أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -عَوْدَةٌ إِلَى اللَّيْلَةِ الْأٌولَى-














المزيد.....

إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -عَوْدَةٌ إِلَى اللَّيْلَةِ الْأٌولَى-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 12:41
المحور: الادب والفن
    


"عَوْدَةٌ إِلَى اللَّيْلَةِ الْأولَى..."

إنطباعات فاطمة شاوتي حول
نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم
"عَوْدَةٌ إِلَى اللَّيْلَةِ الْأُولَى"

النص حوار يختزن تاريخا بين كلمة تقول وكلمة لاتقول في صمتها وضجيجها، سوى حيرتنا في مسافات تختزلنا أرقاما في سجل المتلاشيات، لكننا ندخر زمنا لنثبت أننا هنا!
بين القول واللّاقول تكون الفراغات تنسخ ظلال التيه بذاكرة شرخها التيه في أخدود مؤكْسد برائحة الحكايات المثقوبة على جذع نخلة لا تزأر في وادٍ غير ذي زرع
توزعت بين قوافي الكلمات المتقاطعة، تحفر في وعي التواصل التالفة بين عنب الشام وكرز اليمن، بين تكايا الصّابئة وزوايا الدراويش ليصمت الإنتظار حالما بنبيّ يعيد الأرض إلى مركزها والسماء إلى مجرّاتها، ويعقد صلح الحديبية..
يصعد مرقاة الصلاة باختلاف القِبْلات
تطرح أسئلتك المرمية في أرشيف السنجاب أو في جيب كنغر هارب من غابات أستراليا إلى جحيم شرق المتوسط، ويقول للجاثمين على عرش النحْل :
اقطفوا الشهد مرّاً من شوك القنافذ على مغارة البهتان
هو نص مثخن بالأوراق المتساقطة
و الأفواه المتثائبة...

النص
عَوْدَةٌ إِلَى اللَّيْلَةِ الْأُولَى

"وتقولُ لي، ما الذي أَغلقَ أُفْقَنَا وسرَّبَ وَقْتَنَا من ثُقوبِ يدَيْكْ؟
فَرَّ صَباحِيَ مِنْ يَدَيَّ، وكانَ زادِيَ نَسمَةً بِكْرًا على شُبَّاكِكَ الشّرقيِّ، وَوَجهِيَ طيْفَ رَبابَةٍ جَذْلى من صيفِنا الماضي، وقلبِيَ رَعْشَةَ نجمَةٍ خفراءَ في رمشَيْكْ.
فَمَا الَّذي سرقَ الشّارعَ من خطاكَ إليَّ، وعلّقَ حجَرَ الرَّصيفِ على الهَواءِ المُخاطيِّ، وبدّدَ عَنِّيَ ناظرَيْكْ؟

وتقولُ لي، ما الَّذي اختطفَ البَرْقَ من شِتاءاتِ عينَيْكْ؟
ما الَّذي كسَرَ صهيلَ نبضِكَ في وريدي، وبعثرَ حنَّاءَ أعراسِنا على دربِ صنعاءَ، فعبّأ صدرَكَ بالفَراغِ وأمامَكَ بالوَرَاءِ، وَمَحا وقعَ السَّنابِكِ في رَقْصِنَا البَدَوِيِّ، وفرّقَنَا في المَسافةِ بين ضلعَيْكْ؟

وأنا لا أقولُ شيئًا.
فالصّمتُ احتِشَادُ المَعاني على شَعْرِ عاصِفَةٍ. وَزَماني يجفُّ على لهَبِ الشِّعارِ؛ يَميني أضاعَتْ سبيلِيَ نحْوَ شِمالي، جُنوبِي شَمَالٌ. بوصَلتي تاهَتْ عن قُطبِها، وجِبالي سقطَتْ من جبيني وناحَتْ حماماتي في رمَادِ الأَيْكْ.

وتقولُ لي، أهديتُك لهفَتي ونبيذَ خدَّيَّ، وخرجْتُ إليْكَ سَرْوَةً لا نهائيّةً من ألفِ لَيْلةٍ، وجدَلْتُ حكايَتي من نَخْلِ بغدادَ، وفَمي من كَرَزِ البِقاعِ، وزرعْتُ أُغنيَتي على النِّيلِ، وحضنْتُكَ في الطَّريقِ إلى انتصارِكَ وانتصاري بين وادينا وربْوتَيْكْ.

فكيفَ فَرَرْتَ في كرِّكَ على خيْطِ عِطري، وأطفأتَ شمسَكَ في نهاري، وحبسْتَ عقلَكَ في عُلبةِ كوكا، وأقفلْتَ خلفِي عُقدةَ حاجبَيْكْ؟

وأنا لا أقولُ شيئًا.
فالصَّمْتُ مرآةُ الرَّزايا؛
طُيورٌ تسكنُ في أمِّ رأسي، وتقطِفُ عَيْنيَّ مِنّي. قبائلُنا تُدوِّرُ بعضَها في مصانِعِ الكرتونِ. قوَّادونَ يبيعونَ شُجَيْرات الغَارِ والصَّفصافِ الحزينِ إلى آلهة الشّبقِ المعلَّبِ في سوقِ النّخاسةِ، فوقَ مساحةِ اختلافِ التّأريخ عن التّأريخ. سرابٌ غزيرٌ يصبُّ في الخليجِ المشقَّقِ بالمَذاهِبِ. وشيخٌ يصرخُ من باطنِ الأرضِ:
"أَموتُ، مرَّةً أخرى، كُلَّما تشَظَّتْ مياهيَ العتيقةُ بين نَهْرَيْكْ".

وتقولُ لي، مسائِي تأكلُهُ المصابيحُ المُصابةُ بالبُهتانِ. فاذهَبْ بعيدًا، في رحلةِ الصَّعاليكِ، وابحَثْ في صَحاريَّ عنّي وعَنْ خُبزِ الفَقيرِ وعنْ صَوْتِ زنُّوبيا وعَنْ معصَمَيْكْ.
وتقولُ، حينَ تستَلُّ رموشَ جفنَيْكَ أسئلةً وشوْكًا، سيعودُ ظِلّيَ هَدبًا لعينَيْكْ.
وتقولُ، أَعودُ إلى حكايتي الأولى وأسيرُ في ألفِ حكايةٍ وحكايةٍ.
وسوف تلقاني ها هُنا، حين تخرجُ من صندوقِ صدرِكَ المختومِ بإِبهمَيْكْ.
وسوفَ يعودُ صباحي إليَّ، حينَما تقطِفُ رأْسَكَ من شَجَرِ الصَّخْرِ،
لتكتبَ فيه سُورَتَنا،
وتنقشَ صُورَتي،
وتحمِلَهُ
بين كفَّيْكْ."
‭‮



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِنْ ذَاكِرَةِ التَّدْرِيسِ /شهادة تلميذة /سِيرَةُ مُدَرِّسَ ...
- تناص إبداعي من خلال حوار بين شاعرتين زكية المرموق وفاطمة شاو ...
- تناص بين الشاعرة زكية المرموق والشاعرة فاطمة شاوتي من خلال ن ...
- حوار شعري بين الشاعرة المغربية فاطمة شاوتي والشاعرة التونسية ...
- رسالة بين المغرب وتونس من خلال حوار إبداعي بين بثينة هرماسي ...
- مِفْتَاحٌ مَفْقُودٌ...
- الطَّرِيقُ إِلَى الذَّّاتِ بَحْراً...
- جُمُوحُ امْرَأَةٍ...
- عَلَى قَيْدِ عِشْقٍ...أو إِسْتِيهَامَاتُ عَاشِقَةٍ...
- حِكَايَةُ عِشْقٍ جَدِيدٍ...
- جُرْحُ الصَّمْتِ...
- خُلْوَةُ الشَّوُقِ...
- عَلَى بَابِ الْغِوَايَةِ.تَدَاعِيَاتُ حُبٍّ فَلَسْطِينِيٍّ
- تناص فاطمة شاوتي مع نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -بَيْنَ مَ ...
- تنَاصّ حواري ل فاطمة شاوتي مع نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم حِكَايَةُ ...
- حوار تفاعلي بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ فريد غانم من خ ...
- إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -زَلْز ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -مَاأَنَا ...
- وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم - حَرْ ...


المزيد.....




- حرب الروايات.. هل خسرت إسرائيل رهانها ضد الصحفي الفلسطيني؟
- النسور تنتظر ساعة الصفر: دعوة للثوار السنوسيين في معركة الجب ...
- المسرح في موريتانيا.. إرهاصات بنكهة سياسية وبحث متواصل عن ال ...
- هكذا تعامل الفنان المصري حكيم مع -شائعة- القبض عليه في الإما ...
- -لا أشكل تهديدًا-.. شاهد الحوار بين مذيعة CNN والروبوت الفنا ...
- مسلسل حب بلا حدود الحلقة 40 مترجمة بجودة عالية HDقصة عشق
- “دلعي أطفالك طوال اليوم” اضبط الآن تردد قناة تنه ورنه 2024 ع ...
- -لوحة ترسم فرحة-.. فنانون أردنيون وعرب يقفون مع غزة برسوماته ...
- ويكيبيديا تحسم موقفها وتصف حرب إسرائيل على غزة بأنها -إبادة ...
- في المؤتمر الثالث للملكية الفكرية بالمغرب.. قلق بين شركات ال ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -عَوْدَةٌ إِلَى اللَّيْلَةِ الْأٌولَى-