سعد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 20:12
المحور:
الادب والفن
- إلى محمد سعدون السباهي بمناسبة وجوده في البحر -
بحرانِ أنتما
بحرٌ آدميٌّ
شاسعُ المدى
وقلبٌ جنوبيٌّ
باذخُ الرؤى
ومكتظٌ بالحكاياتِ
والمواويلِ والاسرار
هو أَنتَ …
بكلِّ نبلِكَ وشهامتِكَ
وإشراقات روحك الجنوبية الناصعة .
وهوَ السيدُ البحرُ
الذي لهُ زرقتُهُ الشاسعةْ
وفضاؤهُ الفذُّ المدى
ولهُ مزاجُهُ الغامضُ والغاضبُ
حينَ تُرهقُهُ السفائنُ والمراكبُ
وحماقاتُ الحيتانِ وفوضى الصيّادين
ولصوصُ اللؤلؤِ القمري والمرجانْ
وجشعُ الانسانْ ،
آهٍ من الإنسانْ
الذي يأكلُ كلَّ شيءٍ
حتى لو كانَ لحمَ أخيهِ
أو ثديَ أُمِّهِ
وأحياناً لايترددُ في أنْ يلتهمَ
لحمَ أصابعهِ جوعاً
وربَّما ندماً
على حماقاتِهِ وجرائمهِ
منذُ واقعةِ وفاجعةِ
( قابيلَ وهابيلَ )
وتاريخٍ من الدمِ
والدموعِ التي هيَ
كلُّ هذا البحرِ
المُحتشدِ بحضوركَ
ومرحكَ الطفولي اللذيذ
وضحكاتِكَ البحريةِ المتناثرةِ والمتطايرة مع سمفونياتِ الأمواجِ
و صراخِ النوارسِ وفوضاها المرحة
وخفقِ أَجنحتِها الناصعةِ البياضِ مثل قلوبِ امهاتِنا
الجنوبياتِ الحنوناتِ ،
وأرواحِ آبائنا السندباديين الأنقياءِ أَبداً .
سلاماً لكَ ،
يا طفلَ الأهوارِ والأهوالِ
والمراعي المفتوحةِ
والأسماكِ الطيّبَة
والذكرياتِ والخساراتِ
وينابيعِ المحبَّة والحنينْ
سلامٌ لكَ … وسلامٌ عليكْ
يا أبا السلامِ والحُبِّ
والطيبةِ الجنوبية التي
لها عمقُ البحرِ وكنوزُهُ
وحكمتُهُ التي تشبهُ
حكاياتِكَ ورواياتِكَ
وأَغانيكَ الجريحةَ ونحيبَكَ
على اخوتِكَ وأصدقائكَ
الذينَ رماهُم الطغاةْ
والجنرالاتُ القُساةْ
في جحيماتِ الحروبِ
المقابرِ الجماعية
وفي متاهاتِ الغيابْ
———————
كندا في ١٥ - ٨ - ٢٠٢٤
#سعد_جاسم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟