أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -














المزيد.....

لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8132 - 2024 / 10 / 16 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" لن يكون في غزة أربز جوت تالنت "
من الجميل أن يكون هناك برنامجاً يطلق المواهب ويبرز الوجوه التي تملك القدرة على أن لا تكون متشابهة مع الآخرين، وغالباً الفضائيات والمحطات التلفزيونية العربية لا تستطيع أن تستوحي الأفكار من عمق ذاتها وقدرتها على الابداع ، لذلك تلجأ إلى التقليد ومن البرامج المستوحاة من الفضائيات الغربية، وقد وجدت هذه البرامج احتضاناً واهتماماً وفي ذات الوقت تفريغاً لمشاعر الشباب والشابات وإبعادهم عن قضاياهم الأساسية .
وبدأت البرامج التي قلدتها الفضائيات العربية بالبث بميزانيات هائلة والديكورات الفخمة و إلى جانب جشع الفنانين الذين يستغلون أسمائهم اللامعة للمشاركة في التقييم، ولا نعرف هذا الفنان أين درس وتعلم كيف يقيم الموهوب الذي يقف أمامه؟ كل الذي نعرفه اسم الفنان الذي سقط بالحظ ، و لا أحد يتساءل بعد ذلك أين يذهب صاحب الصوت الذي تم اختياره بعد الاحتفالات والليالي الملاح واشغال الرأي العام ومواقع التواصل التي تملك المزاج ، مع العلم أن هذه البرامج يكون هدفها منذ البدايات نسف العقلية الشبابية التي تفتش عن معاني الوطن والوطنية واغراق الشباب في مواضيع وقضايا سطحية وعدم محاسبة الرئيس والملك والتغاضي عن الفساد والفشل في إدارة البلاد والابتعاد عن التساؤل عن بطالة الشباب والهجرة إلى دول الغرب ..!! لذلك عندما تقوم الفضائيات العربية للترويج لمثل هذه البرامج وتتحول الشاشات إلى عالم من ليالي جنون التهافت على الميكرفون نؤكد أن الخطط التي وضعت قد نجحت في سحب الشباب العربي من تحت مظلة التساؤلات عن مصيره ومستقبله ، إنهم يناولونه وهم الشهرة المحاطة ببريق الضحكات.
منذ أكثر من شهر وفضائية " الأم بي سي " التي يمولها رجل أعمال سعودي تعلن أن " أربز غوت تالنت " و معناها بالعربية " للعرب مواهب " والذي هو النسخة التقليدية من برنامج بريطاني، ولا أعرف لماذا تصر فضائية" الأم بي سي" على تكرار العبارة الإنجليزية كأن لغتنا العربية تعاني من مرض الكساح ولا تستطيع السير فوق السجاجيد الحمراء .
قبل العدوان على غزة كانت هناك برامج أطلقتُ عليها عبارة " برامج بين الضرس واللقمة" أي ليست بحاجة إلى التفكير نستطيع أن نلوكها ثم نبلعها أو نبصقها ، ولكن بعد العدوان على غزة والصمت العربي الفاضح -لا يهمني الغرب - اكتشفت أن بعض الفضائيات العربية قد صنعت من جلودها دروعاً وكانت أشبه بالسلاحف التي تزحف ولا يهمها شيئاً كأنها لا تمت إلى الواقع بصلة، تقوم هذه الفضائيات بكل التورم الخبيث ببث برامج تضيف إلى حكلة الظلام ظلام ، فضائيات مترهلة تتكوم أمامها أشلاء الأطفال وصراخ الأمهات وبكاء الرجال واحتراق الخيام وتدمير البنايات وجوع الأطفال ، ورؤية الطائرات راكضة بين الغيوم تقصف هنا وهناك، وتفوح من الشاشات روائح الأجساد المحترقة أو التي ما زالت تحت الردم تنتظر أن تُكتب عناوينها في حفرة مجهولة، فضائيات ترسم بأقلام احترافية على خارطة الروح الشبابية العربية رسومات الرمال المتحركة التي تحتها فخاخ تحت عناوين كثيرة منها أجمل الأصوات وأطيب الاكلات ... الخ .
" الأم بي سي " تعلن بكل فخر الإنجاز العربي برنامج " أربز غوت تالنت " وطوابير الشباب الذين يملكون الحناجر تنتظر الفرصة الذهبية للانطلاق ،وهنا نتساءل ما دامت الأنظمة العربية تشجع على انطلاق الحناجر بالغناء والآهات ، لماذا لا تسمح هذه الأنظمة لتلك الحناجر بالهتاف والتظاهر ضد العدوان على غزة ؟ ما دمتم تسمحون لهؤلاء الشباب أصحاب الحناجر اللامعة بالسفر إلى عالم " الأم بي سي" ، لماذا إذن هذه الأنظمة العربية تحاصر الشباب وتمنعه من التظاهر في الجامعات والطرقات والشوارع ؟ لماذا تصر هذه الأنظمة على حبس أصوات الشباب في زنازين القمع والرفض والتهديد والوعيد ؟
وبينما المواطن العربي يفتش عن فضائية عربية تمنحه خبراً ينحاز لعقله ومشاعره ، يطل عليه الإعلان من فضائية " الأم بي سي " بصوت فرغت فيه بطاريات الخجل معلناً اطلاق هذا البرنامج الهام الذي سيؤثر على مسيرة الوطن العربي .
هناك تاريخ قبل العدوان على غزة وبعد العدوان على غزة ..!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
- المطر الأحمر والأطفال
- خيمة وزغرودة وساق رجل
- حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز
- زمن الأوزان تحت الأنقاض في غزة
- الطفولة والحصان في غزة
- في غزة : يخرج ن القهر الرقص والطناجر
- مدرستي ما أحلاها
- في غزة أصبح اللون الأبيض رمزاً للوداع
- ما معنى أن تكوني امرأة في غزة
- الجاحظ بدر ... وسيبقى المفتاح في جيبي
- رجيم على الطريقة الغزاوية
- خيمة عن خيمة تفرق
- القوي عايب
- الدمى مربوطة خلف الدبابات
- الطيران في سماء غزة
- الغزيات الماجدات
- في بيتنا راديو
- لكوابيس الغزاوية
- غزة من زمن آخر


المزيد.....




- قطار يمر وسط سوق ضيق في تايلاند..مصري يوثق أحد أخطر الأسواق ...
- باحثون يتكشفون أن -إكسير الحياة- قد يوجد في الزبادي!
- بانكوك.. إخلاء المؤسسات الحكومية بسبب آثار الزلزال
- الشرع ينحني أمام والده ويقبل يده مهنئا إياه بقدوم عيد الفطر ...
- وسقطت باريس أمام قوات روسيا في ساعات الفجر الأولى!
- الدفاعات الروسية تسقط 66 مسيرة أوكرانية جنوب غربي البلاد
- -يديعوت أحرنوت-: حان الوقت لحوار سري مع لبنان
- زعيم -طالبان-في خطبة العيد: الديمقراطية انتهت ولا حاجة للقوا ...
- الشرع: تشكيلة الحكومة السورية تبتعد عن المحاصصة وتذهب باتجاه ...
- ليبيا.. الآلاف يؤدون صلاة عيد الفطر بميدان الشهداء في طرابلس ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -