أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - رد على بعض المتشككين ... أن النظرية الماركسية غير مسؤولة عما كان يحدث من أعداء الاشتراكية من تصرفات مشوهة ومنحرفة لشعوب الاتحاد السوفيتي وبلدان منظومة دول المعسكر الاشتراكي قبل انهيارها















المزيد.....

رد على بعض المتشككين ... أن النظرية الماركسية غير مسؤولة عما كان يحدث من أعداء الاشتراكية من تصرفات مشوهة ومنحرفة لشعوب الاتحاد السوفيتي وبلدان منظومة دول المعسكر الاشتراكي قبل انهيارها


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن النظرية الماركسية شوهت وحرفت بعد وفاة لينين عام/ 1924 وتولي ستالين الحكم بعد لينين حتى وفاته عام/ 1953 ... حيث كانت سنوات سيطرة ستالين بعد وفاة لينين شاذة وعسيرة في مجال البحث الماركسي ولكن التحولات التي شهدتها الدولة السوفيتية وتنامي سيطرة ستالين بدأت تحد من كل ذلك إلى أن حسم ستالين الصراع وفرض رؤية أحادية وأصبحت ملزمة لشيوعيي العالم قاطبة منذ مؤتمر الحزب الشيوعي السوفيتي عام/ 1934 ومؤتمر الكومنترن عام/ 1935 حيث تحولت النظرية الماركسية من نظرية في البحث إلى لاهوت يدعي اكتمال الحقيقة وتجسدها في فلسفة مكتملة مطلقة الصحة ليتحول الهدف من وعي الواقع المتعدد والمختلف والمتطور إلى تغييره وفق أسس هذهِ الفلسفة المكتملة وبالتالي المفروضة عليها من الخارج (الستالينية) ... لاشك أن كارل ماركس أكد أن الهدف هو تغيير الواقع لكنه أسس تصوره لتحقيق التغيير انطلاقاً من وعي الواقع وليس اعتماداً على تصورات تفرض من الخارج وهذه المسألة جوهرية الرؤية المادية للتاريخ أما ستالين فقد أحدث تحويرين في النظرية الماركسية :
الأول :- هو علاقة اكتمال النظرية الماركسية من أجل صياغتها صيغة شمولية استناداً إلى أفكار ماركس وأنجلز ولينين ولكن هذا الاستناد عانى من خلط مزر ومشوه ومحرف حيث أجرى اعتباراً كل ما قاله هؤلاء في حياتهم صحيحاً مطلقاً في أن معاً مما سهل عليه تحويل الافتراض إلى قانون والنسبي إلى مطلق والخاص إلى عام والخطأ إلى حقيقة ومن خلال كل ذلك ضاع جوهر النظرية الماركسية وروحها وتساوي المركزي مع الفرعي فيها كما تساوي الافتراض والقانون والنسبي والمطلق والخاص والعام والخطأ والحقيقة بتحويلها إلى مركزي وقانون ومطلق وحقيقة ولقد جرى أيضاً تضخيم أفكار وتهميش أخرى حسب رغبته وغايته وهدفه وذلك من أجل اضفاء طابع من التماسك على النظرية الماركسية / الفلسفة المكتملة وفي هذه العملية المشوهة والمحرفة انتقلت النظرية الماركسية الأصلية (ماركسية ماركس وأنجلز ولينين) وتحولت إلى نظرية مثالية طوباوية عن جدارة وإرادة .. ولكن هذه المثالية والطوباوية اكتسبت طابعاً لاهوتياً على العموم بمعنى أنها أصبحت رغم أنها نتاج بشر إلى نتائج (قوة خارقة) فوق البشر وتشربت مثالية الاتجاهات الاقتصادية والموضعية والبراغماتية بالرغم من أنها كانت تستند إلى (ماركس وأنجلز ولينين) أو كانت تنطلق بكلمات أي مفاهيم تبلورت مع (ماركس وأنجلز ولينين).
الثاني :- يتمثل في قلب المعادلة للعلاقات بين الوعي والواقع من جديد ... فإذا كان كارل ماركس قد أكد على أن الوعي هو نتاج الواقع والتعبير عنه والانعكاس له فهو بهذه الجوهرية يؤسس رؤية مادية التاريخ على الضد من الفكر المثالي مما جعل (أنجلز) (يؤكد على أن الموقف من أوليته أحدهما هو ما يميز المادي عن المثالي) ... أما الآن فقد أصبحت النظرية / الفلسفة بعدما اكتملت هي محددة الواقع وغدت النظرية الماركسية عبارة عن أفكار عامة مجردة يكون حفظها أساس وعي الواقع وتغييره لأنها مكتملة فقد جرى الاستغناء عن وعي الواقع وأيضاً تغييره فيصبح فيها الواقع متخيلاً والحلم متحققاً في الذهن فقط ... ولهذا كفت أن تكون أداة تغيير وتطوير وارتقاء وأصبحت منظومة مغلقة وبالتالي محافظة وبدت كذلك بوضوح في الدول الاشتراكية ... لكنها نتيجة لأهدافها العامة المحولة إلى شعوذات ... فبقي أمل التغيير في الأخرى فقد بقيت تحمل حلماً ما وإن بدا في الواقع كوهم نتيجة تحوله إلى حلم طوباوي بفعل إلغاء تأسيسه على الواقع ودمجه في صيرورة واقعية وهو لذلك أسس لشقاء الوعي لدى ماركس الأمم المتخلفة ولها مشيئتهم في نفس الوقت .. وهذا التأسيس الجديد للنظرية الماركسية أفقدها كل حيويتها بعد أن أصبحت تسمى حسب رغبة ستالين التي أطلقها (الماركسية – اللينينية) مما جعلها تكتسب جدارة تسمية (الماركسية – السوفيتية) و (الماركسية – الستالينية) بعد أن ألغى الأسس التي تجعل هذه الحيوية مملكته حيث غدت تحدد كل قوانين الطبيعة والمجتمع والفكر وتجعلها مطلقة بمعنى أنها غير خاضعة للنقاش .. لأنها مطلقة الصحة وأصبح الهدف هو تطبيقها فقط لهذا تحولت إلى سياسة مبتذلة وأصبح التكتيك هو جوهر كل نقاش وكل بحث وأصبح التكتيك في ظل التمسك يمثل نظرية مطلقة الصحة تعي الواقع مسبقاً وبالتالي تتجاهل البحث العميق في كل مكونات الواقع الذي يتحول إلى سياسة براغماتية تقوم على المصلحة الآنية مما حول الماركسية إلى أيديولوجيا لتدبير المصالح الآنية المؤقتة وأصبح البحث النظري هو بحث في تبرير المصالح الآنية ضيقة الأفق لتبرير التكتيك وأصبحت هذه السمة لكل أبحاث الماركسية في الاتحادية السوفيتي ولدى معظم ماركسيي الدول الرأسمالية ومنها الماركسية الأوروبية بالرغم من تمرد قلة على هذه الماركسية فحاولوا وعي الواقع انطلاقاً من المنهجية الماركسية ماوتسي تونغ وهوشي منة وكاسترو وجيفارا حاولوا تقديم بحث ماركسي جاد في العديد من القضايا الرأسمالية في التخلف والتبعية والقومية وأنماط الإنتاج وعلم الجمال والأخلاق إلا أنّ هيمنة الماركسية الستالينية كانت تعني تهميش هؤلاء وتضييق الحدود المقيدة على أبحاثهم وفي كل الأحوال كانت تجعل تطور البحث الماركسي أمراً صعباً ... وبهذا تشكلت أزمة الماركسية التي قدمت قانونيات عامة لم تتطور ووضعت افتراضيات ثبت خطأ بعضها وتجاوز الزمن البعض الآخر لأن الواقع في صيرورة دائبة فقد بدت تصوراتها قديمة كما أنها لم تكن قد أحاطت بغنى الواقع فظلت قضايا كثيرة دون روية وربما كان (ماركس وأنجلز ولينين) والعديد من الماركسيين الآخرين قد قدموا أفكاراً حولها أو حول بعضها ولكن هذه الأفكار لم تتحول إلى قوانين أو إلى رؤى مكتملة لذلك :
1) لم تتضح التصورات حول مسائل أساسية تتعلق بالواقع والتاريخ والطبيعة والمجتمع والفكر.
2) لم يتحدد بدقة معنى جوهر الماركسية.
3) لم تدرس التطورات التي طالت العالم في الاقتصاد والسياسة والفكر والعلم لتبدو الماركسية في أفضل الأحوال رؤية حالمة لكنها قاصرة على الرغم أنها طورت كل مجالات الفكر البورجوازي.
حيث لقد ظلت تلك النظرية / الفلسفة المكتملة خاضعة لأزمة أضفتها وأحياناً قهرتها حينما قهرت محاولات البحث فيها من أجل تسييدها على اعتبار أنها الماركسية بحق !! ولكن الأزمة كانت قائمة تكبر وتتفاقم وجرى تسييد (الماركسية الستالينية) التي جعلت العودة إلى الأصول تكتسي طابعاً تقديسياً خصوصياً أي لاهوتياً كما بدت آراء ماركس وبالتحديد بعضها كقوانين مطلقة الصحة من جديد وكذلك بدت آراء المحرفين الآخرين (كاوتسكي بليخانوف تروتسكي وبرتشتاين) وكأنها الأكثر صحة وبالتحديد الأفكار ذات الطابع السياسي والخاصة بالثورة الاشتراكية حيث أصبحت فكرة ماركس عن الثورة الاشتراكية في الأمم الرأسمالية المتقدمة هي الصحيحة فقط وذلك على العكس من فكرة لينين التي فتحت أفق تحقيق الاشتراكية بعدما تقادمت فكرة ماركس على ضوء تطور الرأسمالية بالذات فغدت فكرة وهمية ونتيجة الشعور بتقادمها استخدمت كنفي لفكرة لينين فقط وجرى خلطها بفكرة المحرف بريتشتاين عن امتداد واستمرار الرأسمالية بتجديد ذاتها وبالتالي تحقيق تطور ثوري مما جعل الثورة الاشتراكية سابقة لأوانها مع الإيمان بقصورها عن تحقيق تقدم الأمم المتأخرة القائم على أساس انتصار الرأسمالية فيها وفي هذه المسألة بالتحديد جرت العودة إلى المنحرف بليخانوف والمناقشة وإلى الأممية الثانية عموماً وهذا هو أساس نفي اللينينية وتشويه لينين وتحميله وزر فشل التجربة الاشتراكية كلها.
إن الماركسية الستالينية والماركسية السوفيتية هما السبب في انهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية التي أدت في النهاية إلى تفكك الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية لأن ماركسية – ستالين والماركسية السوفيتية هما السبب في ذلك الانهيار لأنهما يعتبران نتيجة نتاج ظروف مجتمع متخلف لأن هذا النمط من الماركسية انتشر في الدول الرأسمالية عالية التطور كما في الدول المتخلفة ولم يكن انتشاره قسرياً وقد سكنت وعي عموم الماركسيين لأن هذا الوعي يقبل اليقين ويحتاج إلى الركون وإلى مفاهيم وأفكار بدت صحيحة لأنها انتصرت في العقل المفرط وفي صموده الذي كان مهيأ لاعتناق المفاهيم المبسطة والمطلقة والعقل المقدس.
إن الأحزاب الشيوعية في العالم تعتبر النظرية الماركسية نبراس عملها ونشاطها ونضالها من خلال الاسترشاد بها ومن خلال ذلك فإن التأكيد على نصوصها الصحيحة هي الأساس والضروري لنشاط ونضال الأحزاب الشيوعية والآن في هذه المرحلة يجب الاعتماد على صياغة نصوص ماركسية صحيحة وصائبة مستندة على أفكار (ماركس وأنجلز ولينين) لكي تستطيع المواجهة والتصدي للعولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة وتأثيرات الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي واختراع الرجل الآتي والذكاء الاصطناعي الرجاء من أجل زيادة المعلومات الاطلاع على كتاب (دفاعاً عن النظرية الماركسية الجزء الثاني) لكاتب السطور المنشور على موقع في موقع الحوار المتمدن وشكراً.

المصادر :
1) من هيجل إلى ماركس (موضوعات حول الجدل المادي) سلامة كيله
2) مخطوطات / 1844 الاقتصاد السياسي كارل ماركس
3) النظرية اللينينية في الثورة والثقافة ب بورشجيف
4) ظاهرة ستالين بين النظرية والتطبيق لكاتب السطور ومنشور على
موقعه في موقع الحوار المتمدن



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعنة على آفة الجهل المدمرة
- توضيح
- رد إلى صبحي حجو
- رد على موضوع التحول أو الانقلاب الفكري الكبير والالهام الذي ...
- لماذا انتشرت وتفشت ظاهرة المخدرات والسلبيات الأخرى بين الشعب ...
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
- الحزب الشيوعي العراقي نشأته وتأسيسه
- الاقتصاد الريعي خطر كبير يهدد الشعب العراقي
- السلطة التشريعية (البرلمان) وحقوق الشعب العراقي
- إحدى النوافذ الديمقراطية في الفكر الماركسي – اللينيني النقد ...
- يجب اصلاح الاقتصاد العراقي من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد إنتاجي ...
- من أجل الحقيقة والتاريخ (5)
- إلى فضائية الشرقية نيوز المحترمة 2
- تعقيباً على موضوع (عبد الستار الدوري السياسي العصي على التصن ...
- من الذاكرة النضالية (حركة أنصار السلام في مدينة الحلة)
- لينين والنظرية الماركسية وأهمية وحدة الحزب وقوته
- النظرية الماركسية – اللينينية والديمقراطية
- إلى فضائية الشرقية نيوز المحترمة
- حكومة كردستان تتنكر لثورة 14/ تموز/ 1958 (2)
- الصدمة التي أصابت الشيوعيين القدامى من فشل وخسارة الحزب الشي ...


المزيد.....




- كاميرا CNN توثق لحظة نادرة لمغادرة دبلوماسيي الباندا الجدد م ...
- مولوتوف حارق أمام موكب العاهل المغربي محمد السادس.. ما القصة ...
- السيسي يستقبل محمد بن سلمان لبحث القضايا الثنائية
- رويترز: إسرائيل تزيل الألغام على حدود سوريا استعدادا لتوغل ب ...
- قطر.. استفتاء شعبي -نادر- على مجموعة من التعديلات الدستورية ...
- هيئة الأركان الأوكرانية: الوضع صعب على طول خط المواجهة
- بايدن يبلغ إيران: أي محاولة لاغتيال ترامب ستعتبر بمثابة عمل ...
- مؤكدا قتل وجرح عدد من الجنود.. -حزب الله- ينفذ أكثر من 15 عم ...
- الصحة بغزة: الاحتلال ارتكب 4 مجازر بحق العائلات في القطاع
- -سقوط مباشر واحتراق مركبة-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدا ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - رد على بعض المتشككين ... أن النظرية الماركسية غير مسؤولة عما كان يحدث من أعداء الاشتراكية من تصرفات مشوهة ومنحرفة لشعوب الاتحاد السوفيتي وبلدان منظومة دول المعسكر الاشتراكي قبل انهيارها