أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - اسرائيل في الاستراتيجية الامريكية: من قيادة تحالف امني اقليمي الى مهيمن اقليمي














المزيد.....

اسرائيل في الاستراتيجية الامريكية: من قيادة تحالف امني اقليمي الى مهيمن اقليمي


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8125 - 2024 / 10 / 9 - 18:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثرت في الاونة الاخيرة الاحاديث والتحليلات التي في سياقها يحاول اصحابها فهم مصير ومآلات حرب اسرائيل على غزة وكل فلسطين ولبنان وعموم المنطقة، التي تقول بأن الاسرائيلي قد تغير وان نتنياهو قد انتقل بمعادلة مؤسيسي اسرائيل من تغليب الثمن على الهدف قبل الاقدام على اي عمل مرورا بمعادلة شارون التي ساوت بين طرفي المعادلة الى تغليب الهدف على الثمن اليوم حيث تغيب عن حسابات نتنياهو الخسائر والاثمان التي يمكن دفعها مقابل الاهداف التي ينوي تحقيقها.
وهنا لابد من التوقف امام حقيقتين اولاهما ان اسرائيل وبعد هزيمة عام 1967 بدأت انحيازا تدريجيا نحو اليمين توقفت سرعته وعمقه على مستويات التراجع العربي والقبول بالواقع امرا محتما لا فرار منه، مما عزز صحة افتراضات العقائد التلمودية نحو الاخر ووسائل التعامل معه ووسع من نطاق انتشارها وتزايد اعداد اتباعها ختى وصلت الى ما نشاهده اليوم من صناعتها لمجتمع يميني متطرف يقف بقوة وراء نتنياهو للاستمرار في هذه الحرب الوحشية.
والحقيقة الثاتية هي ان التوافق في الاتجاه بين صانع القرار وميولات الرأي العام يضفي على قرارات السياسي مستوى اعلى من الشرعية، غير انه لا يغير من اتجاهاتها، بالمعنى الذي تذهب اليه بعض الدراسات العلمية خاصة في عصر انتشار تكنولوجيات وسائل الاتصال الحديثة وتراجع قدرة الدولة على احتكار المعلومة والتحكم في مسارات تلقيها والاهم احتكار تفسيرها، والتي تفترض خاطئة او يغيب عنها ان صابع القرار يمتلك نفس الوسائل وان له جيش من الاتباع الذي يروجون لوجهة نظره، يضاف الى ذلك ان هناك عدة حروب وازمات سار خلالها صانع القرار باتجاهات تتناقض وميولات الرأي العام.
وحتى لا نبتعد كثيرا نعود للاشارة الى ان هذا التدحرج اكثر نحو النزوع اليمني للمجتمع الاسرائيلي هو نتاج طبيعي لنتائج صحة افتراضاته التي تقوم على مبدأ ان التصعيد في استخدام القوة يولد مزيدا من تراجع الاخر، وان هذا الاخر في طبيعة تراجعاته وكيفياتها يعزز صورته في مخيال اتباع التعاليم التلمودية ويمنحهم قوة اضافية للاستمرار في الضغط اكثر فاكثر، ولو كان قد حدث العكس لانقلبت الصورة وعاد الاسرائيلي الى طبيعته الاولى، وهذا ما يخيف نتنياهو ويدفعه للذهاب الى بعض الاعمال من تلك التي تعزز صورة اليهودي التلمودي الذي لا يقهر والاخر المهزوم مثل الاغتيالات الفردية لشخصيات وازنة مثل الامين العام لحزب الله ومختلف قيادات الصف الاول في الحزب.
من هنا لا بد من التأكيد والموافقة على اننا ازاء مجتمع اسرائيلي يميني ينزاح بصورة واضحة نحو اشكال جديدة من العنصرية والفاشية، غير ان كل ذلك لا يفسر وحده اصرار نتنياهو على الاستمرار بهذه الحرب والسعي لتوسيع نطاقها بغطاء من الدعم العسكري الامريكي اللامحدود والخداع الدبلوماسي المكشوف لمنح دول النظام العربي للمزيد من استمرار امكانيات الصمت بحجة تفغيل الجهود الدبلوماسية لاحتواء مخاطر نشوب حرب اقلينية واسعة النطاق، وهو في الحقيقة لمنح الولايات المتحدة واسرائيل الوقت الكافي لاستكمال تنفيذ استراتجية تفويض اسرائيل لادارة شؤون الاقليم والتي لا يستقيم امرها بالوضع الجيوسياسي الراهن والذي لوح نتنياهو الى ضرورة تغيره جذريا مع كل ما يستتبعه ذلك من ضرورات تغيير جغرافية المنطقة السياسية وحدود دولها القائمة حاليا.
والحقيقة ان بوادر استراتيحية من هذا القبيل كانت قد بدأت مع الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الذي ينتظر نتنياهو عودته للبيت الابيض لاستكمال ذلك حيث كانت قد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية مطلع عام 2021، نقل إسرائيل من مسؤولية القيادة الأوروبية إلى منطقة القيادة المركزية التي يمتد نطاق مسؤوليتها الى كل أنحاء الشرق الأوسط ووسط آسيا، بما يشمل الخليج والعراق وسوريا فضلا عن أفغانستان وباكستان، والتي فسرت في حينها على انها تأتي في اعقاب انخفاض التوتر بين إسرائيل وجيرانها العرب نتيجة اتفاقيات ابراهيم"، وانها فرصة لتنسيق الجهود ضد التهديدات المشتركة في الشرق الأوسط في اشارة الى ايران.
وعلى الرغم من عودة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لدعوة ما سماها بالقوى السياسية في الشرق الأوسط إلى الوقوف صفا واحدا ضد إيران وتشكيل تحالف مثل "الناتو" لمواجهة من وصفهم بالمتطرفين قائلا إن التهديد الحقيقي لأمن الشرق الأوسط ينبع من إيران، الا ان ذلك لا يعدو ان يكون ذرا للرماد في العيون وان هدف اسرائيل الحقيقي - في ظل هذا التناغم غير المسبوق بينها وبين واشنطن لدورها الاقليمي الذي يزيده قوة اكبر هذا الصمت العربي المريب - صار الهيمنة المطلقة على المنطقة وان ذلك لن يستقيم لها مع استمرار وجود الجغرافيا السياسية القائمة حاليا وان الخطوة التالية ستكون تغيير هذه الخارطة الذي اشار له نتنياهو اكثر من مرة.
يبقى ان نقول ان اسرائيل التي تجد في الرؤية الامريكية الجديدة لدورها ما يستحيب وخيالات يمينها الديني المتطرف في اقامة اسرائيل الكبرى ورفضت كل عروض السلام الفلسطينية والتنازلات المرة التي اقدمت عليها القيادة الفلسطينية ورفضت اي شكل من اشكال مشاركة الوجود مع الفلسطينيين لن تقبل هذه المشاركة لا مع المصريين ولا الاردنيين ولا السعوديين ولا غيرهم من اصناف العرب الذين ان طال صمتهم فان عليهم الاستعداد لسيد خبره الفلسطينيون طويلا وذاقوا الامرين منه وما زالوا.


هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ما زالت امام ايران فرصة ؟؟؟
- دول الاعتدال العربي ووهم الاهمية: التوقيع على فصل الجبهة الش ...
- الصاروخ اليمني واعادة طرح الاسئلة
- الرد الايراني بعد البيان الامريكي القطري المصري
- الرد الايراني لن يكترث بمتلازمة الحرب الاقليمية
- هل سيستغل نتنياهو صاروخ مجدل شمس ؟
- هل سينهي تفعيل المجابهة في المتوسط الحرب على غزة؟
- انهيار ثقافة التعالي الصهيوني وراء العنف الوحشي على غزة
- هل يطيح اليمين الاسرائيلي بالدولة؟؟
- بعد موافقة حماس هل سترغم واشنطن اسرائيل على وقف الحرب؟؟
- اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتي ...
- الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية
- وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين
- ما لا يمكن لواشنطن استدراكه بعد قرار وقف إطلاق النار
- هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟
- لتجاوز الحرد السياسي إلى المراجعة العميقة
- كامالا هاريس تخاطب نتنياهو كما لو كان جونغ اون!!!
- تساوي الفرص
- جراحات امريكية تجميلية لترحيل الازمة
- ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟


المزيد.....




- بسبب -انتهاك- في لبنان.. إيطاليا تستدعي السفير الإسرائيلي وم ...
- مصر لإسرائيل.. لا لتجاوز خطوطنا الحمراء
- تدمير تمثال قاسم سليماني في مارون الراس اللبنانية
- المستشار الألماني شولتس: قدمنا وسنقدم أسلحة لإسرائيل
- غرف الطوارئ في السودان وطريق الترشيح لجائزة نوبل للسلام
- شوارع مدينة فرنسية مغمورة بمياه فيضانات اجتاحت شمال شرق البل ...
- مشاهد توثق استهداف آليات إسرائيلية في طولكرم (فيديو)
- ماتفيينكو: -قمم السلام- الأوكرانية المزعومة لا تهدف إلى إنها ...
- السيسي يتحدث عن تحركات ومخططات لزعزعة وتفكيك دول القرن الإفر ...
- محلل عسكري إسرائيلي: قبل أن نقفز بتهور للمعركة ضد إيران يجب ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - اسرائيل في الاستراتيجية الامريكية: من قيادة تحالف امني اقليمي الى مهيمن اقليمي