أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - لماذا الكون ؟














المزيد.....

لماذا الكون ؟


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 13:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العقل المحاصر
١٩ - لماذا هناك أي شيء

ومسالة قِدَم العالم من أهم المسائل الفلسفية الكبرى التي شغلت بال الفلاسفة منذ البدايات والإرهاصات الفكرية الأولية. والتفكير الفلسفي هنا يعني بكل بساطة محاولة طرح مجموعة من الأسئلة الوجودية والميتافيزيقية الكبيرة مثل لماذا نحن هنا ولماذا وُجد العالم؟ ولماذا كان هاك كينونة ولم يكن هناك عدم؟ وبإختصار لماذا هناك كائن بدلا من لاشيء؟ وهو السؤال الجوهري في الميتافيزيقا، وهو أوسع الأسئلة، وأعمقها، وأكثرها أصالة حسب البعض، وسؤال عبثي لا معنى له حسب البعض الآخر. ويستند الفكر الديني المعاصر على الاكتشافات العلمية الجديدة ليأكد الإعتقاد بحدوث العالم وكونه مخلوقا من قبل قوة إلهية تتحكم في الكون والبشر. فتمدد الكون -أو توسعه المستمر- بشكل مذهل وبسرعة لا تتصور ( الإنفجار العظيم )، أصبح ذريعة ليستنتجوا أن هذا التوسع كان قد نشأ نتيجة حركة أولية حركتها قوة معينة وحسب نظام معين، وأن هذا التوسع لا بد أن يصل إلى مداه النهائي، ثم يعود الكون مرة أخرى للتقلص بعد انعدام القوة الدافعة لهذا التوسع وهو ما يسمى بـ (الإنكماش العظيم)، وعندئذ سيؤدي إلى ارتباط الأجرام السماوية وتجمعها في نقطة المركز. إن كونًا هذا شأنه في التمدد والتوسع، ثم مآله إلى الانكماش والتقلص لا بد أن تكون قدرة "الخالق" هي التي كانت وراء البداية وستكون سببا في النهاية، فلا يمكن للعدم أن يوجد بداية ونهاية لشيء .. ففي الإسلام إذا ليس هناك عدم ولا عدمية، الخلق تم من المادة الموجودة، السماء والأرض كانت شيئا واحدا ففتقهما الله ليصنع السماوات السبع والأرض ثم خلق الملائكة من النور والشيطان من النار والإنسان من الطين إلى آخر الأسطورة. وتبدو هذه القضية، حدوث العالم أو قدمه، التي أعتبرها الكثير قضية محورية، لا تعدو أن تكون حوارا ليس بعيدا عن السفسطائية ولم يؤدي إلى تقدم الفكر الفلسفي ولو خطوة واحدة، ذلك أن معالجة هذه القضية، من قبل الفلسفة أو علم الكلام أو الفقه ظلت محاصرة داخل القلعة الدينية القرآنية وكان الهدف منها، في أغلب النصوص هو البحث عن أدلة عقلية لوجودالله.
النظريات الدينية المعاصرة والتي تقول بالخلق وتكوين العالم في لحظة معينة من تاريخ الكون، وأن النظريات العلمية الحديثة توجد أصولها في الكتب المقدسة ومذكورة في القرآن، هي مجرد فرضيات لا تستند إلى أي أساس علمي أو لاهوتي، ويحاول بعضهم تأويل نظريات نشوء الكون مثل نظرية الإنفجار الكبير بما يتناسب مع السرد الأسطوري وإعطاءها محتوى دينيا، رغم أن هذه النظريات لا تقول بخلق الكون من العدم ولا بفناء المادة. فنظرية الـ big-bang لا تدعي أن العالم قد خلق من العدم، بل من حالة مادية أولية مكثفة لدرجة لا نستطيع اليوم تخيلها، ولكنها مادة في جميع الأحوال كانت متواجدة قبل أن تنفجر وتكون العالم بما فيه من كواكب وشموس ونجوم ومجرات.
إن فكرة العدم واللاشيء تبدو من الأمور "اللامفكر فيها" في التراث الكوزمولوجي والفلسفي الإسلامي رغم ضرورة العدم لإثبات عملية الخلق كما وضحنا سابقا. ذلك أن فكرة دوام المادة وعدم قابليتها للفناء تبدو من الأفكار المستحيلة بالنسبة للعقول المحاصرة والمغلقة. ذلك " أن أظهر حقائق الوجود وأثبتها وأصحها هي وجود الله الخالق البارئ المصور، ولا يستطيع إنكار ذلك أو حتى الشك فيها عاقل منصف "، وجود الخالق يستلزم وجود المخلوق، وهذا المخلوق هو العالم أو المادة عموما، ولكي تكون مخلوقة فلابد أن تأتي من لا شيئ بقدرة "الله الخالق البارئ المصور". هذا هو المنطق الذي يسيطر على أغلب العقول المحاصرة في جميع مجالات الحياة المعاصرة، من المدارس إلى المساجد والمعابد إلى الأكاديميات والجامعات والمعامل والصحافة والأدب .. إلخ. ويستندون في إعتقادهم هذا على حجج هشة ومقلوبه رأسا على عقب، حيث القرآن هو الدليل على قدسية القرآن وهو الدليل على وجود الخالق والمبدع للكون. حيث يقول أحدهم مستندا إلى حديث رواه البخاري : وحسبنا في ذلك آية واحدة من كتاب الله، تكفي مريد الحق لرفع الشك والريب، فهذا جبير بن مطعم كان كافراً، فسمع النبي يقرأ سورة الطور فلما بلغ هذه الآية: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ. قال: كاد قلبي أن يطير. . فكان سماعه لهذا الآيات الكريمات سبباً في إسلامه وهدايته، وكاد قلبه أن يطير من حسن هذا البيان وروعته، وفصاحته وبلاغته، ومن وضوح الحجة وسطوع الحق، فإن معناها: أم خلقوا من غير خالق، وذلك لا يجوز؛ فلا بد لهم من خالق، وإذا أنكروا الخالق فهم الخالقون لأنفسهم، وذلك في الفساد والبطلان أشد؛ لأن ما لا وجود له كيف يخلق؟



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدوث أم أزلية الكون
- دموع البحر
- مسرحية ماكرون ونتنياهو
- نظرية كل شيء
- الشعب الذي يرفض أن يموت
- لماذا لا نزحف على إسرائيل ؟
- المادة العجيبة
- عن العرب والإسلام والتخلف
- ما هي المادة ؟
- لماذا العبور
- أزمة الفيزياء النظرية
- عالم الذرة وعالم المجرات
- نهاية العالم بين الجحيم والجليد
- الأدلة على نظرية Big Bang
- مراحل الإنفجار الكبير
- الثانية الأولى من الإنفجار الكوني
- نظرية تمدد الكون
- وتأخر المسيح عن موعده
- بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
- هل للكون بداية ونهاية ؟


المزيد.....




- ضابط ألماني: أمل زيلينسكي في الغرب خاب
- السبب الكامن وراء الشعور بالتعب المستمر
- رئيس وزراء السويد كريسترسون يطالب الاتحاد الأوروبي بتصنيف ال ...
- -القبول بحل الدولتين أصبح أكثر إلحاحاً بعد السابع من أكتوبر- ...
- الكرملين: الحديث عن تهديد روسيا -الناتو- مغلوط وغير منطقي
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرتين قادمتين من سوريا
- الإعلام العبري يقارن بين حرب 6 أكتوبر وأحداث 7 أكتوبر
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- دمشق.. وصول طائرة مساعدات فنزويلية للنازحين اللبنانيين (صور) ...
- تزامنا مع -القمر الدموي العملاق-.. اكتشاف ارتباط بين البدر و ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - لماذا الكون ؟