أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - شارع فارغة / قصة قصيرة














المزيد.....

شارع فارغة / قصة قصيرة


عبد الجبار الحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 16:35
المحور: الادب والفن
    


شوارع فارغة...
لابد لي أن اعبر هذا الزحام فالشوارع فارغة إلا من تلك الجثث التي ملئت بأجساد الموتى أما الأحياء فقد سلبت منهم هوية البقاء كونهم بعنوان فائض عن الحاجة.
يا إلهي!! ما الذي يحدث أتراني في كابوس أما أنه عالم القبور الذي سمعت عنه، فالأموات فيه يتمثلون بالصمت المطبق كما أعرف، غير أن الجثث التي اتخطاها بصعوبة اجدها تئن وتتأوه... اغلبها يشكو الظلم، كيف يكون ونحن فينا أمه إسلامية كبيرة عريضة؟ أم ترى اسلامنا مجرد تشدق في فتوحات اسلامية كما يسميها البعض فتوحات لأفخاذ رغبة دنيوية عاهرة، لعلي أرى نفسي قاريء جيد للتأريخ والاحداث وحتى السير الاسلامية فما وجدت اني استطيع ان افهم هذا الاسلام المتبرثن بديدان وهم وشكوك فكل شيء له اكثر من وجه، العدالة عمياء، الميزان كفتيه تميل للاقوى، المطرقة بيد بشر يخطيء اغلب الاحيان ولا يصيب الا بدس رغوة صابونية في جيوب منخورة، الحق متسول على اعتاب مساجد، القانون حمار مركون في حظيرة الحيوانات، السائس لهذه الحظيرة عبارة عن فزاعة بخبرة صعلوك... ما لنا كيف نزن الامور!! يا لحالي الهلع ييصكصك أوصالي... دعني اثير غبار هروبي وانا اعبر هذه الجثث فلست ممن يشترون إلا انفسهم فأن اطبق المثل القائل انا ومن بعدي الطوفان.. ولكن اي طوفان اكبر مما انا أراه فقد طغى سيل الجثث كل مكان حتى البيوت التي تهاوت لم تعد تصلح ألا بيوت لسكنة الخراب للبوم و الغربان تشهد بذلك فنعيقها يخبر البعيد انه مقبل الى عالم من الموتى في زمن الدين لله والوطن للخبثاء والعملاء،
ماذا ارى؟!!
هناك من يتسول على ناصية بقايا رصيف!! مما زاد استغرابي!!! فضولي دفع بي فاتجهت إليه كي اسئله ممن يتسول؟! من جثث المارة!! ام من تلك الدماء الراكدة والتي وصلت حتى قدمية؟ ام يطلب الحياة للطفل الذي يضعه على رجليه؟ ما ان اقتربت حتى صدمت فالطفل لم يكن سوى بقايا جثة الاطراف غائبة عن الجسد الرجل يكسوه التراب يحتضن ذلك الجسد الصغير وجميع اطرافه متيبسة لا حراك فيها لم أعي انه جثة هامدة كالتي يحملها... اما يده الممدودة فقد كانت تمسك بقطعة رغيف يابس لم يتسنى لإبنه ان يتذوقه، ياللجريمة؟؟؟!
ماذا اقول جريمة و اي جريمة اكبر من اني اهرب وسط هذا الكم من الجثث، ترى من سيواريها؟ ستشبع الكلاب و الجرذان ودود الارض سيصيبها التخمة، لكن ليس كتخمة تلك التي تسمى السلطة فقد كشفت وجوه من يمسكون بدفتها كما السعادين حمراء ليس خجلا بل من كثر الضرب على القفا، لا عجب فكل الساسة العرب هم وجوه عمالة ودياثة اقولها بملئ الفم فما عاد هناك شيء لم يذكره التأريخ فهو اسود بأسلام مزيف يعتمد الثرثرة لكن ليس فوق النيل فحسب بل فوق كل انقاض الارض التي تحمل شعارات الاسلام... لا أدري كيف نقيم الانسانية بأي معيار او خانة نضعها؟؟ في عالم الإباحيات والمثلية والسحاقية ام بتلك الكتب الدينية التي خطتها ايدي عصاة بشر... فحتى كتاب الله لم يسلم من ألسنة حرفته بعناوين وكتبت غيرها دعاة تدين كدستور ينفث بخاره كأن يذري العيون حتى لا ترى الحقيقة... لم اعد افهم ما الذي يجري ولم انا بين هذه الجثث؟ لِمَ لم اكن بيها !!؟ أين كنت حتى قصفت هذه المدينة وبأي شارع او ركن كنت اختبئ؟ ام تراني شبح ميت يرتاد عالم الموتى الجدد لأعدها واكتب سيرها في سجل لم يعد فيه فراغ ليس كما الشوارع، فصفحاته قد ملئت بعناوين واسماء، لا فرق بين طفل وشاب رجل او امرأة او فتاة.. أو إمرأة طاعنة وشيخ كبير في السن فالموت يحصد من عناقيد الاحياء ليعصرها نبيذ لتلكم الذين يتطلعون للعشاء الاخير مع نبيهم الجديد ذي العين الواحدة الى جانب سفيرهم العربي السفياني في ارض العرب.

القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي



#عبد_الجبار_الحمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة نقدية لرواية العوالم السبع
- المكوك/ قصة قصيرة
- أزرار ياقة قميصي / قصة قصيرة
- محيط النار / قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان /مرايا الوهم
- الساعة الذهبية / قصة قصيرة
- رعاة البعر / قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان /صندوق حكايا
- قصة قصيرة بعنوان/ حوارات ارباب العصر
- مجسات هلامية / قصة قصيرة
- السبدة / قصة قصيرة
- دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة
- أنامل وقحة/ قصة قصيرة
- تلك حكايتي/ قصة قصيرة
- المتسكع/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان لونلي بيرل ج2
- قصة قصيرة بعنوان/ بيرل الفصل الاول
- ظل العزلة/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان فزاعة القرن الواحد والعشرين


المزيد.....




- البحث عن الهوية في روايات القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الأل ...
- -لا تلمسيني-.. تفاعل كبير مع فيديو نيكول كيدمان وهي تدفع سلم ...
- بالمجان.. موسكو تفتح متاحفها ومعارضها أمام الزائرين لمدة أسب ...
- إسرائيل تخالف الرواية الأممية بشأن اقتحام قاعدة لليونيفيل
- فنان مصري مشهور يستغيث بالأزهر
- -حكي القرايا- لرمضان الرواشدة.. تاريخ الأردنيين والروايات ال ...
- أفلام كرتون مميزة طول اليوم.. حدثها الآن تردد قناة ميكي الجد ...
- انطلاق فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية ...
- الإعلان 2 دمااااار… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 167 مترجمة بالل ...
- فنانة مصرية شهيرة تناشد الرئيس السيسي


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - شارع فارغة / قصة قصيرة