أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوخنا أوديشو دبرزانا - كنت سيد انا كنت سيد عقلي هذا ما كان يقوله فيودورس















المزيد.....

كنت سيد انا كنت سيد عقلي هذا ما كان يقوله فيودورس


يوخنا أوديشو دبرزانا

الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


أنا كنت سيد عقلي
هذا ما يقوله فيودورس
لماذا تأخرت كنا بانتظارك ؟ كان السؤال من دنخا الراقد في هذا المثوى على رجاء القيامة . لم ينتظر الجواب بل اضاف قائلاً حقاً كنت أكثر عقلانية من جميعنا، لا تجبني إني أعرف السبب . أنا شخصياً تلك القنينة الملعونة من عرق ( البطه الزرقاء ) وذلك التبغ الرديء ( البيدر ) أرسلاني سريعاً إلى هذه الظلمة . نعم كان ذلك الدخان الارخص مناسب جداً لحالتي المزرية على كل حال كان أفضل من تلك الأعقاب الملقية على الطريق على الاقل لا تجعلني اشعر بدونيتي بتدخين فضلات الآخرين . لست أدري إن كنت قد حدثتكم يوما ًعن علبة من ذلك الدخان الرخيص بعد أن فتحتها لترطيبها ويا ريتني لم أفتحها لقد كانت محتوية على خشبة منحوتة على شكل مسمار وشعر ربما من لحية أو من رأس أو من شعر عانة وقليل من التبغ في قلب كتلة الشعر ذاك . طبعاً ضحكت كثيراً وبكيت على حالي . اخذت افكر في تفسير هذا اللغز وما غاية ومغزى رسالة فاعلها ؟ أجاب فيودورس لا هذه اول مرة اسمعها . أضاف دنخا أنت يا فيودورس كنت ميسور الحال ، مشروبك الدائم كان النبيذ من نتاج حقلك و صنع يديك ودخانك من الانواع الجيدة . وأنا واثق لو أن الدولة سمحت بزراعة التبغ في الجزيرة لكان تبغك من نتاج ارضك لست ادري لماذا تم حصره في منطقة معينة من سوريا . نعم كنا نضحك منك حينما كنت تقول لنا في غمرة سكرتنا أنك ستعمل جاهداً لإيفاد أبنك (اوجين ) إلى الدول الأوروبية ليتابع دراسته ويعود إلى الوطن و يستخرج البترول من الأحجار ماذا عنه وتحصيله العلمي ؟ هيا اخبرنا عن الضيعة وحال الوطن اننا نسمع أصوات انفجارات وأزيز رصاص قريب خلنا أننا ارتحنا وريحنا لكن حتى هنا لا يدعوننا نرتاح أولئك الساسة الشياطين . حقاً أ نهم أوغاد . .قديماً حينما كنا أحياء كنا نخاف موتانا أن تنبش الضباع قبورهم ومن حسن حظنا أنها منقرضة في منطقتنا . لست أدري هذه الأيام مما يخاف أبناؤنا وأحبتنا الأحياء . غزانا يوماً جراد أكل الأخضر واليابس كان ذلك في الخمسينيات أما اليوم يقولون أن جراداً بشرياً من مختلف الألوان يغزو وطن الكرمة والزيتون والسنابل ماذا عن الله والقديسين والأئمة ؟ أصحيح أنهم لم يعودوا يستجيبون لنداء متوسلي الاغاثة ؟
على الطرف الآخر كان المرحوم (شابو) يسترق السمع مستأنساً بالحديث ناطراً أجوبة فيودورس وتدخل مرحباً به وقال نعم كنت الأعقل فينا نحن شلة السكارى لقد تحايلت على بولس الرسول الذي شملنا بين المرفوضين من دخول الجنة بقيامك بأعمال جليلة إن قيامك بغسل موتى القرية و حفر قبورهم وأنت سكراناً والمرح لم يفارقك ابداً بتعليقاتك اللطيفة المحببة حقاً كنت خفيف الدم تلك الأعمال تشفع لك أنا متأكد أنك من أهل الجنة على كل نحن لنا سنين وما زلنا بانتظار دورنا بالمحاكمة الإلهية نأمل أن تطول إقامتنا قبل إحالتنا إلى حيث النار وصرير الأسنان . لكن لا بأس إن الملائكة الآن مشغولون هذه الأيام فالحروب والكوارث والجرائم في كل بقاع الأرض هنا حظنا الحسن حبذا لو يطول هذا الانتظار هنا فترة راحتنا ، أنا متأكد إني و دنخا مصيرنا إلى تلك النار الازلية هذا ما قاله لنا أحد الشمامسة الراقدين في هذه المقبرة إذا تذكر الديان ما ورد في سفر الجامعة من العهد القديم للكتاب المقدس . رد دنخا لا يهمك يا صديقي سنقول أن الرب جل جلاله قال في السفر ذاته : ( أيها الشاب أفرح في صباك وليسعد قلبك في أيام شبابك وسر في طرق قلبك وبحسب رؤية عينيك) .أضاف دنخا أنا سأقول له إني نلت نصيبي من العذاب الكفاية عندما كنت فوق التراب منذ طفولتي منذ فقدت والديَ طفولتي عشتها متسكعاً على أبواب الناس . أتعرف كم كانت تؤلمني كلمات تأسي الناس على حالي ؟ على كل حال سأطلب من الديان مقابلة السيد المسيح وأحدثه عما عانيته لنيل شفاعته أكيد سيسامحني على عشقي كما سامح الزانية . ضحك (شابو) بأعلى صوته أنسيت يوم كنا سويا مع مراهقتين في غابة الحور ألم تقل لك معشوقتك أنها صغيرة ؟ رد مدافعاً لم تكن كذلك كانت في الخامسة عشرة لكنها كانت خائفة بعض الشيء وأنا كنت لطيفاً معها أما زواجها من غيري عشته جرح رصاصة غير نافذة من جسدي . أؤكد لك أن ذلك الجرح سيشفع لي . ظل فيودور صامتاً مستأنساً بحديث سكارى أيام زمان . من مكان من المقبرة جاء صوت مقاطعاً (شابو) إنه ( كنو) الذي شارك أحيانا فيودورس في غسل الموتى وحفر القبور مذكرا إياه بقصة حفرهم قبر( كورية) قائلاً تصوروا لم يكتف فيودورس الحفر حسب طول قامة وعرض أكتاف ( كورية ) الذي كان يقارب المترين بل وسع القبر بالطول والعرض وعلى الفور بفطنته المعهودة وروحه المرحة بدد استغراب المشيعين مبرراً ذلك قائلاً أن المرحوم ليلة البارحة خاصم أخاه على قطعة أرض لا تتجاوز الدونمين وكما تعلمون أن عمهما أورثها لهذا المسكين الذي يذرف الدموع على فراق شقيقه و أنهال عليه ضرباً على مرأى زوجته وابنائه لم يكن يدر أن الملاك جبرائيل كان بانتظاره . لذا مُنِحت له هذه المساحة تعويضاً عن ذلك العقار أعتقد أن من شارك في تلك الجنازة يذكر ذلك وعلى ما يبدو أن نزلاء المقبرة جميعا كانوا يستمعون مستمتعين سماع هذه الاحاديث وامتزجت ضحكات النسوة الراقدات بضحكات الرجال .
أجاب فيودورٍس أخي دنخا اشكرك لاستفسارك عن تأخري واشتياقك ، بصراحة كنت اود أحياناً أن التحق بكم باكراً لم تعد الايام مغرية بالبقاء هناك بل كل يوم كان يمر أثقل مما سبقه ، نعم هناك قلاقل ووفيات وحروب ومآسي وجرائم وأفعال شنيعة تقشعر لها الابدان . حروب أهلية ومذابح . رؤوس تقطع باسم الله والدين وتُسَور بها الحدائق والساحات وآخرين يأكلون قلوب واكباد قتلاهم وقائد آخر محاط برجالات الله من أئمة وعلماء دين وقساوسة كذبة لا يكتفي بالقتل الأرضي بل يردفه بقتل معبأ في براميل من البارود والمسامير هابطة من السماء تخترق أجساد الأبرياء . تصوروا في إحدى القرى في يوم خميس الفصح تجسد فصح المسيح حينما انفجر برميل هابط من السماء على فرن إحدى القرى فمزج الخبز الساخن بدماء الأطفال والنساء ورجال أبرياء ومن الموصل خليفة للمسلمين جاء حاملاً لاتباعه غنائم وسبايا بعد أن غزا ديار الايزيديين والسريان الاشوريين ومن لم يبايعه من المسلمين . إن أتباعه يقتلون باسم الله وبالنيابة عنه عز وجل وهناك فئة أخرى باسمه تعالى مشكلةً احزاباً والابرياء من شناعة أفعالهم بالله يستنجدون والله عنهم غافل ولسماع اناتهم غير آبه . أيها الاخوة أن بعض من بني البشر أحوج ما يكونون لإعادة انسنتهم من جديد . إن الذي أخر مجيئي إليكم رغم كل المآسي التي حدثتكم عنها و شدني للبقاء هو تلك الشمس وذلك النور و قمر أيلول بضوئه اللامع أنا كنت دائماً أكره العتمه وظلمة الطبيعة وظلمة ما وراءها . إن جمال الطبيعة من سهل وجبل وبحر وحتى اشواك و كثبان رمال الصحراء شدتني للبقاء . ألم تشتاقوا لتغريدات البلابل وزعيق عصافير الدوري وخصامها ؟ شدني البقاء لتأمل عودة السنونو في بداية كل ربيع شدني للبقاء أولئك الناس الطيبين ذوي العقول النيرة نعم يا اصحابي رغم كل ما ورد فلم تخل بعد من أمثال أولئك . أما استفساركم عن ابني (اوجين ) حقاً بين الصحوة والسكر كنت أعنيها نعم كنت سكير مثلكم لكنني لم ابخل عن عائلتي ربما كان ابنائي يخجلون احياناً من سلوكياتي لكنهم كانوا فخورين بي بما كنت أقدمه للعائلة في سكرتي و صحوتي كنت اصادقهم . أما عن البترول والصخور كنت اقولها بعفوية ومجازية حينها لم نكن قد سمعنا بالبترول الصخري ولا الرملي كنا نعرف ان البترول يستخرج من باطن الأرض أما اليوم ما كان يضحككم مني يوماً أصبح الآن حقيقة ، إنهم يحصلون على البترول من سطح الأرض أيضاً . نعم ابنائي وبناتي انهوا دراساتهم والكل غادر بعد أن غزا الجراد الديار. قبل مجيئي لأنام بينكم حدثني حفيدي ابن (اوجين ) وبلغني تحقيقه أمنيتي بمتابعة دراسته الجامعية لاستخراج البترول الصخري واعداً بالعودة إلى الوطن . نعم عشت حياتي لم اكن فيلسوفا ولكن عملت بما أفادنا به الفلاسفة لا كما أراد منا مار بولس كما جاء في بعض من رسالته إلى أهل كولوسي حيث يقول ( أنظروا ألا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة…) سؤالي لماذا لم يعتبر الفلسفة أيضاً نعمة من النعم الإلهية كغيرها من النعم ؟ أكان ضد العقل تلك النعمة التي ميزنا بها الخالق عن باقي مخلوقاته ؟ حبذا لو كان أكثر إيضاحاً . تدخل أحد الشمامسة الراقدين لم يتعرف على صوته قائلاً له لا تنسى أنك ايضاً هنا للمحاكمة ألا يكفيك ما كنت عليه فوق التراب ؟ تب يا رجل كيف تجرأ على محاولة النيل من القديس الذي كنت اتلو رسائله وتعاليمه وتفسيراته في كل قداس في كنيستنا وتتلى في جميع الكنائس . رد فيودورس أنا ايضاً أقدر لمار بولس توبته وتضحياته ومساهمته في نشر المسيحية رسالته الأولى لأهل كورنثوس عن المحبة جوهر المسيحية الحقة التي لخصها في المحبة . أعتقد أن من حق أي فرد الاجتهاد باستغلال هذه النعمة التي وهبها لنا الباري عز وجل في طلب المعرفة كما اجتهد هو . اليس هو من وضع أسس الكهنوت وتدرج المقامات ؟ حبذا يرى من عليائه كيف أضحت اليوم المسيحية متناحرة بفعلهم من يوم بدأوا بعقد مجامعهم حيث استحضروا السياسة والاباطرة و فلاسفة اليونان وبدأت التحريمات والتكفير قبل أن يبدأ التكفير الإسلاموي لنا بعقود.
ساد الصمت في المقبرة لقد صم دوي الانفجارات وأزيز الرصاص آذان الموتى وأخذ الموتى بالنحيب على احبتهم الصامدين في القرية إن مقبرة قريتي ((سرسبيدون وبني رومتا بالعربية أم رفا وتل طويل )) على خط التماس بين فصيلين متقاتلين وأهالي القريتين لا ناقة ولا جمل بين المتصارعين من اخوة في الوطنية من عرب وأكراد يعملون باجندات اجنبية . صاح بالموتى (فيودورس) مذكراً بقول شاعرٍ ناموا فما فاز غير النيم …… دعونا ننام !!



#يوخنا_أوديشو_دبرزانا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سالم عابر حائر !
- نواطير الكلاب
- وكانا يسرقان الحمير
- من ماراثون الدراجات الى ماراثون الاعلام وعلامة النصر المنكسة ...
- حنانيا المتخاذل
- ممن الأعتذار ؟ من المشانق أم من أردوغان ؟


المزيد.....




- المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية
- بفعاليات ثقافية متنوعة.. مهرجان -كتارا- للرواية العربية ينطل ...
- حديقة مستوحاة من لوحة -ليلة النجوم- لفان غوخ في البوسنة
- عودة الأفلام الرومانسية إلى السينما المصرية بـ6 أعمال دفعة و ...
- عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا ...
- كيف شق أمريكي طريقه لتعليم اللغة الإنجليزية لسكان جزيرة في إ ...
- الحلقة 2 الموسم 6.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 كترجمة على ...
- مهرجان نوفا للموسيقى: قصص لم تُروَ من قبل ناجين من هجوم حماس ...
- لأول مرة.. الكشف عن مخطوطات قديمة من مكتبة خان القرم
- روسيا.. تدريب روبوت على الرسم بأسلوب الفنان التشكيلي


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوخنا أوديشو دبرزانا - كنت سيد انا كنت سيد عقلي هذا ما كان يقوله فيودورس