محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 00:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ستكون لوزير خارجية إيران السيد عباس عراقچي منزلة خاصّة في نفوس حكّام العراق. فاسمه عباس على اسم الامام العباس (ابو راس الحار) ولقبه عراقچي، اي ان اللقب يستدعي حضور العراق لدى ذكره. وبعبارة آخرى هو عراق مضاف اليه "چ" الاعجمية. وقد تثبت الايام أن الرجل ربما ما زالت فيه "ريحة" عراقية من زمن ما. والله اعلم.
على كل حال، ان لقاءات وزير خارجية إيران مع المسؤولين العراقيين كانت "صريحة وفعّّالة" كما يقول الإعلام الرسمي لكلا البلدين. والطرفان يؤكدان على خفض التصعيد في المنطقة والحفاظ على الاستقرار والسلم الاقليمي. ولا ادري حقيقة ماذا يقصدون ب "خفض التصعيد" والكيان الصهيوني مستمر في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق الفلسطينيين واللبنانيين؟
كما أعلن العراق عن رفضه المطلق من أن تتحول اراضيه الى ساحة لتصفية الحسابات بين اسرائيل وإيران، دون الإشارة بشكل واضح إلى الأطراف التي تنوي تصفية حساباتها على ارض العراق. وشدّدوا كذاك على ان لا يكون العراق منظلقا للاعتداء على دول الجوار. والمقصود ايران.
لكن المعلوم لدى الجميع أن ما يقال أمام وسائل الإعلام، في الغالب، هو النقيض الحقيقي لما يدور خلف الكواليس والغرف المغلقة. والأمر ينطبق على زيارة وزير خارجية إيران عباس عراقچي إلى بغداد. وبديهي أن مشكلة العراق هي اصعب من أن يحلّها عراقچي أو امريكانچي. فالعراق، شاء ام أبى، وجد نفسه بين ستدان امريكا الفولاذي ومطرقة إيران الحديدية. فهو من ناحية لا يريد إلحاق الضرر بالجارة ايران. لان ضرر إيران سيكون مضاعفا على العراق. ومن ناحية أخرى لا يملك العراق الجرأة والشجاعة ليقول "لا" مدوّية وصادقة في وجه سفيرة امريكا في بغداد.
ولهذا فاحتمالات التصعيد في المنطقة، من سوء حظ العراق، كبيرة جدا. ومن السهل إشعال النار في حقل من الهشيم. وقد يحتاج الأمر إلى دقائق. معدودة ففط. وربّ شرارة أحرقت سهلا. كما قال ماو تسي تونغ. ولكن اطفاء الحريق بطبيعة الحال يحتاج في اقل تقدير إلى ساعات وربما ايام واسابيع. واشعال حرائق كبيرة في المنطقة هو هدف الكيان الصهيوني الذي لا يعرف غير الحرب. بينما لا يعرف الحكّام العرب غير غض النظر والصمت المطبق والارتخاء التام على ارائك الخنوع والعجز والاستسلام...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟