أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مظهر محمد صالح - الكيان الأسرائيلي و حروب العولمة الموازية














المزيد.....

الكيان الأسرائيلي و حروب العولمة الموازية


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 00:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ظل الكيان الاسرائيلي يتشكل كبقعة ايديولوجية صهيونية شديدة التبدل والتلون بين (القومية والدين ) على مدار العقود السبعة المنصرمة في حروبه القومية والدينية التكتيكية والتي قامت رمزيتها على خرافات ومعتقدات تعود لاكثر من ثلاثة الاف عام لتصبح نمطا من أنماط العالم الامبريالي الجديد لفرص واقع استعماري اديولوجي و هيمنة في المخيال الديني تأسست على سرديات خرافية ، أستعملها الاحتلال في بناء نقطة توسعه على حوض المتوسط عبر القرن العشرين والعقود اللاحقة .
وقد حارب النظام الرسمي العربي في استرداد حقوقه مرارا ، سواء بنوازع الوطنية والقومية والتي افشلها النظام الرسمي العربي نفسه في سرعة استسلامه و بدرجات منكسرة من السلبية والخوف من سطوة ذلك المعسكر الراسمالي المركزي المؤازر لاسرائيل على الدوام وعلى وفق منطق القوة التدميرية ….و تلاشت الحركة القومية وهي تبحث على مآلاتها وحقوقها في مقاومة الاحتلال في بطون ماضي طوى صفحاته مع استسلام النظام الرسمي العربي للعدوان نفسه منذ سبعينيات القرن الماضي …!
وبهذا الشان يتناول المفكر السياسي ابراهيم العبادي في مقال مهم كان عنوانه : سيكولوجية الصراع حول فلسطين ، بالقول ((في جميع حروبها العدوانية التي شنتها اسرائيل على العرب ،كانت سيكولوجيا الحرب هذه تعتمد اسلوب الصدمة والمفاجاة والمبالغة في القتل والتدمير والابادة وتوظيف التفوق العسكري والتقني لاركاع الخصم وسلبه امكانيات الصمود والمقاومة والثبات .كان من ضمن الاسلحة المستخدمة في هذه الحروب سلاح (التيئيس والاحباط ) عبر تكثيف التدمير وزيادة اعداد الضحايا ،وحمل الخصم على الاستسلام باشعاره بعدم جدوى الحرب . رغم هذه الجهود التي حظيت بدعم الغرب عموما ،غير ان مهندسي الحروب الصهاينة وخبراؤهم النفسانيين كانوا يستعجلون الانتصارات التكتيكية ويراهنون على عاملي القوة والزمن في اركاع الطرف العربي والاسلامي الرافض للدولة العبرية امرا واقعا في المنطقة ،ونجحوا بالفعل نجاحا نسبيا في جعل العرب والمسلمين يقبلون بالدولة العبرية لكنهم اخفقوا في حمل الشارع العربي والاسلامي على نسيان تاريخ الصراع وهويته وتداعياته ،مازال الشطر الاكبر من العرب والمسلمين يحمل في جوانبه عداء للكيان الاسرائيلي ،لدوافع دينية وسياسية وحتى ثقافية ،ثمة سردية دينية ترفض وجود هذا الوجود المتغطرس وتشعر بخطره وضرورة مقاومته ورفض التطبيع معه ،ومازال الوعي العام يحمل مصدات ثقافية وممانعة نفسية تزداد سخونة واستدامة كلما ارتكب الجيش الصهيوني حملات ابادة وبادر الى حروب عدوانية جديدة ….)).
وبهذا فقد تلونت عقيدة المحتل الاديولوجية كوجه اخر فرضت مقاومته تيارات دينية مقابلة حلت محل النزعات القومية والنظام الرسمي العربي في مقاومة الوجود الاسرائيلي الاحتلالي في المنطقة ….و هذا الاستبدال المقابل في حرب القوميات والعقائد الدينية..نجم عن مواجهة الطبيعة العقائدية الملونة التي ارتكزت عليها تكتيكات الحركة الصهيونية العالمية في تسويغ استمرار عدوانها .
((اذ يقول المفكر السياسي حسين العادلي حقاً: ان الايديولوجيات هي مصانع الحروب…!!. )).

فكان التدمير الشامل والحاسم والسريع سر تفوق الحركة الصهيونية في حروبها في مواجهة القوة القتالية عبر اطار النظام القومي العربي طوال القرن العشرين و على وفق المنطق التدميري القائم على فرضيتي (القوة والسرعة ) المدعومة من المركز الامبريالي العالمي .
ولم ينفك النظام الصهيوني من ان يستبدل نفسه بقوة رقمية شديدة التقنيات في تسويغ سرعة حروبه التدميرية الراهنة، حروب القرن الحادي والعشرين ،معتمداً على مرتكز راسمالي تقني رقمي مفتوح الحدود .
وبهذا استطاع العدو ان يحول صراعاته في استعمال منطق (القوة والسرعة ) من حروب قومية رسمية الى حروب (غوريلا دينية ) لكي تتلاشى صورة الصراع وتتلون على المسرح الدولي الرسمي سراعاً بين الحروب الرسمية القومية التي غلقت ابوابها الى حروب الغوريلا الدينية الشديدة التعقيد والصلابة في استرداد مساحة الحقوق ونطاقاتها …وهكذا سيظل منطق القوة التدميرية الخالية من المباديء الانسانية تلازم سياساته في استخدام العنف وفرض الأمر الواقع في حروب العقائد الهلامية التي تبررها العولمة الصهيونية الموازية للسير في بناء شرق اوسط جديد كمرتكز قطبي هجيني للامبريالية العالمية.
انتهى



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب اسرائيل وتعاقب الأجيال
- سوق الصرف غير النظامية في العراق: حصان( طروادة ) في الصراعات ...
- الثنائية القطبية (الموازية): اسرائيل وحلفاؤها القدامى والجدد ...
- الوصمة Stigma : بين الفرد و المجتمع والأيديولوجيا
- حوار الذاكرة القصيرة في حياة الشعوب.
- غياب الضمير والذهان السياسي الدكتاتوري.
- الأنتقائية بين الفردانية و المناهج الفكرية المدرسية
- الذكرى الثالثة والخمسين في معتقل شرق المتوسط-قصر النهاية
- نظرية المجال العام في حاضنة الأوليغارشية- القبلية
- المناظرات العامة : بين الحياد والتحيز الفكري
- حوار الاخلاق في الثقافة المشرقية.
- البنوك المركزية تغادر الليبرالية الجديدة .
- معركة ايديولوجية من انماط العالم الثالث
- حروب الشرق الاوسط الكبير
- ريتشارد مورفي ومستقبل الشرق الاوسط.
- نحو صندوق عراقي للثروة السيادية: افكار تاسيسية
- ملامح التنمية السياسية في الانماط الريعية المكوناتية
- سايكولوجيا الجماهير في العالم الرقمي الراهن
- ثقافة الفكر المشرقي : لمحات حياتية
- البطل السياسي في الديمقراطيات الناشئة: رجل الدولة ام رجل الس ...


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مظهر محمد صالح - الكيان الأسرائيلي و حروب العولمة الموازية