أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة من بريطانيا إلى أمريكا ومجزرة فجر ١٤/أكتوبر














المزيد.....

الحرب على غزة من بريطانيا إلى أمريكا ومجزرة فجر ١٤/أكتوبر


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب على غزةـ من بريطانيا إلى أمريكا ومجزرة فجر ١٤/أكتوبر

كان لصهاينة بريطانيا الفضل في زراعة بذرة الدولة اليهودية في أرض فلسطين قبل أن يفكر بها صهاينة اليهود كوطن قومي لهم.
كما كان لها الفضل في تسخير جنودها للبطش بالشعب الفلسطيني وإخماد ثوراته المتتالية. وهي التي نفذت ما وعدت به صهاينة اليهود بقوة النار والحديد. وقد أشرف بعض ضباطها على تدريب العصابات الصهيونية للفتك بالفلسطينيين.
وعندما أعدت العدة لإنهاء انتدابها وبالأحرى احتلالها، قررت الانسحاب، وكانت قد ساهمت بتسليم المدن والقرى الفلسطينية لتلك العصابات الصهيونية.

وتركت فلسطين متعمدة في حالة من الفوضى والدمار والدم عندما رفضت السماح للجنة الأمم المتحدة الخماسية دخول فلسطين قبل الأول من مايو ٤٨. وكانت مهمة هذه اللجنة تسهيل سرقة البلاد بنقلها من الانتداب إلى التقسيم.
وادعت بريطانيا وقتها أن الأمن والنظام في فلسطين هي مسؤوليتها هي فقط.
مع العلم أنه ومن المؤكد بأن تلك اللجنة لم يكن من أهدافها عرقلة قيام الدولة اليهودية لأن منظمة الأمم المتحدة لولا عيون هذه الدولة لما أنشئت. والتاريخ يشهد على ذلك. وبريطانيا لم تتخذ قرار الرفض ذلك بمعزل عن الولايات المتحدة الأمريكية التي لم توافق عليه بدورها لخوفها من الاتحاد السوفياتي مع العلم أن الأخير كان يحلم وقتها بموطئ قدم له في منطقة الشرق الأوسط عن طريق استرضاء الصهاينة.
وقد صرحت بريطانيا وقتها للرئيس الأمريكي "ترومان" بأنها ستنهي انتدابها في ١٥/مايو٤٨ حتى لو كان معنى هذا، تسليم فلسطين للفوضى. وبهذا الشأن قال "حاييم وايزمان" " أن ساسة لندن كانوا يرون يومئذ أن العرب واليهود يجب أن يترك بعضهم البعض فترة من الزمن، لا بد فيها لإراقة الدماء".

ومن هنا يتضح أن بريطانيا تركت فلسطين للعصابات الصهيونية بهدف إقامة الدولة اليهودية وإذلال الشعب الفلسطيني. زد على ذلك الخيانة العربية ذلك الوقت والتي يعكسها موقف الشهيد عبد القادر الحسيني عندما استنجد بالقيادة العسكرية للجامعة العربية قائلا لها بأنه بمساعدتهم سينهي الوجود اليهودي في فلسطين.

غير أن القيادة رفضت مساعدته، فأطلق الحسيني صرخته وأرسل لهم قائلا " نحن أحق بالسلاح المخزن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم". فهزئ منه "طه الهاشمي" رئيس اللجنة وأرسل له "أن لدى اللجنة العتاد والسلاح ولكنها لن تعطيه لعبد القادر ،ولكنها ستنظر بالأمر بعد ١٥/مايو.
فما كان من الحسيني إلا أن قال "والله يا باشا إذا ترددتم وتقاعستم عن العمل فإنكم ستحتاجون بعد ١٥/مايو أضعاف ما أطلبه منكم الآن، ومع ذلك فإنكم لن تتمكنوا من هؤلاء اليهود، إني أشهد الله على ما أقول، وأحملكم سلفا مسؤولية ضياع القدس ويافا وحيفا وطبرية وأقسام أخرى من فلسطين".

واليوم المشهد يتكرر ويعيد المأساة ولكن بدعم تترأسه الولايات المتحدة بالإضافة إلى خيانة عربية سافرة لم تخجل منذ بداية الحرب ولو من استنكار خجول كما في السابق. وكان من نتائج ذلك مئات المجازر الوحشية آخرها ما ارتكبته دولة الاحتلال حين استهدفت خيام النازحين فجر اليوم ١٤/أكتوبر في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط غزة، فأحرقت الخيم بأصحابها من أطفال ونساء وشيوخ وكبار وصغار أمام أنظار العالم الذي يسمي نفسه متحضرا ،تاركا غزة وأهلها لفاشية اليهود كما تركت بريطانيا أهل فلسطين للعصابات الصهيونية.
اليوم الجميع لا يقف فقط متفرجا بل ومصفقا، وعرباننا لا زالوا على خياناتهم التي تفاقمت حتى أوصلتهم إلى درجات تخطت الدياثة والنذالة، يقفون عبيدا خلف أسيادهم في الصفوف الأخيرة ينتظرون إنهاء التصفيق ومتهيئين للعلق أحذيتهم لإثبات عبوديتهم والتمسح ببصاقهم وأبوالهم.
ومشهد احتراق الإنسانية لم ينتهي وسط الحريق وصراخ من احترقوا أحياء، صرخات ستظل تلعن الخون إلى يوم الدين.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزةـ -اكسودس- وملف الأسرى
- الحرب على غزةـ ذكرى السابع من أكتوبر ونظرية الرأس المقطوع
- الحرب على غزة- شبعنا مراوغات..مصالحهم أولا
- الحرب على غزة -نتنياهو- وعقدة التفوق
- الحرب على غزةـ جنون القتل ومجزرة طولكرم ليلة ٤/أكتوبر
- الحرب على غزة ليلة الثاني من أكتوبر والرعب الإيراني
- الحرب على غزة خطة الجنرالات ونهج -كاليشر-
- الحرب على غزةـ يريدون أن نبقى على الهامش
- الحرب على غزةـ جبال الجنوب بانتظاركم
- الحرب على غزة دقت طبول الحرب
- الحرب على غزةـ عندما طمسوا القضية
- الحرب على غزةـ الولايات المتحدة تكذب
- الحرب على غزة -٨٢٠٠ الأيام دول
- الحرب على غزةـ البيجر وأدرينالين -نتنياهو-
- الحرب على غزةـ هل هو سر بقاء -نتنياهو-؟
- الحرب على غزة مصطلح -إرهاب إسلامي- و -برنارد لويس-
- مجزرة اللد
- الحرب على غزة- يا ظلام السجن خيّم
- الحرب على غزةـ ساسية الضم الزاحف وإقامة -يهودا والسامرة
- الحرب على غزةـ حاخامات يحكمون


المزيد.....




- ضابط ألماني: أمل زيلينسكي في الغرب خاب
- السبب الكامن وراء الشعور بالتعب المستمر
- رئيس وزراء السويد كريسترسون يطالب الاتحاد الأوروبي بتصنيف ال ...
- -القبول بحل الدولتين أصبح أكثر إلحاحاً بعد السابع من أكتوبر- ...
- الكرملين: الحديث عن تهديد روسيا -الناتو- مغلوط وغير منطقي
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرتين قادمتين من سوريا
- الإعلام العبري يقارن بين حرب 6 أكتوبر وأحداث 7 أكتوبر
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- دمشق.. وصول طائرة مساعدات فنزويلية للنازحين اللبنانيين (صور) ...
- تزامنا مع -القمر الدموي العملاق-.. اكتشاف ارتباط بين البدر و ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة من بريطانيا إلى أمريكا ومجزرة فجر ١٤/أكتوبر