أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسام عامر - لماذا تستهدف أمريكا إيران؟















المزيد.....

لماذا تستهدف أمريكا إيران؟


حسام عامر

الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 11:10
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الكاتب: ستيفن جوانز

المترجم: حسام عامر

كل الدول الغنية، باستثناء بريطانيا، أصبحت غنية عن طريق التدخل الكبير والنشيط للدولة في الاقتصاد لإنشاء الشركات، وتقديم الدعم المالي لها، وحمايتها من المنافسة وهي تنمو. أمريكا وألمانيا واليابان، ودول صناعية غنية أخرى، اتبعوا هذا المسار. (1)

في مرحلة ما في الماضي، كانت أمريكا تفرض أعلى رسوم جمركية في العالم، حيث أنها استعملتها لحماية شركاتها الناشئة من المنافسة مع الشركات البريطانية الراسخة. بعد أن نمت الشركات الأمريكية المحمية من قبل الدولة، سعت وبطبيعة الحال الى التوسع خارج الحدود الأمريكية، لأن الفرص المتوفرة في الأسواق الأمريكية استنفذت. في ذلك الحين، أصبح وجود السياسات الحمائية في الدول الأخرى يشكل قيودا أمام ذلك التوسع، ولذلك كان هناك حاجة الى أسواق مفتوحة.

لا يمكن أن تسمح الدول الغنية للدول الفقيرة أن تنفذ نفس السياسات الاقتصادية التي جعلت الدول الغنية غنية، لأن قيام الدولة الفقيرة بتوسيع ملكية الدولة، وتقديم الدعم المالي للشركات، ووضع العوائق التجارية سيخسف من قدرة شركات الدول الغنية على تحقيق المزيد من النمو. تريد الدول الغنية من الدولة الفقيرة أن تفتح الأخيرة أسواقها أمام استغلال البنوك والمستثمرين والشركات التابعين للدول الغنية، والذين أصبحوا أثرياء جدا عن طريق اتباع سياسات تسعى بعض الدول الفقيرة الآن الى تقليدها.

إذا ما نظرنا سريعا الى دراسة أعدتها مكتبة الكونغرس عن إيران ستجد الحقيقة التي لا يذكرها المسؤولين الأمريكيين والتي يبدو أن نقّاد السياسة الخارجية الأمريكية ليسوا على دراية بها. إيران ليست مكان من الممكن أن تجني فيه الشركات الأمريكية أرباحا. حيث أن "القطاع العام يسيطر على المشهد الاقتصادي، وتبعية القطاع الخاص له موجودة في كل المجالات الصناعية والتجارية." (2) بالإضافة الى ذلك، "استثمارات القطاع العام في المواصلات...الخدمات العامة، الاتصالات، والبنى التحتية الأخرى ازدادت مع الوقت." (3) و"تلعب الحكومة دورا كبيرا جدا في الاقتصاد الإيراني، سواء بشكل مباشر عبر المشاركة في انتاج وتوزيع السلع والخدمات، أو بشكل غير مباشر عبر التدخل في رسم السياسات." (4) بالطبع، يذكر الدستور الإيراني أن القطاع العام هو الأساس، وأن "دور القطاع الخاص هو أن يكون وسيلة لتحقيق حاجات الحكومة وليس الاستجابة الى متطلبات السوق." (5)

من الأسباب الأخرى المتعلقة بالسياسات الاقتصادية الإيرانية والتي أثارت عدوانية وزارة الخارجية الأمريكية هي التالي: على الرغم من حديث رؤساء إيران عن اجراء خصخصة في الاقتصاد، ما حدث في الواقع هو المزيد من النمو للقطاع العام بدلا من تقليصه. (6) وأضف الى ذلك أن هناك قطاعات كبيرة في الاقتصاد الإيراني لا يسمح للقطاع الخاص أن يتملكها. "منذ الثورة، حافظت الحكومة على احتكار حقوق استخراج ومعالجة وبيع المعادن من المناجم الكبيرة والاستراتيجية." (7) و"الغاية من سياسة إيران الزراعية هي دعم المزارعين وتشجيع انتاج المحاصيل ذات الأهمية الاستراتيجية" (8)، وليس فتح الأبواب أمام الشركات الزراعية الأمريكية. و"بعد الثورة، جرى تأميم الكثير من شركات النقل والتأمين والبنوك" (9) وجرى استعمال إجراءات التحكم بالأسعار وتقديم الدعم المالي من أجل توفير السلع المهمة بأسعار مخفّضة. (قامت إيران بإيقاف العمل بالكثير من برامج الدعم المالي مؤخرا.)

هناك كراهية عند وول ستريت ووزارة الخارجية الأمريكية تجاه الشركات التي يملكها القطاع العام التي تخدم أهداف النمو الاقتصادي المستقل في الدول الأجنبية، لأنها تحل محل استثمارات القطاع الخاص المملوك من قبل رؤوس الأموال الأمريكية. ويكرهون أيضا قيام الحكومات الأجنبية بتقديم الدعم المالي للشركات المحلية وحمايتها من المنافسة، لأن ذلك يزيد من صعوبة منافسة الشركات الأمريكية في الأسواق الأجنبية. يحتقرون الضوابط الحكومية التي تحمي السكان من التلوث، أو التي ترفع من الحد الأدنى للأجور وتحمي العمّال من ظروف العمل السيئة، لأن ضوابط كهذه تقلل من أرباحهم. بعض أو كل تلك الممارسات تشكّل أجزاء كبيرة من السياسات الاقتصادية التي اتبعتها كل الدول التي استهدفتها أمريكا.

لا تريد أمريكا أن تغير النظام الإيراني من أجل وضع حكومة مطيعة توسّع من نفوذ أمريكا. ما تريده هو أن تغير النظام الإيراني من أجل إلغاء السياسات الاقتصادية التي تدعم النمو الاقتصادي المستقل، وتستبدلها بسياسات تفتح الأسواق والموارد وسوق العمل والأراضي أمام البنوك والشركات والمستثمرين الأمريكيين. تريد الولايات المتحدة أن تكون التجارة الحرّة، والاقتصاد الحرّ، والأسواق الحرّة مركز السياسات الاقتصادية في الدول الفقيرة، ولا تريد تجارة محمية، أو شركات قطاع عام تقدم لها الدولة الدعم المالي، أو عوائق أمام حرية التجارة. (تلقي أمريكا مواعظ للدول الأخرى عن أهمية السوق الحرّ، لكنها تمارس تقديم الدعم المالي للشركات الأمريكية، وتعيق المستوردات، وتعتمد على تدخل الدولة لدعم الشركات المهمّة. الاتساق بين ما تقوله أمريكا وما تفعله لا يهمها، ما يهم أمريكا هو الأرباح.)

للوصول الى هدف جعل إيران بلد تستخرج منه الشركات والمستثمرين الأمريكيين أرباحا ضخمة، يجب أولا حرمان إيران من القدرة على الدفاع عن نفسها بشكل فعّال في مواجهة تدخل عسكري من قبل أمريكا وحلفائها. ولهذا السبب أطلقت الولايات المتحدة وكلبها في الشرق الأوسط، أي إسرائيل، حملة تخريب واغتيالات وتهديد بالقصف الجوي تستهدف شلّ امكانية أن تكتسب إيران ردعا نوويا.

المراجع:
(1) Erik S. Reinert. How Rich Countries Got Rich and Why Poor Countries Stay Poor. Public Affairs. New York. 2007 Ha-Joon Chang. Bad Samaritans: The Myth of Free Trade and the Secret History of Capitalism. Bloomsbury Press. 2008.
(2) The Library of Congress. Iran: A Country Study. 2008. p. 143. http://lcweb2.loc.gov/frd/cs/irtoc.html
(3) Iran: A Country Study, p. 145.
(4) Iran: A Country Study, p. 150.
(5) Iran: A Country Study, p. 151.
(6) Iran: A Country Study, p. 152.
(7) Iran: A Country Study, p. 167.
(8) Iran: A Country Study, p. 170.
(9) Iran: A Country Study, p. 181.

ملاحظة المترجم: هذا المقال نص مقتبس من مقال نشره الكاتب ستيفن جوانز على مدونته الشخصية عام 2011 وعنوانه:

Wars for Profits: A No-Nonsense Guide to Why the United States Seeks to Make Iran an International Pariah



#حسام_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمائية...توجد الحقيقة على ورقة ال10--$--.
- مبروك يا سيادة الرئيس! مبروك بوليفيا!
- قلب أسطورة الفساد رأساً على عقب
- حقيقة التفاوت الصارخ في توزيع الثروة العالمية
- مصر النيوليبرالية: الثورة المختطفة


المزيد.....




- وثقها بكاميرا طائرة -درون-.. مشاهد درامية تُظهر اقتلاع إعصار ...
- انفوغرافيك.. كيف حول القصف الإسرائيلي قطاع غزة إلى أنقاض؟
- بعد رسالتها لطهران.. مناشدة خليجية لواشنطن بشأن الضربة الإسر ...
- ما الذي تسبب فيه إعصار ميلتون حتى الآن؟
- كيف يتعامل الصحفيون مع الأزمات النفسية خلال الحروب؟
- تدريبات نووية لحلف الناتو يوم الاثنين المقبل: استعدادات في ظ ...
- حرب غزة: أرقام قياسية للدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل منذ أك ...
- لبنان.. إصابة جنديين من يونيفيل بنيران دبابة إسرائيلية
- كتاب -الحرب-.. بن سلمان -طفل مدلل-، نتنياهو -كاذب- وبوتين -ش ...
- رئيس الوزراء العراقي يستقبل السفير الروسي لدى العراق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسام عامر - لماذا تستهدف أمريكا إيران؟