أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - الاسم من فقه التوقيف إلى سيميائيّة الإفادة














المزيد.....

الاسم من فقه التوقيف إلى سيميائيّة الإفادة


محمد خريف

الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 16:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الاسم من فقه التوقيف إلى سيميائيّة الإفادة
الكلمة في العربيّة اسم وفعل وحرف،وما منزلة الاسم إلا بمنزلة ما يعرف بأمّ الباب أو المسند إليه أو العُمدة في الكلام النحويّ المفيد وقد يكون الاسم في العربية علما أو مشتقا ، وما الاسم الذي ألبسنا ثوب علامة تعيّننا صوتا فرسما لنعبر عن معنى يمحو جسدنا ليصيّره ماهية توقيف تحرمه من حقه الطبيعيّ في حريّة الإفادة من كمون الغريزة. : أي أن الاسم يكبح جماح الجسد فيروّضه على الكذب والسرقة بمفعول ثقافة الانسجام والاطمئنان ثقافة الإقناع والاقتناع بأنّ الاسماء من صنع خالق أوحد عظيم صادق أمين هو الله لا لسارق عظيم هو الله كمايذهب إليه دريّيدا في ثقافة الاختلاف ثقافة فلسفة العلامة المفارقة* التي لاتجعل الاسم هبة من الله بل صنيعة جهاز تصويت يلغي الجسد المادّيّ المحسوس ليصيّره ماهية مفتوحة على التجريد الذي يجعل الذات عرضة للمسخ والمحو فتفقده ثلاثة أرباعه كما يقول بلانشو* إذ الاسم بالتوقيف يتمكّن معناه فينا حوزا وتصرّفا بعادة التكرار والإيقاع الصوتيّ ،وللاسم من التوابع والزّوابع مايجعله أداة سرقة متماهية مع تمويه الاسم السارق وخبث سريرته فيصير شبيها بالماركة المسجلة في بارقتها التي تميّز اعتباطا بعضنا عن البعض ببسلطة الفكرالميتافيزيقي المرسخة لاعتقادنا البدائي اعتقاد اليقين في صلوحية الاسم الذي يلازمنا مذ أدركنا سنّ الوعي بل اللاوعي باكرا هات محيطنا الاجتماعي وواجب الخضوع لها باعتبارنا اسما لمعنى افتراضي يعدم فينا نوازع الذات ورغباتها الطبيعية المقموعة فنتربى على مسايرة معاني الاسم كذبا وسرقة وهو أمر يزرع فينا دون اختيار منا فيصير الاسم متمكنا منا بمثابة الجسم الغريب المزروع في الجسد بالألفة وانسجام الاستناد الأفلاطوني فدوام الاقتداء بسلوك" كلب بافلوف" إلى أن يصير بسلطة ماهية مقدّسة تقيّد وجودنا المادّي وتمنعنا من أن نكون أجسادا من لحم ودم هي كما هي غير مجرّدة من خواصّ الذات المادّية المحسوسة. فهذا التعريف الجديد المفارق لتعريفات الاسم المتداولة في فقه اللغة ومجال دستورها "النّحو التّقعيدي" مضبوطة قوانينه ضبط التوقيف لاالافادة بذريعة حماية "النص الأعظم" أي" القرءان" من خطر اللحن في كتاب "الكتاب " يبطل المعتقد القائل بأن الاسم المنزل من الله يخلص جسد صاحبه من أدران النجاسة والجهالة ليعوضه ببفضائل الطهارة والحكمة، والنظافة من الإيمان نظافة الإنسان يده ولسانه من نقيضة الكذب والسرقة وسبيلها الاسم المختار ومن معاني الطهارة السمو بالإنسان عن طريق التسمية إلى مراتب مثالية قد تلغي كل ما في الإنسان من صلة بغرائز الشهوة المادية الغريزيّة فيصير جسمه بالاسم مصفى من أثر الفواضل ، و الحال أن لاجسم بلا جهاز هضم ولا جهاز تناسل وكل تسمية غايتها سلب الإنسان من خصائص ذاته ضرب من السرقة والكذب يحول دون أن تعيش الذات لحما ودما متحررة من قيد الاسم ومعناه ألاعتباطيي الذي يطرأ بفعل جهاز التصويت وخاصة التمفضل فيه حسب تقافة علم السّيمياء الحديث المستنبط من علم السّلبانية المختلف الذي يعتبر التسمية ضربا من الكذب السّرقة وفد أفاض دريدا القول في السرقة لاسيما في فصل "الكلام المنفوث" متماهيا مع "مسرح الرعب لأرتو ""**. هذا ومن أسالب الكذب والسرقة التمويه خبث السريرة وقد تناولهما ديكو في كتابيه "بكل خبث السريرة" أوالمكر باتمه " و"سلطات التمويه****.
هذا ودون الغفلة لما جاء في مدونة النثر الفني العربي من تعريض بخبث السريرة والتمويه سبق الحديث عنهما تعريضا وسخرية محاكاة لاسيما في مقامات الهمذاني وبطلها المموه االكبير أبو الفتح الاسكندري وقد عرض الجاحظ في كتاب البخلاء بسلوك التمويه وخبث السريرة عند قاضي البصرة الذي أراد تحت ضغوط اسمه أي قاضي البصرة ان يغيب صفات ذاته التي حرمها من صفات التأثر بالحاح الذباب فهو المموه ذو السلوك الخبيث الماكر الذي أراد به التأثير في الحاضرين ليغطي الشكل حفيفة اجساسه المادي كما تغطي الكلمة الطيبة خبث الكلمة السيئة في محاكاة ساخرة عند أبي العلاء المعري في رسالة الغفران وفي ذلك قوله:
، وهذه الكلمة الطيبة كأنّها المعنيّة بقوله "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمّة طيّبةً كشجرةً طيّبةٍ، أصلها ثابت وفرعها في السّمّاء، تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربها"والكلمة الطيبة محمولة كالأفعال الطيبة في ثقافة المثيولوجيا على أداء ماليس منها فلا صدق لها ولاوفاء في أداء أمانة شانها شان حضارة الصدق في القول والإخلاص في العمل ولعلّ تمويها وخبث سريرة و مالتعريض بالكلمةالطيبة عن طريق السخرية الأدبية من سلوك المتظاهرين بحسن أداء كلام الورع والتقوى والانضباط الزائف في الحمدلة والبسملة والأدعية والتصنع في الحفاظ على وقار الكبرياء الكاذب الذي تتميز به بعض شخصيات الجاحظ في كتاب البخلاء(قاضي البصرة وإلحاح الذباب) على وجه الذكر لا الحصروهل للاسم كما للكذب والسرقة والمكروالتمويه حضورلافت في الخطاب الروائيّالعربيّ الحديث؟ .....يتبع
* موريس بلانشو :نصيب النار، منشورات قاليمار 1949

**Jacques Derrida : L’écriture et la différence,(La parole soufflée) éditions du seuil,1967
****Maxime Decout :en toute mauvaise fois,éditions de Minuit 2015
- Pouvoirs de l’imposture, éditions de Minuit ,2018


:*ناقد من تونس



#محمد_خريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في علاقة الكذب والسّرقة بالتسمية
- الكذب والسّرقة من تبسيط السّيميا إلى تعقيد السّيميائيّة
- لتّجريب الرّوائيّ ومولد السلبانيّة الأدبية الحديث
- في السّلبانيّة الأدبيّة وخدعة القائم مقام
- من أكاذيب عصر النّهضة وسرقاته
- في سيميائيّة الكذب الأدبيّ وسرقته
- الكذب والسّرقة من خلافة الكلمة إلى إمبراطورية العلامة
- التحوّلات الإنشائيّة العميقة وأثرها في تحوّل مفاهيم الكذب وا ...
- بصمات الكذب والسّرقة من خلال نسخ الترجمان ومسخه
- في علاقة الكذب والسرقة بالترجمة
- في علاقة الكذب والسّرقة بالكلام
- الكلام المسجوع من بيان وَحْي صادق أمين إلى علامة كاذبة سارقة
- السّجع من سرقة إيقاع الفطرة الصوتيّة وكذبهاإلى سرقة إيقاع ال ...
- الكذب والسّرقة من سجع القرءان إلى سجع الكهّان
- كذب والسرقة في شعر الصّعاليك
- الكذب في شعرماقبل النّبوّة
- في التّمرّد العلاماتيّ
- الكذب والسّرقة من الزرادشتية إلى الكتب السّماويّة
- الكذب والسرقة في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة
- في سيميائيّة الكذب والسرقة


المزيد.....




- وثقها بكاميرا طائرة -درون-.. مشاهد درامية تُظهر اقتلاع إعصار ...
- انفوغرافيك.. كيف حول القصف الإسرائيلي قطاع غزة إلى أنقاض؟
- بعد رسالتها لطهران.. مناشدة خليجية لواشنطن بشأن الضربة الإسر ...
- ما الذي تسبب فيه إعصار ميلتون حتى الآن؟
- كيف يتعامل الصحفيون مع الأزمات النفسية خلال الحروب؟
- تدريبات نووية لحلف الناتو يوم الاثنين المقبل: استعدادات في ظ ...
- حرب غزة: أرقام قياسية للدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل منذ أك ...
- لبنان.. إصابة جنديين من يونيفيل بنيران دبابة إسرائيلية
- كتاب -الحرب-.. بن سلمان -طفل مدلل-، نتنياهو -كاذب- وبوتين -ش ...
- رئيس الوزراء العراقي يستقبل السفير الروسي لدى العراق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - الاسم من فقه التوقيف إلى سيميائيّة الإفادة