أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين – الصراع في الشرق الأوسط هو بداية حرب كبيرة















المزيد.....

ألكسندر دوغين – الصراع في الشرق الأوسط هو بداية حرب كبيرة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 372

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر

03 أكتوبر 2024

إن إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل هو تحرك طبيعي من جانب جمهورية إيران الإسلامية. وهذا رد على الإجراءات الإسرائيلية السابقة ضد حزب الله اللبناني بإغتيال زعيمه الشيخ حسن نصر الله وزعيم الجناح السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية (بالمناسبة، قُتل في طهران نفسها)، وكذلك الإبادة الجماعية للمدنيين في غزة.

من الصعب القول ما إذا كانت مئات الصواريخ الإيرانية قد وصلت إلى أهدافها، لأنه في جميع العمليات العسكرية، تخفي الأطراف المتحاربة دائمًا الوضع الحقيقي للأمور. لكن لا بد من الإشارة إلى أن الحرب في الشرق الأوسط، والتي تحدث عنها العديد من الخبراء بأنها حتمية، أصبحت بالفعل حقيقة واقعة. لقد فُتحت "جبهة ثانية" في المواجهة بين العالم المتعدد الأقطاب الصاعد والهيمنة الغربية. الجبهة الأولى هي أوكرانيا، والثانية هي الشرق الأوسط.

لفترة طويلة بعد الغزو الإسرائيلي لغزة وبداية الإبادة الجماعية للمدنيين، لم يجرؤ حزب الله على الدخول مباشرة في الحرب. كما أرجأت إيران اتخاذ إجراءات جدية، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة مع الغرب من خلال الرئيس الجديد. لكن على الرغم من ذلك، قرر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، توجيه ضربة صاروخية ضخمة على إسرائيل.

لقد تم اتخاذ خطوة تصعيدية. بدأ الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان. لقد أصبح قصف بيروت والأراضي اللبنانية بأكملها هو القاعدة بالفعل. وهناك جبهة أخرى تنتظر إسرائيل بالطبع في سوريا. أعتقد أن العراق سوف ينخرط بشكل متزايد في التحالف المناهض لإسرائيل، حيث يهيمن الشيعة على كل من السكان والحكومة في العراق. لذلك، يمكن اعتبار أن حرباً كبرى في الشرق الأوسط قد بدأت.

ولكن كيف يبدو ميزان القوى في هذه الحرب؟

بطبيعة الحال، تتمتع إسرائيل بميزة جدية في مجال التكنولوجيا. وفي حين تقرر التكنولوجيا كل شيء، فإن إسرائيل هي الطرف الأقوى في الصراع. حتى بالمقارنة مع إيران وحزب الله المدججين بالسلاح. نعم، تم تدمير قادة حزب الله. نعم، لقد تكبد الحزب خسائر فادحة بعد العملية الخاصة لتفجير أجهزة النداء وغيرها من المعدات التي نفذتها المخابرات الإسرائيلية. نعم، يقف الغرب وراء إسرائيل.

ومع ذلك، لا يمكن للمرء أن يتجاهل التفوق العددي الهائل لقوات المقاومة في الشرق الأوسط على إسرائيل. وبمجرد أن يصل الوضع إلى حد انفجار الفلسطينيين داخل إسرائيل نفسها (وهذا يعني أكثر من مليوني فلسطيني وأكثر من أربعة ملايين آخرين في المنطقتين الفلسطينيتين)، فإن الوضع سوف يصبح حرجاً.

من المؤكد أن الغرب يستطيع أن يساعد إسرائيل من الناحية التكنولوجية في اعتراض الصواريخ وتوجيه الضربات. ولكن ماذا نفعل بهذا "البحر العربي" الذي تعرض للإبادة الجماعية في غزة والذي تدمره إسرائيل على أراضيها بشكل ساخر وانتقائي، منتهكة بذلك كل قواعد الحرب؟

أعتقد أن انفجاراً حقيقياً لغضب السكان العرب ضد إسرائيل يختمر الآن، ولن يكون من الممكن احتواؤه لفترة طويلة.

وبالتدريج، ستكتسب الحرب طابعاً أوسع نطاقاً. ولا بد من القول إن هذا يصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. فقد حدد هو وحكومته اليمينية المتطرفة، التي تضم وزراء من بين الصهاينة الدينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير، الهدف الإسخاتولوجي المتمثل في إنشاء "إسرائيل الكبرى".

تستند سياسة حكومة نتنياهو إلى افتراض أنها تتمتع بـ "سمعة مسيانية"، وأن المسيح (المسيح اليهودي، ملك يهودا، الذي يجب أن يخضع كل شعوب العالم لليهود، ولكن ينظر إليه المسيحيون والمسلمون على أنه المسيح الدجال) أصبح قريباً بالفعل.

لذلك، فإن الحرب مع العرب التي يشنها الصهاينة المتدينون، أتباع الحاخام كوك ودوف بير ليفي سولوفيتشيك، الذي بارك في منتصف القرن العشرين الاستيلاء على الأراضي العربية من أجل بناء "إسرائيل الكبرى"، أو الحاخام المعاصر دوف ليور، الذي يروج لنفس الآراء، يُنظَر إليها(اي إلى الحرب) بكل معنى الكلمة باعتبارها مقدسة. وينبغي أن تكون نتيجتها تفجير المسجد الأقصى في الحرم القدسي وبدء بناء الهيكل الثالث، الذي ينبغي أن يحكمه المسيح اليهودي. وفي الوقت نفسه، هناك تعبئة إسكاتولوجية (دينية الطابع) للسكان المسلمين في المنطقة، وخاصة الشيعة.

وبالتالي، فإن الوضع سوف يتفاقم فقط. والصهاينة المتدينون على ثقة من أن وصول مسيحهم يمكن أن يقترب على وجه التحديد من خلال الإجراءات المتطرفة العدوانية، وحرب يوم الغفران الجديدة. على الرغم من حقيقة أن جزءًا كبيرًا من سكان إسرائيل علمانيون، لا يؤمنون بهذا على الإطلاق، وبالتالي ينظمون المظاهرات الحاشدة ضد نتنياهو، وكأننا نعيش بشكل طبيعي في مجتمع ديمقراطي، ثم فجأة حرب غريبة ورهيبة. وفي وسط حيرتهم يلومون نتنياهو على ما يحدث.

لكن في العالم الإسلامي، هناك أيضًا موقف خطير يدعم التصعيد. والشيعة هم الأكثر استعدادًا لسيناريو نهاية العالم. ويعتبرون إسرائيل، النظام الصهيوني - خادم الدجال، المسيح الدجال، الذي من الضروري القتال ضده.

بالنسبة لغالبية المسلمين العاديين، نحن نتحدث ببساطة عن حرب من أجل البقاء، حرب عرقية. لأنه في غزة نفسها، يقتل العشرات، وربما مئات الآلاف بالفعل من الفلسطينيين المسالمين، حيث تنفذ إسرائيل تطهيرًا عرقيًا حقيقيًا.

من الصعب جدًا التنبؤ بكيفية تطور الأحداث اللاحقة. من الواضح أن هذه حالة غير سارة للغاية بالنسبة لإدارة بايدن. إنها تصرف الانتباه عن أوكرانيا، التي أصبح دعمها ثانويًا على الفور. كما أنها ضربة للاقتصاد العالمي، حيث يمكن لإيران إغلاق مضيق هرمز في أي لحظة، مما سيؤثر على أهم طرق الاتصال. وهناك أيضًا نشاط الحوثيين اليمنيين الموالين لإيران في البحر الأحمر والبحر العربي. وحتى في المحيط الهندي. في الواقع، هذا سيناريو قاتم إلى حد ما للإدارة الأمريكية الحالية. وفي الوقت نفسه، فرصة لترامب، نصير الصهيونية الدينية والمدافع عن نتنياهو.

أي أن العالم كله بدأ يصاب بالحمى نتيجة للتصعيد في الشرق الأوسط. وهذه هي النتيجة الأكثر أهمية لبداية حرب كبيرة.

ولكن ما هو الموقف الذي ينبغي لروسيا أن تتخذه في هذا الموقف؟

بطبيعة الحال، هذا سؤال حساس للغاية. فمن ناحية، إسرائيل ليست عدونا. ولكن من ناحية أخرى، فإن إيران والحوثيين اليمنيين وحزب الله اللبناني والسوريين بقيادة بشار الأسد والشيعة في العراق هم أصدقاؤنا وحلفائنا الاستراتيجيون.

لقد اتضح أن شركاءنا الاستراتيجيين وحلفاءنا الذين دعموا روسيا إلى حد كبير في المواجهة مع الغرب في أوكرانيا، أصبحوا أعداء شرسين (ليس مدى الحياة، بل حتى الموت) لاسرائيل - البلد الذي تربطه اليوم علاقات محايدة مع روسيا.
ولكن إذا أخذنا في الاعتبار أن الغرب المعولم يقف وراء إسرائيل، وهي نفس القوى التي تدعم أعداءنا المباشرين في أوكرانيا، الطغمة الحاكمة في كييف، فإن نموذجًا جيوسياسيًا معقدًا للغاية ينشأ. وهذا يضع القيادة الروسية في مأزق.

من جهة، كل شيء يتحرك نحو تقديم أقصى قدر من الدعم لقوى المقاومة في الشرق الأوسط في مواجهتها ليس مع إسرائيل، بل مع الغرب الجماعي الذي يدعمها. ولكن في الوقت نفسه، يشعر بوتين (بطبيعة الحال، بدرجة أقل من ترامب) ببعض التقارب مع السياسات اليمينية لحكومة نتنياهو، ورغبتها في دولة أقوى ودفاعها عن القيم التقليدية (لليهود). على الرغم من أن هذه السياسة الإسرائيلية ليست قريبة منا لدرجة تقودنا للسير ضد مصالحنا الجيوسياسية.

نرى أن موقف وزارة الخارجية والكرملين يميل نحو إيران والشيعة والفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين والعراقيين، وبالطبع ضد الغرب المعولم علنًا.
ولكن في مرحلة ما، سيتعين علينا أيضًا اتخاذ قرار بشأن إسرائيل. يجب ألا ننسى أن بعض الصهاينة اليمينيين في روسيا دعموا موسكو في الصراع الأوكراني. وهذا أيضًا عامل مهم. ولكن هل سيطغى ذلك على تحالفنا الجيوسياسي مع قوى المقاومة في الشرق الأوسط؟
السؤال مفتوح على مصراعيه. في رأيي، سيتم مراجعة موقف روسيا تجاه إسرائيل نحو "تبريد" كبير في العلاقات.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 371 – ليونيد سافين - فتوى قانونية حول انتهاك إس ...
- لماذا يريد الغرب تدمير روسيا؟
- طوفان الأقصى 370 – تحليل سريع للوضع في الشرق الأوسط
- طوفان الأقصى 369 – صحيفة روسية تعلق على مقال مهم لكاتب امريك ...
- طوفان الأقصى368 – رئيس تحرير هارتس في الفورين افيرز - مفارقة ...
- طوفان الأقصى 367 – عام كامل على حرب غزة - ملف خاص – 2
- طوفان الأقصى 366 – عام كامل على حرب غزة – ملف خاص – 1
- طوفان الأقصى 365 – النفط والغاز سبب الحرب على لبنان وغزة
- طوفان الأقصى 364 – كيف ينظرون في روسيا إلى مواقف الدول العرب ...
- ألكسندر دوغين يدلي بدلوه حول الرد الإيراني
- ألكسندر دوغين – التكنولوجيا لعنة الإنسانية
- طوفان الأقصى 362 – لبنان على شفا الكارثة - ما التهديد الذي ت ...
- طوفان الأقصى 361 – لبنان على شفا الكارثة: ما التهديد الذي تش ...
- هل تاخذ روسيا العبرة من سياسة الإغتيالات التي تنتهجها اسرائي ...
- ألكسندر دوغين يسمي الأشياء بأسمائها - مقتل زعيم حزب الله هو ...
- ألكسندر دوغين – الجبهة الثانية للحرب العالمية الثالثة فتحت
- طوفان الأقصى 358 – حرب لبنان الثالثة – ملف خاص – 5
- ألكسندر دوغين – لقد تم اتخاذ القرار - تحرير منطقة كورسك أو ن ...
- حرب لبنان الثالثة - ملف خاص - 4 - طوفان الأقصى357 – إسرائيل ...
- ألكسندر دوغين - رئيس إيران يدعم إستقلال اوكرانيا - دوغين يكش ...


المزيد.....




- ضابط ألماني: أمل زيلينسكي في الغرب خاب
- السبب الكامن وراء الشعور بالتعب المستمر
- رئيس وزراء السويد كريسترسون يطالب الاتحاد الأوروبي بتصنيف ال ...
- -القبول بحل الدولتين أصبح أكثر إلحاحاً بعد السابع من أكتوبر- ...
- الكرملين: الحديث عن تهديد روسيا -الناتو- مغلوط وغير منطقي
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرتين قادمتين من سوريا
- الإعلام العبري يقارن بين حرب 6 أكتوبر وأحداث 7 أكتوبر
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- دمشق.. وصول طائرة مساعدات فنزويلية للنازحين اللبنانيين (صور) ...
- تزامنا مع -القمر الدموي العملاق-.. اكتشاف ارتباط بين البدر و ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين – الصراع في الشرق الأوسط هو بداية حرب كبيرة