أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الطقوس الدينية والردات الحسينية في الحان الراحل كوكب حمزة















المزيد.....

الطقوس الدينية والردات الحسينية في الحان الراحل كوكب حمزة


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8125 - 2024 / 10 / 9 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


الملحن والعراقي الأصيل "كوكب حمزة " أحد رموز الحركة الوطنية والثقافية في العراق، إذ شكلت ألحانه وأغنياته جزءا مهما من الذاكرة والوجدان الشعبي . أطلق النقاد على الملحن كوكب حمزة لقب "مكتشف النجوم" فهو من اكتشف أفضل الأصوات العراقية مثل حسين نعمة، ورياض أحمد ،وستار جبار، وسعدون جابر، كما قام باكتشاف المطربة المغربية أسماء المنور، وكان أول من قدمها للجمهور حين لحن لها أغنية "دموع إيزيس" عام 1997 من كلمات الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم في حفل أقيم بمناسبة بلوغ "نجم" عامه السبعين . ألحانه صارت جزءاً مهماً من ذاكرة الشعب العراقي ووجدانه، وترك في العديد منها أثره في تغيير ذائقة المستمع العراقي والعربي . خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "العراق اليوم" سنة 2021، يحكي كوكب حمزة عن البدايات، كيف أنه لم يكن ليخطر يوماً في باله أن يغدو ملحّناً، اعتبرها ورطةً وأن زملاء له في المدرسة التي عُيّن فيها ذات مرة معلّماً للموسيقى في محافظة البصرة في العراق قد ألّحوا عليه، معتبرين أن كلّ من تخرّج من المعهد الموسيقي ينبغي أن يصبح في مقدوره التلحين . وهكذا، وبمحض الصدفة، أو ( تورط ) على حدّ تعبيره، وُلد لحنه الأول منذ أن سُجّل في الإذاعة سنة 1969 .

بيئة القاسم.. ألحان المراثي الحسينية وأثرها على ألحان كوكب حمزة
الغناء العراقي المعاصر تأثر كثيراً بالأشكال اللحنية الدينية، وتحديداً الحسينية من خلال انتماء الملحن إلى البيئة . التي أنتجت هذه الأشكال وأبدعت في صياغتها . أحياناً تؤخذ ثيمة بعض الردات من أغنية وتبنى عليها الردة، الردات الحسينية، أو (القرايات) تلك الأنماط تتميز بطابعها الحزين وكلماتها التي تستعرض واقعة كربلاء وما دار فيها ، وهي في أصولها مطوقة بنظام ومقامات تسير وفقاً لإيقاعات معينة، وبناء على هذا لوحظت تأثر بعض الألحان التي ذاع صيتها في حقبة السبعينيات من القرن الماضي وظهور ألحان أنتجها بعض الملحنين الذي نزحوا من الفرات الأوسط والمناطق المجاورة والتي اتسمت بالطابع المشحون بالأجواء الحسينية وما يقدم فيها مع تغير في كلماتها من دينية إلى عاطفية ، فالكثير من الفنانين وثقوا هذا الحزن الكربلائي في أعمالهم . ويبرز الملحن كوكب حمزة بشكل واضح في تأثير مدينة القاسم عليه منذ صغره . عالم الأجتماع الراحل فالح عبد الجبار يعتقد " أنّ بيئة مدينة القاسم التي نشأ فيها كوكب حمزة قد ساعدته في خلق هذه النقلة، وتحقيق الأغنية العراقية الجديدة، فبيئتها تجمع بين القرب من الحواضر والأرياف، وتتقاطع عندها ثقافات البدو وثقافات المناطق الزراعية"، كان كوكب يصغي الى تلك ألمراثي الحسينية والأستماع الى الرواديد " قرّاء القصائد الحسينية" أمثال فاضل الرادود وحمزة الزعيّر وجاسم الكربلائي التي طبعت في ذاكرته وأدخل طريقة أدائهم في تلحين اغانية . يذكّرنا في أغنية ( إبنادم) بالطقوس الكربلائية وما تنطوي عليه من بكاء وسواد وحزن استوعبه الطفل الصغير كوكب الذي يصبح التراث هاجسه الأول حين يتحول إلى صبي شغوف بالموسيقى . وأستلهم أحدى قراءات الرادود الحسيني ( حمزة الزغير) في تلحين أغنية فؤاد سالم ( وين يالمحبوب ) وأعادة صياغة قراءة الرادود ( حمزة الزغير ) في تلك الأغنية ،كما وضح ذالك في لقاءه مع الأعلامي اللبناني زاهي وهبي في برنامجه المعروف ( خليك بالبيت) ، والتي تقول كلماتها التي كتبها الشاعر الراحل ( ذياب كزار) :

وين المحبوب وين قلبي يلوب وتتحمل هموم
وين رايح وين وألمن ادير العين
شلك عليه
........................
راح العمر وانكظه ريشه على جاري الماي
ياخذها مد وجزر مابين رايح جاي
لا وجه ليلة بطيف ولا ضاق فرحة كيف
ولا وهن بيه
.........................:
الحب جرح بالقلب كل لحظه احسن بيه
مرافقني طول العمر كل مايطيب اجويه
وتباها بيه جروح اضحك وشيم الروح
والبيه بيه
.......................
وين المحبوب وين قلبي يلوب
تتحمل هموم
وين رايح وين وألمن ادير العين
شلك عليه

أغنية ( إبنادم) ملحمة الحزن العراقي

أستلهم الملحن كوكب حمزة في موسيقاه الموروث الديني أو العزاء الحسيني واللطميات والشجن العراقي المتوارث من مأساة عاشوراء ، حين نقل في أغنية (إبنادم) طقساً كاملاً من عاشوراء ( الزنجيل ) ووضعه في الأاغنية . أغنية ( إبنادم) كلمات الشاعر (ذياب كزار) الذي غيبته الحرب الاهلية اللبنانية في ثمانينيات القرن الماضي) والحان كوكب حمزة ، ملحمة الحزن العراقي منذ فجر الخليقة إلى اليوم تجلت وأتضحت في هذه الأغنية، ليست اغنية فحسب بل مناجات روح قد اضناها البعد . وكلمات الاغنية :

إبنادم دادا بهيده على بختك لا تعت بيها
روحي انحلت والشوگ يابنادم ماذيها
ماجنها ذيج الروح ولا جنها كلها جروح والشوق....
والشوق ماذيها شمالك تعت بيها
.................................
تسيوره عمري وياك يابنادم غفله واخذني الطيف
ولنها بحلات النوم يابنادم روحي على روحك ظيف
واصفى بهواك سنين مكيف تراني بكيف
وراكد بروحي الماي ثاريها غيمة صيف ثاريها غيمة صيف
.............................
بچي الشموع الروح يابنادم بس دمع مامش صوت
ورفة جنح مكسور يابنادم قلبي يرف بسكوت
بجي الشموع الروح يابنادم بس دمع مامش صوت
ورفة جنح مكسور يابنادم قلبي يرف بسكوت
لاهي سنة وسنتين يابنادم ولاهي صحوة موت
حسبة عمر عطشان والماي حدره يفوت حدره يفوت

يقول الملحن الكبير كوكب حمزة عند تلحينه لهذه لاغنية احسست بشيء ناقص فاستعرت مشهدا من ضربات الزنجيل وايقاعات الشعائر الحسينية واضفته في المقطع الاخير من لحن الاغنية . وقد منعت الأغنية بعد اشهر من البث بحجج واهية طائفية . الالتصاق بأرض الوطن هو أحد الأسباب الرئيسية لإبداع كوكب حمزة، عاد الملحن الراحل كوكب حمزة الى حضن الوطن بعد سقوط النظام وكانت عينيه حالمة بوطن أمن حراً وشعب سعيد متحضر . لكنه صدم بالطائفية و الهمجية ، وعاد الى غربته ومنفاه محبطا مما شاهده في الوطن الجديد .. ورحل كوكب الذي غنى للحياة والوطن والجمال والناس والحب والفجر القادم في غربته في أحدى مستشفيات الدانمارك في مساء يوم الثلاثاء في الثاني من أبريل/نيسان 2024، إثر وعكة صحية تعرض لها ، تاركا إرثا موسيقيا مهما لأغاني شهيرة مثل "يا نجمة" و"القنطرة بعيدة"، و"يا طيور الطائرة"، إلى جانب عدد من الأعمال المسرحية ، بعد أن ضاعت احلامه الذي ناضل من اجلها ! . وكما صرح في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية عام 2021 " عمرنا سرق وأحلامنا سرقت " . رحل لكن إرثه الفني سيظل خالدًا، يتذكره عشاق الفن ومحبوه، ويبقى محفورًا في ذاكرتهم وفي تاريخ الفن العراقي والعربي. مغادرته هو رحيل لموهبة تاريخية خلفت وراءها إرثًا يتلألأ ببريق الإبداع والتميز .

سلاماً لروحك أيها النبيل كوكب الجميل السلام والراحة الأبدية .

كاتب عراقي



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة القبض على صدام في فيلم المخرج الكردي هيلكوت مصطفى ( إخف ...
- -تاتامي- فيلم رياضي إيراني - إسرائيلي ملغوم سياسيا
- فيلم - ليس بدون أبنتي - قصة الجحيم الذي عاشته أم احتجزها زوج ...
- نقد حاد لنظام الرعاية الصحية الأميركي في فيلم ( قلوب أرجواني ...
- إستكشاف مروع لحياة امرأة إيرانية معنّفة في فيلم -شايدا-
- فيلم - حرية - يؤرخ سقوط نظام نيكولاي تشاوشيسكو عام 1989
- فيلم - بالتيمور- حكاية روز دوغديل ، البورجوازية ا التي تحولت ...
- - حياة الماعز- فيلم يكشف الوجه الآخر للعبودية المتمثل في نظا ...
- الفيلم الأسباني -كل أسماء الله - استكشافًا مواضيع عميقة مثل ...
- سيرة ذاتية لمبتكرة التجريديةا في الفيلم السويدي -هيلما-
- فيلم - ما وراء الجدار-..يروي كابوس الدولة البوليسية الإيراني ...
- الفيلم الوثائقي السويدي - بليكس ليس قنابل - يستعيد حقيقة ما ...
- الدراما الإنسانية عن الاشخاص المصابين بطيف التوحد في الفيلم ...
- فيلم -المحاكمة- تحفة المخرج أورسون ويلز المنسية
- فيلم -عندما بكى نيتشه - تقييم أدبي لتاريخ الفلسفة وممارسة ال ...
- فيلم - أينشتاين والقنبلة - يتعمق في حياة العالم ألبرت أينشتا ...
- فيلم -الهارب العظيم - يحمل رسالة في مناهضة للحروب
- فيلم -عدّاء الطائرة الورقية- قصة التمييز العرقي ، والغزو الأ ...
- فيلم -عدّاء الطائرة الورقية- قصة التمييز العرقي ، والغزو الأ ...
- الرقابة على حرية التعبير في الأنظمة القمعية يكشفها الفيلم ال ...


المزيد.....




- كوميدي أوروبي يشرح أسباب خوفه من رفع العلم الفلسطيني فوق منز ...
- رحيل شوقي أبي شقرا.. أحد الرواد المؤسسين لقصيدة النثر العربي ...
- الرئيس بزشكيان: الصلات الثقافية عريقة جدا بين ايران وتركمنست ...
- من بوريس جونسون إلى كيت موس .. أهلا بالتنوع الأدبي!
- مديرة -برليناله- تريد جذب جمهور أصغر سنا لمهرجان السينما
- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...
- رأي.. سلمان الأنصاري يكتب لـCNN: لبنان أمام مفترق طرق تاريخي ...
- الهند تحيي الذكرى الـ150 لميلاد المفكر والفنان التشكيلي الرو ...
- جائزة نوبل في الأدب تذهب إلى الروائية هان كانغ
- فوز الكورية الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للآداب


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الطقوس الدينية والردات الحسينية في الحان الراحل كوكب حمزة