عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 13:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أن الازمات النفسية للصحافيين أثناء الحروب الطاحنة بحاجة الى سنوات كي ينسوا ما شاهدوه من الويلات ؛ ومن مشاعر الخوف من الموت ؛ او الاصابات البالغة ؛ فكيف بهم اليوم ؛ ومنطقتنا لازالت تعصف بالمزيد من الحروب ؛ والنزاعات المسلحة التي تحمل في طياتها العديد من المخاطر الجسدية والنفسية ؛ يجابهون فيها ظروفا صعبة يحتم عليهم مشاهدة جثث الضحايا ؛ القصف والدمار بشكل مباشر ؛ ما قد يعرضهم لضغوط شديدة فوق استيعاب أي أنسان في العالم ...
وعن تداعيات تلك الازمات ؛ سألت زميلا لي ( مراسل حربي ) قال : كنت أقل حدة ؛ وأكثر استيعابا لمن حولي ؛ ولكن بعد الحرب تغيرت سماتي الشخصية بشكل لا أرادي ؛ بسبب قلة النوم لتسارع الاحداث ما يبقيني منشغلا وقلقا فيتركني تحت ضغط صعب طوال الوقت ؛ وهذه الحالة شيء يفوق الخيال
أن العالم بعد الحرب العالمية الثانية لم يشهد حالات مأساوية بحجم ووحشية هذه الحروب ؛ التي تسبب بأحتراق نفسي وظيفي للكثير من الصحافيين ؛ لكن هذا لايمنع وفق اخلاقيات المهنة أن يكون لهم رباطة جأش لأنهاء مهامهم ؛ لما لمهنة الصحافة من ضريبة يدفعونها في مختلف المواقع ؛ سواء ما كان يؤثر على كفاءتهم في العمل ؛ أوعلى محيطهم الاجتماعي ؛ كونهم مشاريع موت مستمرة من أجل ايصال الحقيقة ...
أن التعبير عن مشاعرهم السلبية ؛ والاعتراف بها ؛ وتجنب كبتها يجنبهم العديد من الاضطرابات النفسية اللاحقة ؛ منها القلق المزمن ؛ والاكتئاب ؛ كما ان اللجوء الى الكتابة ( هذه تجربتي الخاصة ) وسيلة هامة للتعامل مع اية مشاعر سلبية ؛ او اضطرابات ؛ لانها تساعد على رفع قدرة التحمل بشكل فعال عند الصحافيين ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟