أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية-ليلة في ساحة معركة-الصين














المزيد.....

حكايات عالمية-ليلة في ساحة معركة-الصين


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


ليلة في ساحة معركة
حكاية من الصين
ترجمة ماجد الحيدر

كان هناك تاجر يسافر الى شانتونغ مع بضاعته قادما من الجنوب. فجأة، وفي الهزيع الثاني من الليل، هبت عاصفة شمالية هوجاء كادت أن تودي به من البرد. أخذ التاجر يبحث ذات اليمين والشمال عن ملجأ يحتمي به. فإذا به يرى نزلًا ينبعث منه الضوءعلى جانب الطريق. فقرر أن يأوي اليه لينال شيئا من الطعام والشراب ويبيت ليلته فيه. اعترض الموجودون في النزل على وجوده معهم، لكن شيخًا من بينهم أشفق علىيه ورق لحالته المزرية وقال له:
- يمكنك المبيت هذه الليلة لكن ليس لدينا ما نقدمه لك من طعام وشراب فلقد اعددنا كل ما لدينا من أجل المحاربين الذين قطعوا طريقا طويلا.
ثم قاده الى غرفة جانبية صغيرة لينام فيها.
لكن التاجر لم يستطع النوم بسبب جوعه وعطشه. بعد قليل تناهى له من الخارج ضجيج رجال وخيول. بدا له الأمر غريبا فقام عن سريره ونظر من خلال شق في الباب فرأى أن الفندق مليء عن آخره بالجنود الجالسين على الأرض وهم يأكلون ويشربون ويتحدثون عن معارك لم يسمع بها من قبل.
بعد قليل أخذوا يتنادون صائحين:
- الجنرال قادم. الجنرال قادم!
ثم سمعت من بعيد صيحات حارسه الشخصي فهرع جميع الجنود لاستقباله. ورأى التاجر موكبًا يحمل أفراده العديد من الفوانيس الورقية يتوسطه رجل ذو لحية طويلة ومظهر عسكري. ترجل الجنرال ودخل النزل وأخذ مكانه على رأس المائدة بينما بقي الجنود عند الباب كي يحرسوا المكان في انتظار أوامره، وقدم حارس النزل طعامًا وشرابًا يليقان بالجنرال. وعندما فرغ منهما، استدعى ضباطه وقال لهم:
- لقد سرتم لساعات طوال. عودوا الآن إلى رجالكم. أما أنا فسأرتاح قليلا.لدينا الوقت الكافي قبل قرع طبول المعركة وإصدار الأمر بالتقدم
تلقى الضباط الأوامر وخرجوا. ثم نادى الجنرال:
- أرسلوا لي آستي!
ودخل ضابط شاب من الجانب الأيسر للمنزل. أغلق أهل الفندق بواباته وانسحبوا الى مضاجعهم، فيما قاد آستي الجنرال ذا الشعر الطويل إلى باب على اليسار كان الضوء يتسلل منه عبر شرخ صغير.
غلب التاجر الفضول فانسلّ من غرفته لينظر من خلال شق الباب. فرأى سريراً من الخيزران دون أغطية أو وسائد وثمة مصباح على الأرض. أمسك الجنرال ذو اللحية الطويلة برأسه وفصله عن جسده ووضعه على السرير. ثم أمسك آستي بذراعيه اللذين انفصلا بسهولة ووضعهما بعناية بجانب الرأس. ثم ألقى الجنرال العجوز بنفسه على السرير بالعرض، وأمسك آستي بجسده الذي انقسم من تحت الفخذين وسقطت رجلاه على الأرض. ثم انطفأ المصباح.
سيطر الرعب على التاجر فأسرع بالعودة إلى غرفته واستلقى على سريره، مغطيا عينيه بأكمام ردائه وظل سهرانا مرتجفا طوال الليل.
وأخيرًا سمع صياح الديك من بعيد فكشف عن وجهه ورأى أن أول خيوط الفجر قد لاحت في السماء. ثم نظر حوله فإذا به يجد نفسه وسط كتلة كثيفة من الأحراش يحيطها بر شاسع لا تجد فيه منزلًا ولا حتى قبرًا على مرمى البصر.
أخذ التاجر يركض مبتعدا على الرغم من البرد القارس، ركض حوالي ثلاثة أميال حتى وصل إلى أقرب نزل. فتح حارس الفندق الباب وسأله بدهشة من أين أتى في تلك الساعة الباكرة من الصباح. فأخبره بكل ما جرى له سائلا عن طبيعة المكان الذي قضى فيه ليلته. هز الحارس رأسه وقال:
- هذه المنطقة بأكملها مغطاة بساحات معارك قديمة. (ثم أضاف) هنا تحدث كل أنواع الأمور الخارقة للطبيعة بعد حلول الظلام.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطورة نشوء كوريا ووالدها الأمير خشب الصندل
- الأخوة الثلاثة-حكاية من صربيا
- حكايات عالمية-البنت الصغيرة الحكيمة-البرتغال
- حكايات عالمية-الاسكافي-إيطاليا
- حكايات عالمية-سيد الموت-الهند
- هو
- حكايات عالمية-الارنب الذكي
- حكايات عالمية-يومَ تَمزق قوسُ قزح
- حكايات عالمية-الولد الذي لم يكن يشبع من الجبن-هولندا
- حكايات عالمية-ابريق الشاي العجيب-اليابان
- ثلاث قصص لجاسم عطا
- تختبيش-حكاية من الفولكلور الكردي
- الفقير الماكر والغني الأحمق -حكاية من الفولكلور الكردي
- حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا
- عادة الطيران التي لا أملها
- مدينة العقلاء الأربعة-قصة قصيرة جداً
- ويصلي القيصر وحيدا
- حياة وموت بكر صوباشي-مسرحية تاريخية
- الضيافة العجيبة-حكاية من الفولكلور الكر=ي
- حكايات من الفولكلور الكردي - الجنازة


المزيد.....




- أهم عشرة أفلام تناولت الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- مسلسل العبقري الحلقة 4 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -المخبأ 42-.. متحف ستالين حيث يمكنك تجربة الهجوم النووي على ...
- البعض رأى فيه رسالة مبطنة.. نجم إماراتي يثير جدلا بفيديو من ...
- البحث عن الهوية في روايات القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الأل ...
- -لا تلمسيني-.. تفاعل كبير مع فيديو نيكول كيدمان وهي تدفع سلم ...
- بالمجان.. موسكو تفتح متاحفها ومعارضها أمام الزائرين لمدة أسب ...
- إسرائيل تخالف الرواية الأممية بشأن اقتحام قاعدة لليونيفيل
- فنان مصري مشهور يستغيث بالأزهر
- -حكي القرايا- لرمضان الرواشدة.. تاريخ الأردنيين والروايات ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية-ليلة في ساحة معركة-الصين