أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - خامنئي بين خيارين مريرين لا مخرج منه














المزيد.....

خامنئي بين خيارين مريرين لا مخرج منه


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي نفسه في لحظة حرجة من تاريخ النظام الذي يقوده، حيث تتراكم عليه الأزمات من كل اتجاه: داخليًا وخارجيًا. النظام الآن في مواجهة ما يبدو أنه "نقطة اللاعودة"، فلا يستطيع التراجع ولا التقدم دون مواجهة ثورات وانتفاضات محتملة.
محاولة رفع المعنويات وسط انهيار داخلي:
في خطابه الأخير خلال صلاة الجمعة في طهران، حاول خامنئي رفع معنويات قواته المتهالكة في الداخل ووكلائه في الخارج، الذين يعانون من التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة. جاء خطابه في إطار استعراض للقوة العسكرية، حيث أطلق النظام ما يقرب من 200 صاروخ في رسالة ظاهرية مفادها أن إيران لا تزال تملك قدرات عسكرية قوية.
لكن الحقيقية أبعد من هذا العرض التظاهري؛ إذ يعلم الجميع أن كل قرار استراتيجي، بما في ذلك الهجمات العسكرية، يصدر من خامنئي مباشرة. لذلك، بعد الضربات الأخيرة التي تلقاها النظام داخليًا وخارجيًا، كان خامنئي بحاجة ماسة إلى تقديم رسالة تحفيزية لقواته وحلفائه.
استغلال القضية الفلسطينية ولبنان:
كعادته، استغل خامنئي القضية الفلسطينية والحرب في لبنان كذريعة لشرعنة سياساته العدوانية في المنطقة. حيث وصف الهجمات الأخيرة على غزة بأنها "خطوة صحيحة ومنطقية وقانونية". كما حاول ربط الدفاع عن لبنان وفلسطين بالدفاع عن إيران، مكررًا أن "العدو واحد"، سواء كان في إيران أو فلسطين أو لبنان أو اليمن.
هذا الخطاب يهدف بالأساس إلى استمالة الدول والشعوب الإسلامية، ولكن في العمق، يسعى خامنئي إلى تخفيف الضغط الداخلي من خلال تصوير صراعه الخارجي على أنه صراع من أجل الإسلام والشعوب الإسلامية. ومع ذلك، يبدو أن هذا الأسلوب فقد جاذبيته وتأثيره، خاصة بعدما أدت سياسات النظام إلى دمار شامل في غزة، وتشريد مئات الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين.
الفخ الذي أوقع خامنئي نفسه فيه:
رغم كل محاولات النظام لتبرير الحروب الإقليمية وتصويرها كضرورة للدفاع عن النظام، إلا أن الحقائق على الأرض تشير إلى عكس ذلك. فإن تورط النظام في الصراعات الخارجية، سواء في لبنان أو فلسطين، أدى إلى استنزاف موارده وقوته الاستراتيجية. بل إن استمرار هذه السياسات يؤدي إلى انهيار النظام من الداخل، حيث تتزايد الاحتجاجات الشعبية على السياسات الاقتصادية والاجتماعية القمعية.
خامنئي يعرف جيدًا أنه لم يعد بإمكانه العودة إلى الوراء؛ فكلما تراجع، ازدادت احتمالات قيام ثورة شعبية داخلية ضد نظامه. في الوقت نفسه، إذا استمر في التصعيد الخارجي، فسيزداد الضغط الدولي والداخلي، ما يضعه أمام خيارين كلاهما مرير: إما الاستمرار في إشعال الحروب الإقليمية مع ما يترتب عليها من تبعات مدمرة، أو التراجع وتقديم تنازلات كبرى، مما سيضعف النظام أكثر.
الاستبداد والقمع كحلول مؤقتة:
على الصعيد الداخلي، لجأ خامنئي إلى استخدام القوة القمعية لكبح جماح أي انتفاضة محتملة. فقد أطلق النظام في الأيام الأخيرة سلسلة من الإعدامات بهدف ترهيب الشعب وردع أي محاولات للتمرد. هذه السياسات القمعية تتزامن مع حملة تعبئة داخلية تهدف إلى إبراز قدرة النظام على حشد القوات والمؤيدين، لكن الواقع يظهر أن النظام عاجز عن استعادة السيطرة الحقيقية على الشارع.
وفي ظل هذا الوضع المأزوم، يجد خامنئي نفسه عالقًا في مستنقع صنعه بنفسه. وكلما حاول الهروب من هذا المستنقع، غرق فيه أكثر. السياسات القمعية وإشعال الحروب لم تعد تجدي نفعًا، بل زادت من تفاقم الوضع وأوصلت النظام إلى حافة الهاوية.
المسار المسدود: لا تراجع ولا تقدم:
لقد أصبح خامنئي عاجزًا عن التراجع عن سياساته، ولكن في نفس الوقت غير قادر على التقدم بسبب المقاومة الشعبية المتزايدة. الخوف الأكبر بالنسبة له هو اندلاع انتفاضة داخلية تهدد بقاء النظام. هذا ما دفعه إلى التركيز على الداخل أكثر من الخارج، رغم أنه يحاول تصوير الصراع الإقليمي على أنه الصراع الأهم.
وفي هذا السياق، لجأ خامنئي إلى سياسة "الردع بالحرب"، محاولاً إظهار أن النظام ما زال قويًا وقادرًا على الدفاع عن نفسه. لكنه في الواقع يدرك أن هذه السياسات ليست إلا مسكنات مؤقتة، حيث أن التحديات الحقيقية التي يواجهها النظام تأتي من الداخل.
النظام أمام مصيره الحتمي
من الواضح أن خامنئي يواجه خيارًا وحيدًا ومصيريًا: إما أن يستمر في سياساته الحالية، مما سيسرع من انهيار النظام، أو يضطر إلى تقديم تنازلات كبرى قد تؤدي إلى نهاية حكمه. لكن سواء اختار التراجع أو الاستمرار، فإن الطريق الذي يسير فيه يقود نحو النهاية الحتمية لنظام الملالي. الشعب الإيراني لم يعد مستعدًا لتحمل المزيد من القمع والحروب، والمقاومة الإيرانية تستعد لأي لحظة مناسبة للإطاحة بالنظام.
في ظل هذا الوضع، يبدو أن الأيام القادمة ستشهد تصاعدًا في الاحتجاجات الداخلية، وربما تكون هي الشرارة التي ستنطلق منها ثورة شعبية جديدة ضد النظام القمعي.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيرانيون يرفضون بزشکيان ويطالبون بإسقاط النظام
- انهيار النظام من الداخل والخارج
- إيران على أعتاب العاصفة: انتفاضة 2022 وتحوّل مسار المقاومة
- لماذا يزورمسعود بزشکيان العراق؟
- من الخبز إلى الثورة: كيف يقود الفقر إيران نحو التغيير؟
- هل يمكن لمشروع «خامنئي - پزشکیان» أن يعيق الانتفاضة؟
- حملة -لا للإعدامات الثلاثاء- تتحول إلى رمز للمقاومة في إيران
- الكهرباء في إيران: أزمة قد تشعل الانتفاضة
- ربيع إيراني قادم: تصاعد الاحتجاجات وتحديات النظام
- انقسامات تعمق أزمة نظام الملالي
- توافق وطني أم فرض قسري؟
- محافظ في عباءة الإصلاح
- وعود فاشلة: هل يؤدي الفشل إلى ثورة في إيران؟
- حكومة الوفاق الوطني: سبيل للنجاة أم سبب لانهيار النظام؟
- الملالي بين القمع والخوف... والنهاية تقترب
- النظام الإيراني يذبح شعبه ليثبت قوته الوهمية
- تعيينات الحكومة تُشعل صراعات داخل النظام الإيراني
- السرج المذهب لا يجعل الحمار حصانا
- فك رموز تصريحات خامنئي أثناء تعيين رئيس جديد للنظام الإيراني
- آخر مسمار في نعش الإصلاحات مع تحلیف پزشكيان


المزيد.....




- ماذا دار في أول اتصال بين وزير دفاع أمريكا مع نظيره الإسرائي ...
- ألمانيا تحتفل بالذكرى الـ 35 لسقوط جدار برلين بعرض فني في ال ...
- وفا: ترامب يجري اتصالا مع الرئيس عباس ويؤكد أنه سيعمل من أجل ...
- شاهد.. أكوام من السيارات المحطمة تعود إلى شوارع إسبانيا مع و ...
- مصر ترحب باعتماد مشروعها لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من ال ...
- -وول ستريت جورنال-: ماكرون استجدى ترامب للحصول على تنازلات ح ...
- زاخاروفا: زيلينسكي مستعد للتضحية بمواطني أوكرانيا من أجل الح ...
- تايوان تسعى إلى كسب ود إدارة ترامب القادمة
- بالفيديو.. ظهور شاهقة مائية في نابل التونسية.. ما هي وما تفس ...
- وزير الدفاع البولندي يعلق على خطط ترامب بشأن أوكرانيا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - خامنئي بين خيارين مريرين لا مخرج منه