أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - لا للتلتيق لا للتلفيق















المزيد.....

لا للتلتيق لا للتلفيق


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 02:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


خلال كل تغير شكلي في سياسة النخب المعادية لسيطرة الكادحين على معيشتهم ومواردها يتم توجيه اتهامات ضد فكرة التغيير الجذري وانشطة الحزب الشيوعي السوداني. تبعا لتكرر هذه الحالة وانتصابها كظاهرة يحاول هذا النص تبيين الطبيعة السياسية لبعض هذه الاتهامات وفرو بعض النقاط التي قد تساعد على دراستها.


1- بعض أوليات عداوة النخب للتغيير الجذري:
تتنوع الاتهامات الموجهة ضد الحزب الشيوعي السوداني ولكن في فترات ومناطق تكثف التناقضات والاضطرابات تتفق كثرة منها على تخطئة جمع بعض الجذريين والشيوعيين وربطهم بين ضرورتين متلازمتين هما:

(أ) ضرورة خروج غالبية مجتمعات السودان من الأزمات المركبة وحالة النزاعات والحروب خروجاً مستدداماً، فضد هذا التفكير الاستراتيجي تفضل النخب سياسة العمل المتفرف وأسلوب "رزق اليوم باليوم".

(ب) ضرورة تكامل وتزامن أعمال هذا الخروج السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تقوده المنظمات الفئوية والجماهيرية في مجالات الإنتاج الأساس وأحياء السكن، وضد هذا التصور المتكامل فضلت النخب لسياسات التي تركز على تنظيف عمل سياسي واحد تنفرد به وتتشاجر عليه تاركة باقي الأعمال الملوثة إلى زمان آخر.


2- الأهداف الثلاثة التي ترفضها النخب:
عبر صيغ الاتهام بالتطرف وصيغ الاتهام بالتراجع وصيغ العزة والغرور بالمواقف المتناقضة رفضت النخب أو كررت تأجيل مطالب المحاسبة الصارمة والتغييرات الجذرية وفي مختلف انتفاضات السودان قامت هذه النخب بتأجيل أو رفض أو مخاصمة أو عادت ثلاثة افكار أو اقتراحات انشطة شيوعية القوام هي:

(أ) ربط التغيير بديمقراطية شعبية،

(ب) ربط الديمقراطية بتنمية أسس أو وسائل أو أهداف إشتراكية،

(ج) تواشج الديمقراطيتين السياسية والاقتصادية مع ثقافة الحركة التعاونية والمساواة الاجتماعية ومجتمعية والوطنية وتخفيض مولدات التفاوت الطبقي والمناطقي وعنصرياته.


3- سياسات المحافظة على أوضاع الإستعمار والتخلف ونزاعاتهم:
ضد أفكار وأنشطة التغيير الجذري والحزب الشيوعي السوداني اصطنعت الدوائر الرابحة من المظالم الشائعة سياسات متنوعة تستديم بها مصالحها والوضع العام القديم المدمر لمعيشة غالبية الكادحين,

(أ) سياسة ذات كلام رجعي يزوف أحوال التدين والطائفية والقبيلية ويسخرها لإبقاء وجود النخب ونشاطها الطفيلي،

(ب) سياسة ذات كلام حداثوي يربط تقدم غالبية المجتمع إلى عزة المواطنة بعلاقات استعمار للانتاج وبخضوع غالبية الكادحين والأقاليم وهيئات الدولة لتحكم واستغلال النخب، وسيطرة الول الامبريالية وتوابعها،

(ج) سياسة الطريق الثالث: وهي مزيج من السياسة الرجعية والسياسة الحداثوية تتغير سحنتها وشعاراتها في كل عهد سياسي وتزين لأتباعها صلاحية كاذبة لسياسة تكرار الرتق والتلتيق والتلفيق وهي بشكل عام سياسة تعبر عن غرق في الماضي مموه بزعم تحريك الموقف وهو تحرك يؤجل التغيير الجذري ويحافظ على لب الأزمات.



4- ثلاثة نماذج لسياسة التلتيق:
(أ) السياسة النخبوية الزاعمة تأسيس أو ترسيخ "تحول ديمقراطي" في النظام السياسي دون تغيير القاعدة الإقتصادية الإجتماعية والثقافية للعمل السياسي.

(ب) السياسة النخبوية الزاعمة تحقيق "انتقال" من رئاسة عسكرية إلى رئاسة حزبية بدون تغيير عناصر إدارة الوضع القديم ! ودون تغيير علاقاته ! ودون تغيير أسسه ! بل تبقي الوضع القديم بزعم انتظار تحسن الظروف إ!

(ج) السياسة النخبوية الزاعمة ان الشراكة بين النخبة الحزبية والنخبة العسكرية تحقق التغيير وتسلم المجتمعات من شرور التنازع بداية بتساهلها في المحاسبة وحمايتها حرية وعشواء الإمتلاك و التجارة والخصخصة ودعمها الإعتماد التواكلي والإدماني على التمويل والاستثمار الأجنبي.




-5- طبيعة تكرار التلتيق والتلفيق:
يشكل تكرار التلتيق شكلاً لإدمان للفشل وعجز نخب البرجواز وعموم الطفيليين عن ان يكونوا هم وهيئاتهم طليعة للتنمية أي عجزهم عن ان يكونوا طليعة للمساواة وللديموقراطية وبالتالي عجزهم بهذه البنية المضادة للمساواة والتنمية والديمقراطية الشعبية أن يكونوا طليعة استقرار نسبي نأهيك ان يكونوا صناع سلام راسخ مستدام.



6- علل مولدة للتلتيق:
مذاكرة تاريخ السلوك النخبوي تبين ان سياسة تكرار التلتيق والتلفيق تمثل عرضاً من أعراض حالة سلبية جامعة لعلل شتى أشهرها علة عمى الألوان السياسي وقائمة من عشرة علل من علل الأنانية وهي: 1- علة الخوف من الجديد 2- علة البخل والوجل من تكاليف التغيير، 3- علة الطمع في إدامة القديم، 4- علة الغرور بطول التحكم وتجنب التغيير، 5- علة القنوع بالبؤس، 6- علة الخمول والكسل والنأي عن جهد التغيير، 7- علة السوء في الظن والتفكير السلبي، 8-علة الاستهتار والعشم في العقارب والثعابين، 9- علة العشواء وعدم التركيز، 10- علة الإنغلاق والقبوع والتكلس، 11- الضعف وقلة الحيلة، 12- اليأس.


7- طبيعة فعلية لعمليات التلتيق:
في بلدان متنوعة في عهود مختلفة نجح أسلوب التلتيق في دعم استمرار تحكم واستبداد العناصر الطفيلية/النخبوية مغذيا إدمان الأنانية. شبه لتغذية ديون وإعفاءات ديون صندوق النقد الدولي لإدمان كثرة من الدول الليبرالية على الديون وعلى إدارة مواردها من الخارج,

إنها كسياسة أو كديون تخفف عن مدمنيها كثرة من الضغوط والخسارات التي كان بإمكانهم التخلص منها بإجراءهم تغييرات جذرية لكن تغذية الإدمان بإشباع مؤقت وتبجيله في وسائط التضليل/الإعلام -يحسن صورة تحكم النخبة وبزين سلبيتها المركزية وتجعل انصارهم يخدعون أنفسهم مصيباً بسكوتهم أو بترحيبهم ومواصلتهم للتلتيق والتلفيق حاضر ومستقبل ما يديرونه من هيئات أو دول أو مجتمعات بديون وخسائر أكبر من المكاسب الصغيرة التي فرحوا بها وإعتمدوها علامة على نجاحهم في اقصاء الجذريين والشيوعيين.

كذلك كثرة من من الكلام السياسي عن "اكمال الانتقال" أو عن "مخرج" من حالة نصف الحرب الى حالة نصف السلام في كلام تناقض سطحي مثل الكلام عن وجود الماء في كوب في بيت وتخالف الحديث عنه ان نصف الكوب فارغ وان نصف الكوب ملئآن بينما حجم الماء واحد وهو في الحالتين لا يكفي لري عطش وحاجات أهل البيت فترة أسبوع.



8 - تغيير بدون تغيير!؟
يتخذ التلتيق السياسي الحاضر أسلوب كلام يشبه في حركة الجنود "خطوات التنظيم" أو "محلك سر" وذلك بكلام كثير عن إكمال الإنتقال والتحول مع تأجيل أو رفض تغيير الأسس وتأجيل أو رفض تغيير العناصر وتأجيل أو رفض تغيير العلاقات وتأجيل أو رفض تغيير البنى بل تختلف عبارات الكلام مغيرة فقط التركيز العياني على نفس الوضع السياسي. ففي مرة يتكلم انصار التلتيق والتلفيق عن نصف الكوب الملئآن ومرة أخرى عن نصف الكوب الفارغ وفي الحالتين تبقى ثابتة كمية الماء ويبقى ثابتًاً نقص تلك الكمية عن تلبية حاجات أهل البيت الموجود فيه الكوب.


9-حقيقة التلتيق:
التلتيق كفعل أو كلام يجسد حالة إخفاء وتمويه خسارة الوضع القديم بخسارة جديدة لبذل الوقت والجهد والمال في تكرار تلتيق الشيء والوضع القديم وترميمه وهي خسارة بشكلها الجديد المبهر تغيب وتخفي خسارة أخرى أعظم عطباً تحدث في المستقبل نتيجة من عدم الإستثمار السليم للموارد الحاضرة في الزمان الحاضر للأزمة حتى لو كان في التغيير والإستثمار العاجل خسارة أو متاعب قليلة.

زعماء التلتيق يبررونه بان الاسعاف اولى وسابق على على العلاج المستدام وهذا كلام صحيح يغير التركيز على حقيقة ان الوقاية اسلم وان الاسعاف لا يمكن تحقيقه بتكرار نفس العلل أو بالتركيز على تغيير الأوضاع مع ابقاء بيئة الاصابة على حالتها.


10- الخلاص من إدمان التلتليق بطلب العلا وأخذ الدنيا غلاباً:
أياً كانت مشقة تبين أمور السياسة ومشقات فرز الصديق من العدو فإن المجتمع الواعي يرتقي إلى العلا باستكشاف الجديد وتمحيص الرتابة ومنافسة الكمال، أما النخبة المكونة من كبراء الدولة والسوق والمجتمع فبإسم "الواقعية" تدمن تأجيل أو رفض كل تغيير جذري وتحتفي بكل تلتيق وبين كل تلتيق وآخر تهاجم افكار وأنشطة التغيير الجذري والحزب الشيوعي السوداني الذي يطلب العلا بالعدل المعيشي والسياسي لحياة الكادحين بل ان النخبة تدعم أنانياتها التجارية ببثها في الناس أوهام وتضليلات ان خير سياسة للسودان هي التي تبقي موارد وقدرات مجتمعاته بين التأجيل والإستغلال المشوه والوضيع (الاستعماري الداخلي والاستعمار الخارجي الحديث). أي ان التلتيق المعاصر يغير التركيز العياني السطحي بكلام انتقال مزوف وإلهاء يبقي حاضر السودان ومستقبله بين الحروب والمزابل مزيناً تجديد النخب تعفن الخضوع والاستغلال بتصويره كانجاز بديع يسابل في جماله و بهاء عمرانه جمال وبهاء حدائق بابل.

□■□■□■□□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■□■


نموذج لسياسة التلتيق والفرح بها:
https://www.facebook.com/reel/1084766423284172

القرارات السريعة أو كيف نضر أنفسنا ولماذا؟
https://mf.b37mrtl.ru/media/vids/2024.10/6702c2cc4236046c954cda74.mp4

انتهى النص



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
- نهاية الليبرالية
- تأثيل السلام
- تأثيل إصطلاح الطبقة العاملة
- عبدالله القطي
- تأثيل خطابات الكادحين
- جعفر بخيت، ديالكتيك الادارة العامة والحكومات المحلية والحكم ...
- جعفر بخيت، ديالكتيك الإدارة العامة والحكومات المحلية والحكم ...
- بعض نهايات الليبرالية
- تأثيل خفيف لتأريخ علي شريعتي
- في تناقض الجذريين والإصلاحيين
- أمن البحر الأحمر
- الحاجة لتصورات مختصرة
- تأثيل الغابة والصحراء
- شقا الليبرالية العلماني والإسلامي
- تأثيل العمال والمحافظين
- ما هو الميزان الصحيح؟
- أهمية تكامل العملية الثورية
- الصوفية والسلام
- تمحيص خفيف لكلام فرزعة الحزب


المزيد.....




- الشرطة الباكستانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهري ...
- ترامب يهدد اليساريين المتطرفين بهذا الإجراء..وحملة هاريس ترد ...
- بلاغ السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة ...
- بيان اللجنة الوطنية لمربيات ومربي التعليم الأولي FNE التوجه ...
- س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان
- س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان
- س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان
- الفصائل الفلسطينية تواصل خوض معارك ضارية ضد القوات الإسرائيل ...
- الانتخابات البرلمانية لحكومة إقليم كوردستان؛ إفلاس سياسي وتع ...
- العدد 574 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - لا للتلتيق لا للتلفيق