون و ظالمون!!!

هل سيفهمون أنهم في الحقيقة بيادق الولايات المتحدة الأمريكية؟ أنهم مرتزقة يحمون مصالح أمريكا في الشرق الأوسط؟ أن الولايات المتحدة ستتخلى عنهم متى أصبحوا جد مكلفين ومقلقين و متى صار الرأي العام الأمريكي ضدهم ؟هل سيفهمون أن أمريكا سترمي بهم في سلة المهملات كما رمت شاه إيران وكل حكام أمريكا اللاتينية. ستهاجرهم كما هاجرت الفيتنام متى وجدت بديلا آخر أقل تكلفة ومشاكل؟

هل سيعون أن أمنهم الدائم إنما في دولة يتقاسمون فيها الحكم مع الفلسطينيين دون مراعات للدين والعرق . في الإعتراف بظلمهم لأصحاب الديار والوطن الأصليين؟ أن أمنهم الحقيقي لا يبنى على إبادة و استعمار واحتقار الغير؟ وإنما على العيش معهم في كنف الإحترام المتبادل و التآزر والمحبة؟؟؟



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون وهنود الولايات المتحدة الأمريكية!!
- حرب 7 أكتوبر:مرحلة من مراحل التصفية العرقية الشاملة لفلسطين! ...
- تونس بعد 25 جويلية، صمت وخمود!!
- ،هزيمة روسيا بوتين وشيكة،،
- ،،جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!!،، قصة قصيرة
- كيف تتخلص الدول من ديونها ؟؟
- هل ستنجو تونس من الإفلاس ؟
- ،،مجزرة بن طلحة،، قصة قصيرة
- ،، العشرية السوداء،، أو متى خرج العفريت من قمقمه!! حاتم بن ر ...
- ،، زوجتك نفسي،، قصة قصيرة من قصص العشرية السوداء
- ،،أم تركتنا إلى عالم الشيطان!،، قصة قصيرة
- لن نهزم إسرائيل و لم نكن لنهزمها أبدا !!!!
- هل الصهاينة وحوش أم الفلسطينيون خرفان و فريسة سهلة؟؟؟
- الإحتفال ال 75 بإبادة 400 قرية فلسطينية!!!
- راشد الغنوشي: عدو الدولة التونسية رقم واحد!
- فهم معجزة إسرائيل الإقتصادية
- قيس سعيد:زاهد و مصلح أم دكتاتور رهيب؟؟؟
- تونس على حافة الإفلاس: الأسباب!!!
- تونس ومصر : حرب غربية ضروس ضد سعيد والسيسي !!!
- تونس: أزمة اقتصادية مريبة!!


المزيد.....




- أول لاجئة سورية بالعالم تحصل على رخصة قيادة الطائرات.. ما قص ...
- دول عربية يكشفها تقرير بقائمة الأكثر استيرادا للأسلحة الأمري ...
- استمع لما قاله أمين مجلس التعاون بالقمة الخليجية الأوروبية
- -تدمير ميركافا بطاقمها-.. حزب الله يكشف عن نتائج ضرباته ضد أ ...
- تحذير أممي يطال أكثر من مليار شخص في العالم
- هل يمكن تصور لبنان دون ميليشيا حزب الله؟
- المعارضة الأرجنتينية تطالب بإقالة وزيرة الخارجية
- أنقرة ترد على أنباء متداولة حول وقوع هجوم على تركيا من داخل ...
- مكتب الأمن القومي البولندي يدعو إلى إنشاء ترسانة من الذخائر ...
- صفارات الإنذار تدوي في أكثر من 60 مدينة وبلدة شمال إسرائيل


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - إسرائيل و وهم الأمان وسط أغلبية يهودية !