أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - احلام في حقيبة مسافر(قصة سريالية)















المزيد.....

احلام في حقيبة مسافر(قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


استيقظتُ لأجد نفسي في غرفة ضيقة، جدرانها مغطاة بألوان لامعة وأشكال هندسية غريبة، كانت الغرفة تشبه علبة سفر، لم أستطع ان اتذكر كيف وصلت إليها، كل شيء كان سرياليًا، كأنني في حلم لا ينتهي بدأت أستكشف محيطي، كانت هناك نافذة، لكن بدلاً من الزجاج، كان هناك ضباب يتراقص بألوان رمادية، عند اقترابي منها، شعرت وكأنني أُسحب في داخلها، فتحت النافذة، خرجت منها رياح تحمل أصواتًا شجية وألحانًا غامضة كان خروجي إلى حديقة عجيبة، حيث الأشجار تتحدث مع بعضها بلغة غريبة، أوراقها تتلألأ كأنها مصنوعة من الذهب، رأيت طيورًا ملونة تتراقص في السماء، لكنها لم تكن طيورًا عادية، بل كانت مخلوقات تحمل رسائل من عالم آخر مشيت في الحديقة حتى وصلت إلى بحيرة زمرديه، عندما نظرت إلى سطح الماء، رأيت صورتي أرتدي ملابس من عصور مختلفة، فستان من العصور الوسطى، بدلة فضائية، ثم زي شيخ قبيلة بدائية، كل صورة كانت تمثل جزءًا من أحلامي ،فجأة شعرت بوجود شخص بجانبي، كانت امرأة ترتدي ثوبًا فضفاضًا تبتسم لي، قالت :أنت هنا لتكتشف أحلامك، لكن عليك أن تختار: هل تريد العودة إلى واقعك، أم تود البقاء في هذا العالم السريالي؟ ترددت، كنت أريد العودة إلى واقعي، لكن فكرة البقاء في هذا العالم العجيب كانت مغرية، في النهاية، اخترت العودة، شعرت بأنني أحتاج إلى مشاركة هذا الحلم مع الآخرين، لأجعلهم يرون جمال السريالية في حياتهم، استيقظت في غرفتي، لكنني كنت أشعر بتغير، كل شيء حولي أصبح مليئًا بالألوان يبدو ان الحلم كان في علبة مسافر والحقيبة لا تزال معه، تحمل في داخلها ذكرياتي وأحلامي لا يمكنني العودة الى هذا العالم السريالي مرة أخرى؟ نعم. لا يمكنني العودة إلى ذلك العالم السريالي كلما رغبت في ذلك...! الأحلام السريالية لا تقتصر على النوم فقط، لكن يمكنني استحضار ذلك العالم ثانية...؟ حلمي السريالي في حقيبة مسافر كان يحمل الكثير من الرموز والمعاني، جعلني اضعها في علبة خيالي واودعها في حقيبة مسافر ربما كانت هناك لحظات سعيدة أو تجارب مميزة من طفولتي، تعكس البراءة والتفاؤل أحلامي وآمالي التي لم تتحقق، الرغبة في السفر مشاعر الفرح، الحزن، الخوف، والحنين، كلها قد تكون موجودة في ذلك الحلم، الغابات السحرية، البحيرات الهادئة، أو السماء الملونة، مغامرات لم اعشها بعد، الطيران على البساط السحري، السفر إلى كواكب جديدة، الغوص في أعماق المحيط كان المسافر في الحقيقة خيالي وذو طبيعة سريالية وحمل حلمي في حقيبته اليدوية هنا تتولد لديه صفات غير تقليدية، مثل القدرة على الانتقال بين العوالم أو التحدث بلغة الرموز، تجعله يجسد أحلامي وطموحاتي، يحمل عناصر غير منطقية ومفاجئة، ابعاد متعددة أو اشكال غريبة، يمكن أن يكون لديه مظهر غير عادي، ارتداء ملابس غريبة مثل ملابس عمال المطارات أو الظهور بشكل غير متوقع، يعكس جزءا من اللاوعي وأفكارا غير تقليدية، حقيبته كانت تحمل احلامي وذكرياتي، تحتوي الحقيبة على أشياء غير عادية، مثل لوحات ماكياج، ألوان من الأحلام الحمراء، أصوات من الماضي، وضع حلمي في حقيبة مسافر سريالي بدلاً من حقيبة مسافر عادي لم يكن من اختياري يمكن يكون له دلالات عميقة لكن لدي خوف من أن لا يفهم الآخرون أو يقدّروا جنون أحلامي السريالية، وضع حلمي في حقيبة سريالية يرمز إلى رغبتي في حماية تلك الأفكار الفريدة ،احينا اشعر بالارتباط العميق بالسريالية كوسيلة للتعبير عن نفسي، هذه الثقة تعكس إيماني بقيمة الأحلام الغريبة والمجردة، تجاربي السابقة مع الأحلام أكدت لي أن السريالية تعكس جوانب حقيقية من نفسي، الأمر يبدو منطقيًا بالنسبة لي ان اضع حلم في حقيبة مسافر سريالي ،السريالية غالبًا ما تحفز التفكير العميق، ربما كان وضع الحلم في حقيبة سريالية يشير إلى رغبتي في استكشاف معاني أعمق أو رموز غير تقليدية، ، هذا يجعلني اشعر بأن حلمي يستحق ان يحفظ في هذه الحقيبة الخاصة تتغير الحقيبة لدى المسافر السريالي بشكل متواصل، متأثرة بأحلامي التي يأخذها من أصدقائي ، وكل تجربة تضيف بعدًا جديدًا إلى محتوياتها مع كل حلم يُضاف، تتبدل ألوان الحقيبة، تصبح أكثر إشراقًا أو عمقًا، كأنها تعكس مشاعر الأحلام، الفرح، الحزن، أو حتى الغموض كل حلم يحمل رموزًا خاصة به، تضيف الأحلام من أصدقائي أشياء غير تقليدية، مثل مفاتيح سحرية، أو خرائط لمناطق غير مكتشفة، مع كل حلم يُضاف، تتداخل أصداء جديدة، تصبح الحقيبة مكانًا مليئًا بالألحان والأصوات، كأنها تعزف سيمفونية من التجارب المشتركة كل حلم يترك أثره، فتتكون روائح جديدة، مثل زهور تتفتح في الربيع أو أمواجا متلاطمة، كما أن الملمس يتغير ليصبح أكثر تنوعًا، كأن يضيف نعومة الريش أو خشونة الحجر الحقيبة نفسها قد تتغير شكلها، فتظهر كطائر يحلق، أو كعالم مصغر يحمل عناصر من كل الأحلام، تعكس هذه التغيرات رحلات المسافر وتجارب أصدقائي مع كل حلم يُضاف، يتلقى المسافر الإلهام من أصدقائي، يجعله يكتشف جوانب جديدة من نفسه، تتجلى الحقيبة كأداة سحرية، تحمل ذكريات وأحلام، وتصبح مرآة تعكس ليس فقط روح المسافر، بل أيضًا روح اصدقائي الذين يساهمون في تشكيل رحلته السريالية في لحظة من الوعي المضيء، اجد نفسي عالقًا في مشهدٍ غامض، الألوان تتراقص حولي، والأصوات تتلاشى كأنها أصداء بعيدة بدأ يتجمد الوقت، ارسم دائرة حول نفسي بخطوط من الضوء، اراقب كيف يتوقف كل شيء من حولي، يمكن أن يتجمد المسافر في مكانه، كتمثال من الشمع أيضا بصوت هادئ انادِي الأحلام التي تحملها الحقيبة، استخدم كلمات سحرية، أريد العودة، واجعلها تتردد في الفضاء، ترتفع الكلمات كفقاعات هوائية، محاطة بألوان زاهية، اتخيل الحقيبة تتجلى أمامي، تتلألأ كنجمة في السماء، ابدأ في سحب خيوط من الأحلام، وكل خيط يشد الحقيبة نحوي، كأني اسحبها من عالم آخر اقترب من المسافر السريالي، وابدأ في محاورته بلغة رمزية، استخدم الألوان والأشكال للتعبير عن رغبتي في استعادة حقيبة احلامي، اجعل السريالية تتحدث، تتداخل الكلمات والصور انتقل إلى بوابة سحرية قريبة، محاطة بالنجوم، افتحها بلمسة خفيفة، اسمح لنفسي بالمرور عبرها، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والحلم مع كل خطوة نحو البوابة، اشعر بالعودة إلى جسدي، استعيد الإحساس بالأرض تحت قدمي، احتفظ بحقيبتي في ذاكرتي كنز الأحلام عندما اعبر البوابة، ابدأ في الاستيقاظ ببطء، افتح عيني على عالمي، احتفظ بالألوان والصور التي رأيتها، الحقيبة ستبقى معي، تحمل تجاربي وأحلامي في عالم من الألوان السريالية المتداخلة، يبدو ان المسافر جزاء من لوحتي ، يتمايل برشاقة تحت تأثير نبيذ أحمر دافئ الدخان يتصاعد من سيجار كوبي، تلفه هالة من الغموض، اجد نفسي في مواجهة مع هذا الكائن الساحر الذي لا يريد أن يستيقظ من أحلامه السريالية اقترب منه بلطف، بينما تتناثر الألوان حولنا، ابدأ بالرقص في الضباب معه، كأننا نتشارك لحظات سريالية، اجعل الخطوات خفيفة، واراقب كيف يتمايل هو مع كل حركة اجلس بجانبه، وابدأ في مشاركته أحلامي، استخدم الرموز والكلمات السحرية لأجذب انتباهه، اقدّم له حلمًا غريبًا عن غابة تتحدث، و مدينة تطير في السماء، اجعله يستمع، ربما يشتاق لتجارب جديدة استخدم صورًا من الماضي، كأوراق الشجر المتساقطة أو ضوء القمر، لأعيد له شغف الاستكشاف استخدم الألعاب البصرية، والألوان المتلألئة، والأصوات الغامضة، اجعلها تجربة لا تُنسى، كأنها دعوة للخروج الى العالم السريالي اعرف أنه لن يكون متشبثًا بأحلامي، لكن أخبره عن جمال اليقظة، احدثه عن الفرص التي تنتظره في العالم الخارجي، وكيف يمكن للأحلام أن تتجسد في الواقع أخبره أن الحلم يمكن أن يستمر حتى في اليقظة، اذهب معه نحو بوابة جديدة، حيث يمكنه الاحتفاظ بجزء من عالمه السريالي بينما يختبر الواقع بشكل كامل اقدم له كوبًا من مشروب الحياة، مكونًا من عصير الأحلام والواقع، اجعله يشعر بأن الحياة يمكن أن تكون مغامرة سريالية، حتى دون الحاجة إلى النبيذ بهذه الطريقة تمكنت أن اساعده على استكشاف جمال اليقظة، بينما ويحتفظ بجزء من حقيبة احلامي لتسحر أحلامه.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطبوط يكتب الشعر بأذرعه العشر (قصة سريالية)
- طفل يتحدث الى الغيوم (قصة سريالية)
- أحلام في فنجان قهوة الصباح (قصة سريالية)
- عندما يرقص الضوء تحت قمر مكسور(قصة سريالية)
- أفكار عائمة في محيط من الزجاج (قصة سريالية)
- عصفور يرتدي حذاءً من ذهب (قصة سريالية)
- خيال يأكل ظله ( قصة سريالية)
- هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)
- طائر لم يغادر القفص (قصة سريالية)
- نافذة على حافة اللامكان( قصة سريالية)
- دوامة الهاشتاغات (قصة سريالية)
- خنازير تتكلم بلغة البوم ( قصة سريالية)
- عطر نيتشة ( قصة سريالية)
- (زئير)نمر استطاع ان يصطاد ذيله ( قصة سريالية)
- شمس زعيمة الصعاليك (قصة سريالية)
- حصان افلاطون (قصة سريالية)
- الذكاء الساخر(قصة سريالية)
- الإنسان الفيروس( قصة سريالية)
- الاتجاه العلفي (قصة سريالية)
- كروش مبتسمة ( قصة سريالية)


المزيد.....




- المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية
- بفعاليات ثقافية متنوعة.. مهرجان -كتارا- للرواية العربية ينطل ...
- حديقة مستوحاة من لوحة -ليلة النجوم- لفان غوخ في البوسنة
- عودة الأفلام الرومانسية إلى السينما المصرية بـ6 أعمال دفعة و ...
- عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا ...
- كيف شق أمريكي طريقه لتعليم اللغة الإنجليزية لسكان جزيرة في إ ...
- الحلقة 2 الموسم 6.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 كترجمة على ...
- مهرجان نوفا للموسيقى: قصص لم تُروَ من قبل ناجين من هجوم حماس ...
- لأول مرة.. الكشف عن مخطوطات قديمة من مكتبة خان القرم
- روسيا.. تدريب روبوت على الرسم بأسلوب الفنان التشكيلي


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - احلام في حقيبة مسافر(قصة سريالية)