جمهورية ألمانيا الديمقراطية في عامها الخامس والسبعين: كانت علامة فارقة في العملية الثورية العالمية

النشاط الشيوعي الأوروبي

الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 18:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

الثلاثاء 8 أكتوبر 2024


بيان اللجنة المركزية لحزب العمل النمساوي PdA بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية في 7 أكتوبر 1949:

كان تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية قبل خمسة وسبعين عاماً في البداية رد فعل ضروري على تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية من قِبَل الحلفاء الغربيين الثلاثة. ومع تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، أرست القوى المحتلة الغربية ـ الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا ـ الأسس اللازمة لعودة الإمبريالية الألمانية، وإن كان ذلك تحت إشراف الولايات المتحدة. وقبل تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية وبعده، كان الشيوعيون الألمان في البلدين يهدفون إلى إنشاء ألمانيا موحدة لا ينبغي أن تندلع منها الحرب مرة أخرى.


في حين نشأت جمهورية ألمانيا الديمقراطية في البداية نتيجة للحاجة إلى إنشاء دولة مستقلة على أراضي المنطقة الإدارية السوفييتية السابقة، إلا أنها سرعان ما تطورت لتصبح أول دولة ناطقة بالألمانية حيث بدأ بناء مجتمع اشتراكي. كما أدت اللغة المشتركة إلى نشوء رابطة خاصة بين أجيال من الشيوعيين النمساويين وجمهورية ألمانيا الديمقراطية، وحزب الوحدة الاشتراكية في ألمانيا (SED)، والشباب الألماني الحر (FDJ)، واتحاد النقابات العمالية الألمانية الحرة (FDGB) وغيرها من المنظمات والمؤسسات السياسية والاجتماعية. تمكنت جمعية الصداقة النمساوية الألمانية الديمقراطية من تطوير أنشطة سياسية وثقافية وسياحية حيوية تتجاوز دائرة الشيوعيين.

كانت النمسا ثاني دولة رأسمالية غربية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية ألمانيا الديمقراطية وتعترف بجنسية ألمانيا الديمقراطية بموجب الاتفاقية القنصلية لعام 1975. وتطور تبادل ثقافي واقتصادي وسياسي حيوي بين البلدين. وبفضل الدعم النشط من الحزب الشيوعي النمساوي KPÖ وشركاته التابعة التي أنشئت للتجارة مع الدول الاشتراكية، أصبحت جمهورية ألمانيا الديمقراطية شريكًا تجاريًا مهمًا وسوقًا للتصدير لجمهورية النمسا. ولا يزال بناء مصنع الصلب في آيزنهوتنشتات بواسطة شركة فويست ألبين، التي كانت لا تزال مملوكة للدولة النمساوية في ذلك الوقت، يُعَد منارة للتعاون الاقتصادي اليوم. وتم تأمين العديد من الوظائف في الصناعة النمساوية من خلال التعاون مع الدول الاشتراكية.

كما ينبغي أن نلاحظ في هذه المرحلة أن النمسا كانت قادرة على انتهاج سياسة خارجية مستقلة تجاه جمهورية ألمانيا الديمقراطية وغيرها من الدول الاشتراكية، وذلك على الرغم من كونها جزءاً سياسياً من الغرب الإمبريالي، إلا أنها كانت مستقلة في قراراتها بشأن العديد من القضايا. ومن غير الممكن تصور مثل هذه السيادة في اتخاذ القرارات في ظل الظروف الحالية المتمثلة في التبعية الكاملة للسياسة الخارجية النمساوية للسياسة الخارجية العدوانية والعسكرية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

كانت جمهورية ألمانيا الديمقراطية من عمل مناهضي الفاشية الذين تعلموا درسهم من الحروب الإمبريالية القاتلة، والذين، انطلاقا من قناعة راسخة، أنشأوا أول دولة في تاريخ ألمانيا لم تبدأ منها أي حرب.

كانت جمهورية ألمانيا الديمقراطية دولة اشتراكية حيث كان الصالح العام في مركز الصدارة، وتم إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والإسكان والأرض إلى حد كبير. وكانت دولة تتمتع فيها المرأة بحقوق مساوية لحقوق الرجل؛ وكانت رعاية الأطفال تعتبر مسؤولية اجتماعية، وكان الحق في العمل مضمونًا بموجب الدستور ليس فقط من الناحية النظرية ولكن أيضًا في الممارسة العملية.

لم يكن بوسع جمهورية ألمانيا الديمقراطية أن تتطور في ظل ظروف "عادية". ففي ظل الحرب الباردة كانت في خط المواجهة الأمامية. وكان عليها أن تتحمل نفقات ضخمة من أجل أمن الدولة وسكانها، وكانت تواجه دعاية وتجسسا مستمرين من جانب العدو، وحظرا للتكنولوجيا، وأعمال تخريب، ومشكلة عدم قابلية عملتها للتحويل في السوق العالمية.

كانت جمهورية ألمانيا الديمقراطية عضوًا مهماً في مجلس المساعدة الاقتصادية المتبادلة، وكانت قطباً للتضامن الدولي. وبفضل أنشطتها السياسية والدبلوماسية والاستخباراتية، كانت جمهورية ألمانيا الديمقراطية عاملاً ساهم بشكل كبير في منع الحرب (النووية) في أوروبا.

ونحن نعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك نقاش مفتوح بين الشيوعيين على المستوى العالمي ليس فقط حول نقاط القوة والمزايا التي تمتعت بها جمهورية ألمانيا الديمقراطية، بل وأيضا حول أخطائها وإخفاقاتها، بهدف استخلاص الدروس لبناء المجتمعات الاشتراكية المستقبلية.

ولكننا لا نجد ما يدعونا إلى مناقشة أخطاء جمهورية ألمانيا الديمقراطية مع معارضي الاشتراكية، والمدافعين عن الرأسمالية والإمبريالية، أو حتى إلى الشعور بالخجل من حقيقة أن الحركة الشيوعية في النمسا كانت دائماً مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأول دولة اشتراكية على الأراضي الألمانية. سنترك هذا للحزب الشيوعي النمساوي KPÖ وقيادته غير المبدئية.

إن حزب العمل النمساوي يرى في وجود جمهورية ألمانيا الديمقراطية حدثاً بارزاً في العملية التاريخية لتطور البشرية نحو مجتمع اشتراكي وشيوعي. ونظراً لارتباطها الوثيق بالإنجازات الهائلة التي حققتها هذه الدولة والعديد من مواطنيها العظماء، فإننا على يقين من أن جمهورية ألمانيا الديمقراطية سوف تحتل مكانة راسخة في تاريخ حركة الطبقة العاملة الثورية.

#النشاط_الشيوعي_الأوروبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات