غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي
(Ghifara Maao)
الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 00:04
المحور:
الادب والفن
أجمل الصباحات هي التي ترافقنا فيها مسرات الحياة وقرب الأحباب وفنجان القهوة ما زالت أيقونة الصباح، وسيدة الدفء إذ نغادر نشوة الحلم، تجمعنا وتلملم ما تناثر منا في الفضاء.يرسم آزاد عنز أجمل اللوحات التعبيرية خلاله بضعة سطور فيرحل بالقارئ إلى حيث الجمال والأمل والواقعية يمتاز آزاد بأسلوب بديع قليل من يشبهه في هذا المجال
فيقول
قهوة الصباح تستدرج اليقظة من نومها، قهوة تقرع حواف الفنجان لتصافح الفراغ، قهوة الصباح كمال في يقين البن، قهوة الصباح تشبهك .
ويمضي بنا آزاد مع فنجان قهوة الظهيرة حيث يفرغها من ذلك الرونق الذي بدأ به في الصباح حيث يقول بأن كلا من الفنجان والقهوة يتبادلان شعور الامتنان لبعضهما البعض وكأنهما عاشقان تلبسا شعورا آخر مختلفا يدوران في فضاء بحثا عن بعضهما البعض فيقول على لسان العاشق بأنها لا تشبهه ولا تشبهها فهي تدور في فلك آخر بعيد كل البعد عن البدايات والصباحات الجميلة التي أشرقت منذ دهر وثانيتين...
فيقول
قهوة الظهيرة امتنان الفنجان للبن على أن لا يبقى الفنجان شاغرا،وامتنان البن للفنجان على أن يسترخي ما طحن من حباته على حواف الفنجان.قهوة الظهيرة لا تشبهني ولا تشبهك، قهوة لا تشبه إلا نفسها...
يمضي النهار ويمضي بنا آزاد مع حكاية القهوة ويأتي الى مابعد الظهيرة فيعبر عن الفراغ الذي يتركه فنجان القهوة التي اختلطت فيها الأحاسيس تارةً يسمو به ليعانق السماء وتارةً تأخذه الى مشارف الجنون وبين هذا وذاك تتأرجح أيامه ويرتشف قهوته بمرارها وحلوها وتسير الأيام نحو مستقبل مجهول.
فيقول
قهوةُ ما بعد الظهيرة: يستنجد الفُنجان حزيناً بالبُنّ المطحون ليملأ فراغه، كقلبٍ حزين شاغر يبحث عن مستوطن ولا يراه، قهوةُ ما بعد الظهيرة للقلوب العاطلة عن العمل.
يأتي المساء ويرحل آزاد مع فنجانه فيحتسي فنجان قهوته ويتأمل بُخارها المتصاعد ويمضي معها بفكره ونبضه، يرتشفها رشفةً بعد رشفةً مرٌ مذاقها كبعد أحبابه حارق ملمسها كشوقه لهم أو لها ، ولكن القهوة تعدل مزاجه كأمله في لقاء قريب .
فيقول
قهوةُ المساءِ تستأذن جدران الفنجان ليعود الفنجان إلى فراغه، قهوةٌ تُقبِلُ شِفاه المساء كي يبقى المساء يقظاً… قهوةُ المساءِ تُشبِهُني.
كما بدءنا في البدايات آزاد لا يشبه أحد في التعبير عن خلجاته وآماله وأحلامه لإنه يرسمها كما يريد أو كما تمليه عليه مشاعره لا يتصنع الكلمات ولايراصفها كما يفعل الكثير في هذا الميدان المتشعب بالألوان والاصناف المختلفة آزاد ابن الواقعية يرفض الحدود في قصائده ويبحر بالمشاعر إلى حيث هي تريد لا هو فيخلف عالما متجانسا مابين الحلم والواقع فيسيطر على مشاعر القارىء ويلزمه بالمتابعة عله يكتشف الجديد وما أجمل السفر مع كلماته.
#غيفارا_معو (هاشتاغ)
Ghifara_Maao#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟