السالك مفتاح
الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 00:42
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
إن الحكم الذي صدر عن محكمة العدل الأوروبية يوم الجمعة، الرابع من أكتوبر 2024، يمثل منعطفًا حاسمًا. فهو لا يعزز فقط مكاسب الشعب الصحراوي في جبهاته الساخنة، بل يفتح أيضًا جبهات جديدة للتحرك الواسع، خاصة على الأصعدة الدبلوماسية والقضائية والسياسية.
هذا الحكم سيبقى “سيفًا مسلطًا” على كل من يحاول توريط نفسه في سرقة ونهب ثروات ومقدرات الشعب الصحراوي. إذ تؤكد محكمة العدل الأوروبية، من خلال هذه الخطوة، أنه لا يمكن المساس بموارد الصحراء الغربية دون إرادة شعبها، ممثلًا في جبهة البوليساريو كالممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي. وهذا يعني أن كل من يحاول نهب خيرات الشعب الصحراوي سيتعرض للمسائلة القانونية، وهو رسالة واضحة للسماسرة وتجار الحرب.
تجدر الإشارة إلى أن المحكمة أكدت مجددًا أن المغرب لا يتمتع بالسيادة على الصحراء الغربية، ولا بالتفويض في الإدارة. كما أن الإقليم المحتل لا يمكن إدراجه في أي اتفاقيات للتجارة أو غيرها دون استشارة أهلها، مما يكرس حكمها النهائي القاضي بأن المغرب والصحراء الغربية “إقليمان منفصلان ومتمايزان”.
أوضحت المحكمة أيضًا أن شعب الصحراء الغربية هو صاحب الحق الوحيد والسيادة في تقرير المصير، مما يسد الباب أمام أي مسعى للقفز فوق إرادة الصحراويين في الحرية والاستقلال. سيكون لهذا الحكم تأثير على المواقف والقرارات التي ستصدر عن مجلس الأمن الدولي وغيرها من الهيئات الدولية. كما يحمل رسالة فصيحة بأن المسؤولية كاملة لتصفية الاستعمار وإنفاذ القانون الدولي يجب أن تتحقق عبر استفتاء تقرير المصير.
حكم المحكمة الأوروبية يضع دول الاتحاد الأوروبي وهيآته أمام المحك، ويفضح تواطؤهم في موقف لا يُحسدون عليه. فهم يتجرعون الفشل الذي رمتهم فيه المفوضية أمام “قوة الحق” التي كانت تمثلها جبهة البوليساريو في ملحمة تاريخية غير متكافئة في العدة والعتاد.
هذا المكسب سيعزز من دعم القضية الصحراوية داخل البرلمان الأوروبي وخارجه، خاصة أن العديد من النواب نبهوا زملاءهم من تورط المغرب في حرب خاسرة كما حدث في “ماروك غيت”. الحكم ينسف أيضًا المزاعم الفرنسية والإسبانية بتأييد السيادة المغربية على الصحراء الغربية، ويعرّي أكاذيب ماكرون ونفاق سانشيز، ليظهرهما كما لو كانا في قصة “ملابس الإمبراطور العارية”.
أخيرًا، هذا الحكم يعزز مهمة السيد دي مستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الذي غادر مخيمات اللاجئين الصحراويين ومعه الحجج التاريخية والقانونية. إن هذا المكسب الثمين هو ثمرة ملحمة قانونية ومسار سياسي ودبلوماسي طويل، يحتفل به الشعب الصحراوي لشهدائه بمناسبة ذكرى الوحدة الوطنية التي تتفيأ ظلالها التاسعة بعد الأربعين في هذا الشهر الكريم.
#السالك_مفتاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟