أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - فشل الدين كمنظومة سياسية














المزيد.....

فشل الدين كمنظومة سياسية


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 22:54
المحور: كتابات ساخرة
    


واضح مما يحدث من انهيارات في دول وثقافات الشرق الأوسط واختفاء لغاته وضياع هوية انسانه منذ 1446، ومشكلة لا حل لها منذ 1948، أن دول الشرق الأوسط بحاجة إلى عقد اجتماعي عَلماني بين الحاكم والمحكوم، لأن الدين كعقد اجتماعي ومنظومة سياسية فشل، وسيفشل في إدارة صراعات وحياة شعوب هذه المنطقة.
خرّب الدين كعقد اجتماعي وسياسي بين الحاكم والمحكوم دول الشرق الأوسط، وأفسد حياة شعوبه، ومظاهر الورع الظاهرة حتى في برامج الطبخ (بسم الله الرحمن الرحيم.. نقدم لكم اليوم على بركة الله وصفة المسقوف بالدجاج) على "يوتيوب" تعريها أرقام الجرائم المتزايدة ومنها الاغتصاب الذي وصلت حوادثه إلى بعض الدعاة الفضائيين والغش والفساد المُقنن وسرقات المسؤولين وديون الدول، وهنا تعقيب بسيط على ما قاله المرشد الإيراني عن أهوال لبنان في الاسبوعين الأخيرين، لنرى هلوسات تحكم رجال الدين في السياسة.
صغار جداً
لم يشر المرشد الإيراني في كلمته بعد تصفية حسن نصر الله، الذي أُشير إليه في القرآن حسب ما قال الشيعة، وصاحب النصر الإلهي ضد إسرائيل، إلى مقتله، لأن الشهداء عند ربهم أحياء يرزقون، لكن على صعيد الدنيا الفانية التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، قال الفقير إلى الله (ثروته حوالي 200 مليار دولار) "أن على إسرائيل أن تعرف أنها لا تسطيع إلحاق ضرر كبير بالبناء القوي لحزب الله".
واضح أن الرجل مضللٌ أو لا يشاهد مشاهد الدمار في لبنان التي تبثها وكالات الأنباء أو هواة التصوير من الهاتف، ولا يسمع أن سكان تخوم بيروت يشعرون كأن زلازل متواصلة تضرب المكان، كما أن سكان الجبال يرون اللهب ليلا ونهارا.
المرشد كما يبدو يشاهد مسلسلات دينية تتحدث عن معركة الجمل، وكربلاء ومقتل الحسن والحسين وغيرها من أحداث مشرقة في تاريخ الاسلام، تثبت تمسك السلف الصالح والمبشرون بالجنة بالدين.
يتكلم المرشد كأنه يعيش في عصر بني قريظة أو بنو قينقاع فيقول من برجه في مدينة قم: "على المجرمين الصهاينة أن يعلموا أنهم صغار جدا".
لا ضرر جدياً
الرجل يتجاهل تماماً ما يستعمله هؤلاء الصغار من تقنية متطورة جداً تصل قنابلها إلى تدمير 40 متراً كمركز قيادي تحت بناية مكونة من 15 طابقاً، والتنصت عليه شخصياً ومعرفة تحركات صبيانه.
وبينما إسرائيل تقصف بدون هوادة مناطق حزب الله في لبنان، وتغتال قادته كأنها تصطاد ذباباً بتقنيات متنوعة عاليه قال المرشد " إسرائيل أضعف من أن تلحق ضررا جدياً ببنية حزب الله".
إذا كان ما حدث حتى اليوم ليس ضررا جديا أصاب بنية حزب الله، فهل يحث المرشد إسرائيل أن تقصف وتدمر حتى يقول الولي الفقيه: "نعم هذا ضرر.. لا بأس.. الله يعوض عليكم وهو أفضل المانحين".
تجاهل المرشد كل الخراب الذي فعلته المقاومة في الأردن ولبنان ومصر، وفي تسميم أفكار الناس، وحياتهم كأشباح في الأنفاق ودهاليز وكالات الاستخبارات كوشاة وقال "كل قوى المقاومة في المنطقة تقف إلى جانب حزب الله". ما هي وأين هي المقاومات الأخرى التي يعنيها الولي الفقيه؟
ثم ختم الفقير إلى الله كلمته التي تعتبر أفيوناً رخيصاً جدا لأوجاع الناس وخسائرهم وقال: "مصير هذه المنطقة ستقرره قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله".
سادة العالم
يريد الرجل إقناع الناس أن مصير هذه المنطقة بيد رجال الأنفاق، ولم يعد بيد سادة العالم أصحاب القوة والتقنية، الذين أتوا بآية الله الخوميني، وساعدوا المجاهدين ضد السوفيات، ولم تزل دول المنطقة والعالم تدفع ثمن هذه الحماقة الغربية.
لبنان الذي كان سويسرا الشرق، وأصبح بؤرة الإرهاب والنصابين والمزورين والقتلة المحترفين والبلطجية الإلهيين وأنفاق تخزين الأسلحة ومكان تفريغ الدجل الديني والعهر السياسي وعاصمة تجارة الكبتاغون في الشرق الأوسط، اعتبره المرشد الورع "لبنان سيجعل العدو الغازي الشرير والمنبوذ يندم على أفعاله".
مسؤولو لبنان
لبنان الذي تديره مافيات الدين وتجارة الكبتاغون ومهرجين السياسة، وجيشه أضعف من ميليشيا الله، سيجعل إسرائيل المنبوذة تندم على أفعالها.
يعتبر المرشد أن العصر لم يزل عصر السيف والجِمال والحمام الزاجل، وأن الناس في مكة لا يرون ما يحدث في دمشق، لكن نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي يؤكدون بالصور والفيديوهات أن لبنان يُحكم بأحذية عناصر حزب الله الذين يستعينون بالله العادل للترهيب والتضييق والسرقة والبلطجة على باقي الطوائف والاعتداء على أحيائهم ومناسباتهم، وحولوا موانيه ومطاره من أماكن لاستقبال وسفر الناس إلى مخازن أسلحة لله.
دروس غزة
وإذا اتجهنا إلى جنوب لبنان، سنجد إسرائيل دمرت غزة، لكن المرشد المُدلس الكاذب الذي يريد للمسلمين أن يكونوا مثله يرى "العصابة الإرهابية الحاكمة في النظام الصهيوني لم تتعلم درساً من حربها الإجرامية المستمرة منذ عام في غزة".
وكعادة المستفيدين من الاسلام سياسياً قال: "فرض على كل المسلمين أن يقفوا إلى جانب الشعب اللبناني وحزب الله الفخور بإمكانياتهم، وأن يساعدوا في مواجهة النظام الغاصب والظالم والخبثاء".
مفردات الدين لا تصلح لإدارة الحياة والمرافق والسياسة، بل هي منظومة كلامية للنفس والروح، تعين على الحكام الفاسدين والظروف الجسدية والنفسية الصعبة.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواقب تعامي الحكومات الغربية
- اليوبيل الماسي لفيلم -غَزَل البنات-
- استهداف إلهام شاهين
- مات لبنان لتحيا ولاية الفقيه
- أقوى سياسي على الكوكب
- مبادئ مخفية في إنقلاب يوليو 1952
- الفرار من عدالة المؤمنين
- خدعة إرهابية وخدع بصرية
- فواجع الافراط في التسامح
- -حديث وتعليق- و-حقوق الحب-
- صكوك غفران سياسية
- إدارة الصراعات بالأدعية والغيبيات
- أسماء سقطت من لائحة المتصهينين العرب
- تجربة طوفان أستاذية العالم (2)
- تجربة طوفان أستاذية العالم
- صراع ديني أم تلاعب بالقرارات؟
- اليمين القومي ودور البابا
- موجة طلب اعتذارات من الغرب
- شيكات عربية بدون رصيد
- لماذا لم يفز زغلول النجار بنوبل؟


المزيد.....




- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...
- -من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا ...
- إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص ...
- رحال عماني في موسكو
- الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج ...
- أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد
- شاهد/رسالة الفنان اللبناني معين شريف من فوق أنقاض منزله بعدم ...
- عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - فشل الدين كمنظومة سياسية