مصطفى الشيحاوي
(Mustafa Alshihawi)
الحوار المتمدن-العدد: 8125 - 2024 / 10 / 9 - 23:11
المحور:
الادب والفن
طَمئنونا عنكم
اقترب فصل الزمهرير،
هل تسدّون شقوق الباب
كي تنتصروا
على الوجع في نهاية زرقة الأعصاب؟
طَمئنونا عنكم
هل لا يزال رغيف الخبز
يسبح في بحور عيونكم
ولا تقدرون التقاطه
وهو السريع نحو المنحدر؟
وقد اختنقت رئاتكم وراءه
من تعب الجري،
طَمئنونا عنكم
هل بقي شيء عندكم تبيعونه
ليوم أسود
لغريبٍ فرد سجادته الأعجمية
على حقول شقائقكم؟
هل لكم أن تحدثونا
عن الأمل قليلاً،
عن المستقبل
في عُري أطفالكم؟
طَمئنونا عنكم
هل استمعتم إلى خطبة
التيس
وسَدَنة الجنان
وأسْرجة خيول النصر؟
طَمئنونا عنكم
هل صحيح أن بردى والعاصي والفرات
وغيرهم
عادوا من البول
إلى العذوبة
بسلسبيلهم القديم؟
طَمئنونا عنكم
هل عاد السنونو بدل الحديد الطائر
والمطر.. بدل خرافة التوازن الاستراتيجي؟
بالأمس كانوا يطلبون دمكم للتبرع،
هل لا يزال في دمكم حديد
ومعادن ثمينة،
وأغنية "شدّوا الهمة،
الهمة قوية قوية"،
وخزعبلات المجد المُحنّط؟
هل اغتيل عود مارسيل خليفة؟.. لم يظهر منذ مدة.
فاليوم يومه.
طَمئنونا عنكم
رائعٌ أن الحي الذي بقربكم أصابته قنابل
العدو.. وليس حيكم.
تنفسنا الصعداء.. سلامتكم تهمّنا.
سعدنا جداً
عندما خرجتم
وأنتم ترددون
"يا لثارات من قُتل في الحي الآخر".
طَمئنونا عنكم
رحل حريق الصيف
وعاد زمهرير الشتاء،
والمقاومة لا تزال مقاومة
والجائعات قُسرن
على البغاء.
طَمئنونا
طَمئنونا
هل قادرون على استقبال
المزيد من مهجّري حذاء السيد
كي يقاسموكم توالف الخضار على المزابل؟
كونوا بخير.
#مصطفى_الشيحاوي (هاشتاغ)
Mustafa_Alshihawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟