أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - مشوار في قصر شمعايا للروائي على الكردي















المزيد.....

مشوار في قصر شمعايا للروائي على الكردي


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 00:49
المحور: الادب والفن
    


ما الذي كان بذهن شمعايا وأي فكرة زجتّه حتى جالت بخياله كي يبني قصراً بخمس وخمسون غرفة بعام 1865، في تلك الاثناء كان الشتات إلى الضياع في سيناء إلى هولوكوست فيما بعد! وشبح سوداوية يهاجمه طيلة عمره لهذا السبب ذهب بهذا الاتجاه. عانى اليهود خلال تاريخهم ما عانوه من المعاناة والظلم كان عليهم أن يكونوا رحيمين مع الآخرين وأن يبتعدوا عن الظلم والقتل، يبدو أن الاصالة باتت سلعة رخيصة لا قيمة لها في هذا العالم المترامي الاطراف، حيث الإنسان وحده يستطيع أن يلبس أكثر من قناع في الوقت ذاته.
لسوء الحظ الفلسطينيين أنهم محتلين من قبل أصغر شعب في العالم وينجب أكبر عدد من الفلاسفة والعلماء والشعراء والأدباء لهم صيتهم في العالم مقارنة مع اكبر شعوب العالم!، وأقوى اقتصاد، يستطيعون إذا ما أرادوا أن يجمعوا اعتى انواع السلاح على حدودها نتيجة سلطتها على القرارات الدولية، هذا ما يتعلق بجبهة العدو، وفي المقابل هناك جبهة الاصدقاء المؤلفة من العرب والدول الاسلامية لا تأثير لهم ولا قيمة لوجودهم! بل اغلبهم أمسوا عملاء لأسرائيل كي يستمروا في حكمهم على رقاب شعوبهم التي تعيش في الذل، بينما اسرائيل تنعم بالخيرات!.
لم يفكر يوماً بأنه سوف يغادر هذه القلعة أبداً إلا أن ورثته قد تركوها بسهولة ويسر شديدين دون أن يتأثروا بما دار في خلد جدهم، فالعلاقة بين الورثة والوريث علاقة "نحيله"، هناك مقولة تقال لجهة العقار، لا تشتري بيوت أو عقارات أو ما شابه من مالكه الأصلي، بل من الورثة لأنهم لم يتعبوا عليها ولم يذرفوا نقطة عرق حيالها، ليست هناك أي علاقة تجمع بين الأثنين سوى افعال غريزية. يمكن تأويلها بالمعنى السياسي إن شئت!، فالورثة يبيعون عرق اجدادهم بتراب المال ولا يلوون على ما فعلوه، فهم يرون انفسهم متقدمين أكثر منه؟! لهذا تركوا شمعايا لوحده في دمشق كي يكون ملاذاً آمناً لشموع وافدة إلى أرض ليست لهم أيضاً، أهل شمعايا يُهجّر الناس من هناك(فلسطين) ليقيّموا أو يسكنوا في أملاكه هنا(دمشق).
طبعاً شمعايا حاول أن يقيم نصب ديانته في تلك البقعة التي تفتقد وجوده بجانب جواره من الاديان حيث حي الشاغور الاسلامي (السني)، وحي الأمين (الشيعي)، وشمال غرب حي باب توما المسيحي!(حسب نصار يحيى) الاسلام بشقيه وربما المسيحية بمدارسها، وهو الوحيد الذي بقى منتصباً.
شمعايا كانت نقطة مشتركة بين الوافدين الذين تركوا مالهم ورشوا دموعهم في باحته حيث اصواتهم ونحيبهم وذكرياتهم تلعلع في أرض ليست لهم بل القصر كان لشريك مشاغب وأهله يقتلون دون رحمة، وهو بدوره بنى تلك المأثرة بدموعه وتعبه وعرق جبينه وخياله الموغل في القدم!.
ذنب من ياترى؟ لا أحمل كامل المسؤولية على عاتق شمعايا، ربما أحدى مآثره؟!. هي ربما ايواء المشردين من الشعب الفلسطيني لولاه، أين كان سينام علي الكردي! ومن معه؟ اقامة علي في قصره-الذي ليس له- ليست جريمة بل وشماً على وجه الدول التي تساند الارهاب وتتخذ بحقهم هذا التشتيت.
الإقامة في شمعايا ليس محبذاً–من جهة أخرى- لأنها تخفف من ظلم العدو الذي هو مؤسس لكامل الهوية المعنية وقوتها الواقعية والمعنوية! فهل ساهم شمعايا بهذا التخفيف الغير مقصود أصلاً؟ طبقاً لهذا الموقف هل اليهود الذين في فلسطين هم أحسن من شمعايا؟ رغم الاختلاف بينهما، أحدهم محتل، والثاني يأويه في قلعته وموقف اليهود جوار شمعايا أفضل من أهله هناك (فلسطين). حيث بلغت تأثيرات شمعايا على اللاجئين الفلسطينيين بدت واضحة حيث وقعت قصص الحب الحقيقية بين طرفي النزاع بين مروان وراشيل الفتاة اليهودية وعلى اثرها يهرب مروان إلى مصر بحجة الدراسة! تنصل مروان وتجرد من انسانيته، وإذا ما قارننا بين موقفي: مروان الذي تخلى عن حبه ولم يجرؤ على البوح لاهله رغم علم الجميع بها وهو نفس موقف الطلبة العرب الذي اعتدوا على أحمد ووصفوه بلاجىء لا قيمة له، وكذلك تشارك المواقف الانظمة العربية من قضية احمد، وبين موقف موسى السياسي ضد بني قومه، هذه نقطة تحسب لصالح موسى اليهودي. وكذلك الشتات التي جمعت بين الحانوتي اليهودي وبعض الاسر المقيمة في شمعايا، وكانوا يساعدون بعضهم البعض كأنهم شعباً واحداً بهذا العمل ينتصل اليهودي الشتات من أخوتهم داخل فلسطين المحتلة.
وهذا ما نجح الروائي على الكردي من معالجته وتلك تعتبر من القضايا ممنوعة الاقتراب منها أو تصويرها عربياً وشعبياً وعلى جميع المستويات الاجتماعية.
علي الكردي جعل قراءه يتخيلون وهم يدخلون شمعايا بألبسة مهترئة، مبللين بالمطر، على وجوهم دهشة لما جرى! وخيال أراد أن يبقى في دياره ولم يسافر مع احمد ورفاقه، ذكريات باتت رجعية لأنها غادرتها حركة السير إلى الأمام، اعصابهم فالتة من أوامر عقولهم، هم مجزئون من سيعيد ترتيب ذواتهم في اجسادهم العتيقة يلوكها التعب من جراء هزيمتهم؟.
من اليوم فصاعداً سوف يسمع أحمد عدة لهجات المارة وهم يسيرون خلف الشبابيك خارج سور شمعايا. شامية، حلبية، بدوية، ساحلية...الخ. وفي داخله صراخ النسوة والاطفال والشباب بلهجتهم الفلسطينية، وأطفال سوف يهجرون لهجتهم الفلسطينية لصالح من ياترى؟ في داخل السور لا يشبه خارجه، البكاء والعويل وقصص ستبدو تافه وغير صالحة لو قارنتها باشياء بسيطة كرغيف خبز على سبيل المثال، احمد يخجل من أن يدعو أصدقاءه إلى بيته لأن الآخرين لا يفهمون معنى أن تكون لاجئاً مشرداً؟! شمعايا أفضل مكاناً من بين الامكنة الأخرى الغير متوفرة وافضل من أي مجموعة بشرية التي لا تقفه معنى أن تكون لاجئاً مشرداً والحالة النفسية المرافقة لها.
علي الكردي كان على دراية تامة بأن المشتتين والمجزئين لا يمكن أن يلتئما أبداً فمن شأن ذلك أن يزدادوا تشتتاً وانقساماً، كانت رغبتي الشخصية لو تم الزواج احمد من رشا؟ رغم أن رشا عادت إلى نقطة البدء لأن اولادها تشردوا، بقيت يتيمة لاجئة، والمصير ذاته جرى مع احمد الذي ترك الجامعة وذهب إلى المقاومة وعاد يتيماً لاجئاً لا شيء يستر عري وجوده سوى قصر شمعايا.
عالج علي الكردي الرواية حسب الواقع وذهب عكس رغبتي، لو أن احمد دخل الجامعة ودافع عن قضيته ليس بالسلاح، لكنه آثر خط أجداده على أن السلاح هو الاجدى! من وجهة نظري هي أن الثقافة والاعلام والصحافة المرئية والمسموعه لهم صدى أكثر من صوت المدافع، وهذا ما يعرفه علي الكردي أكثر من جميع اصدقائه! وقد عرف اليهود كيف يستخدمونه لجعل الحق باطلاً وجعلوا من قتلاهم هولوكوست! عبرة واسطورة لا يجب أن يتكرر، الاعلام تنصف حسب الرغبة! فمن يديرها يستطيع إذا ما أراد أن يجعل عالي الاشياء سافلها. وكذلك حسب بعض المصادر فأن اليهود يجمعون مرضاهم ويقصفونهم ويضعونها في رقبة النازية! كانوا يستفيدون من أي نأمة أو حركة في سبيل تحقيق هدفهم.
قيل أحدهم، إن الرواية العربية ابتدأت من موسم الهجرة إلى الشمال لطيب صالح. وبالنسبة لي، لست على اطلاع التام بمعظم الروايات العربية ولكن يبدو لي أن الكاتب علي الكردي يعتبر من أوائل الروائيين العرب وكذلك كشخص الذي لقى الظلم والمعاناة مباشرة والذي يقوم بكسر قانون الذي سار عليه اغلب الشعب العربي الذي يجبرك أن تنصاع له ومبدأه انصر أخاك ظالما أو مظلوماً. أن ترفض وتقوم بالثورة ضد هذا القانون الذي يصنع القطيع ليس بالامر السهل، وخاصة القضية الفلسطينية، حيث الكل يتاجرون بها حسب موقعهم والفائدة التي تدر عليهم.
حقيقة اندهاشي من موقف علي الكردي في قصر شمعايا، هي أن ابداعه يظهر لثلاث مستويات، الأول: استطاع أن يميّز بين يهود الشتات والمحتلين، وعالج موضوعهم بعقلانية بعيداً عن الخطاب المتذبذب، والثاني، كشف حقيقة الانظمة العربية التي تحاول بشكل حثيث أن تشدد على فكرة القطيع وتطبقه على شعوبها وتجعل القضية الفلسطينية ورقة رابحة لاستمرار حكمها للأبد، والثالث استطاع أن تفرق بين العلاقات الانسانية التي ظهرت بين ساكنين قصر شمعايا وجوارهم من اليهود!.



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية أحقاد رجل مرهوب الجانب، الكاتب منصور منصور
- قراءتي.. لوائل السواح في انقسامه روحه!
- ديستوبيا
- الأخطر، عضة الإنسان!
- مديوكر السوري
- -ليس الأي معي-
- حذف الثايات!
- الفرقة 17 للروائي زارا صالح
- جسر النحاس مشطه
- ماذا لو!
- ستندمون لو رحل!
- برزان حسين!
- عن سعود الملا!
- سيدي الإعرابي/يحيى القطريب
- صراع وجودي هو الاعنف!
- أنا العميل
- قضبان خلف الاوتار/ اسعد شلاش روائيا
- طبعاً ديكو آغا لا يشبهك!
- العبث عنواننا
- الاقرع الذي يتمسك بقضيب القيادة


المزيد.....




- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - مشوار في قصر شمعايا للروائي على الكردي