قحطان الفرج الله
الحوار المتمدن-العدد: 8132 - 2024 / 10 / 16 - 16:05
المحور:
الادب والفن
أحمد عبد المعطي حجازي هو أحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، حيث يمثل بجيله الرائد علامة فارقة في حركة الشعر العربي المعاصر. وُلد حجازي في الريف المصري، وهو ما ترك أثرًا واضحًا في كتاباته التي اتسمت بجماليات الطبيعة، والنظرة العميقة إلى الحياة الريفية المصرية. بفضل أعماله الشعرية التي تجمع بين الأصالة والحداثة، نجح في تعزيز مكانته كشاعر مؤثر وملهم للأجيال الجديدة من الشعراء. يعد من رواد التجديد في الشعر العربي، حيث خرج عن التقاليد الشعرية الكلاسيكية وتبنى قضايا إنسانية واجتماعية بلغة شعرية جديدة ومؤثرة.
التقيت بالشاعر أحمد عبد المعطي حجازي في القاهرة في بداية عام 2010، حيث أقيمت له جلسة شعرية وحوارية في أحد مدرجات كلية الآداب. في ذلك الوقت كنت أحضّر لرسالة الماجستير، ودار بيننا نقاش تحوّل لاحقًا إلى ود وصداقة، لا أدري إن كان لا يزال يتذكرها بعد هذا الانقطاع الطويل.
تمحور النقاش حول "الغموض في الشعر"، أو ما يسميه هو "الغموض الإيجابي". وقد امتد الحوار إلى ما بعد الجلسة، حيث كان يعتقد أن النصوص الأصيلة يجب أن تتسم بنوع من الغموض، الذي يسميه "الغموض الإيجابي"، والذي يعزز عمق النص تمامًا كما تعزز كثافة اللون جمال اللوحة بأسلوب كل رسام متفرد. خلال النقاش، قدمت وجهة نظري، وهو لم ينكرها ولم يؤيدها بشكل قاطع. كان يسعى إلى الاقتراب من نص عبد الوهاب البياني، متبنيًا مدرسة القاموسية اللغوية في الكتابة الشعرية وهيمنة مفردات الطبيعة على نصوصه الأولى. وقد أقر بأنه ابن الريف، وأن مخيلته الجمالية تشكلت بفضل جمال الطبيعة الساحرة للريف المصري.
بعد انقطاع طويل، التقينا مرة أخرى في افتتاح مؤتمر التنمية الثقافية المستدامة وبناء الإنسان عام 2019. لم يدر بيننا حديث مباشر، حيث كان بيننا الراحل الكبير الدكتور أحمد علي مرسي، رحمه الله. لكنني ذكرته بوعد قديم ودعوة مستمرة لزيارة بغداد.
إن جيل أحمد عبد المعطي حجازي هو جيل الشعراء الذين ساهموا في تطوير الشعر العربي نحو آفاق جديدة، وفتحوا الباب أمام التجديد والحداثة في اللغة والأسلوب. تُعد زيارته المرتقبة إلى بغداد حدثًا مهمًا، حيث من المتوقع أن تضيف هذه الزيارة إلى التواصل الثقافي بين مصر والعراق، وتساهم في تعزيز الحوار الأدبي والشعري بين الأجيال الجديدة والمخضرمين.
#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟