ندوة حول عمل احزاب النشاط الشيوعي الاوروبي في صفوف الشباب

النشاط الشيوعي الأوروبي

الحوار المتمدن-العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 20:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

كلمة الافتتاح للحزب الشيوعي لعمال اسبانيا PCTE


30 سبتمبر 2024

الرفاق الأعزاء،

إن الاهتمام الخاص الذي يوليه الشيوعيون لعملهم بين الشباب يستجيب للحاجة السياسية الأساسية للحفاظ على الحزب ونفوذه بين الحركة الجماهيرية وتطويرهما بواسطة أجيال المناضلين . وفي التطور التاريخي، على مدى أكثر من مائة عام من الخبرة التي اكتسبتها الحركة الشبابية الشيوعية العالمية، فضلاً عن التجارب الوطنية المختلفة، يمكننا أن نجد دروساً لا تقدر بثمن تساعدنا اليوم في تعميق وتحديد مبادئ عملنا السياسي بين الشباب.

ولتحقيق هذه الغاية، تعتمد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لعمال اسبانيا و اتحاد الشباب الشيوعي CJC، كملحق للبرنامج-البيان، وثيقة "دور الشباب الشيوعي في تنظيم الثورة الاشتراكية"، وهي مادة ذات طبيعة استراتيجية تحدد المهام المحددة لمنظمتنا الشبابية في العملية الثورية 
.
𔆑. تاريخ وأسس المنظمات الشبابية الشيوعية باعتبارها "مدرسة الكوادر"

إن الاهتمام بالعمل بين الشباب أمر ثابت في تاريخ تقاليدنا السياسية. ففي بداية القرن العشرين، وفي سياق تنامي النزعة العسكرية والقمع ضد الحركة العمالية، بدأت الأممية الثانية في الترويج لأولى الحركات الاشتراكية الموجهة للشباب على وجه التحديد. وتم إنشاء الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي (IUSY) كفرع للشباب للأممية الثانية. وقد أدى اندلاع الحرب في عام 1914 وخيانة الانتهازية إلى تسريع الانقسام بين الاشتراكية الديمقراطية والشيوعية - حيث انحاز أفضل الشباب الاشتراكي إلى تأسيس مسار مستقل بعيدًا عن جمود الأممية الثانية.

وبعد عامين فقط، كسرت ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى الجليد، وفتحت المجال أمام الثورات البروليتارية. وولدت منظمة كومسومول (RCYU) باعتبارها اتحادًا للمنظمات الشبابية المتعددة المرتبطة بالحزب البلشفي، وتمارس نفوذًا ملحوظًا داخل حركة الشباب الشيوعية الدولية بمثالها.

إن الحرب الإمبريالية تعمل على توسيع الهوة بين الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية ومنظمات الشباب التابعة لها. فالبروليتاريا الشابة، التي تتأثر بظروف الاستغلال والتعبئة القسرية، تظهر رفضاً واسع النطاق للحرب؛ أما منظمات الشباب الاشتراكية ـ الأكثر تقبلاً للبلشفية ـ فقد أصبحت مكاناً لإعادة تجميع القوى الثورية. وقد حدد هذا شكلاً خاصاً من أشكال المعركة العامة بين الإصلاح والثورة، بين الديمقراطية الاجتماعية والشيوعية، في العلاقات بين الأحزاب ومنظمات الشباب. ولكن هذا كان الشرط المسبق للأخطاء الأولية في توصيف منظمات الشباب الشيوعية. ولا يزال بعضها يجد تعبيراً سياسياً حتى يومنا هذا.

لقد نمت المواقف المدافعة عن استقلال المنظمات الشبابية عن الأحزاب الشيوعية لسببين: أولاً، طابعها كمكان لإعادة التجمع الثوري الذي تقوم به هذه المنظمات الشبابية؛ وثانياً، الاستقلال الكامل فيما يتصل بالأحزاب الاشتراكية خلال عملية الانفصال الإيديولوجي.

لقد رفضت الأممية الشيوعية للشباب ـ الفرع الشبابي للأممية الشيوعية الذي تأسس في عام 1919 من اتحاد الشباب الشيوعي الدولي ـ هذه الفكرة وخرجت لصالح قيادة المنظمات الشبابية من قبل الأحزاب الشيوعية.

كما ظهرت الخلافات بين المواقف "الطليعية" و"الجماهيرية". فقد كان كلاهما عاجزاً عن فهم الدور الخاص الذي لعبته منظمات الشباب الشيوعي في العملية الثورية. فهي ليست حزباً شبابياً، ولا بنية جماهيرية قابلة للمقارنة بالمنظمات الأخرى التي تشكل التحالف الاجتماعي. وقد تم حل هذه المناقشة من قبل من قبل منظمة كومسومول، التي خلصت إلى أن المنظمات الشبابية الشيوعية كانت ذات طبيعة "مدرسة الكوادر". وفي مؤتمرها الثالث، انتهت الأممية الشيوعية من توحيد وتوضيح العلاقة بين الأحزاب الشيوعية ومنظمات الشباب التابعة لها فضلاً عن الدور الخاص الذي لعبته المنظمات الشبابية في العملية الثورية: "إن حركة الشباب تتخلى للأحزاب الشيوعية عن دورها الطليعي... "إن دور الحركة الشيوعية الشبابية هو تنظيم جماهير العمال الشباب، وتثقيفهم بالأفكار الشيوعية، وجذبهم إلى النضال من أجل الثورة الشيوعية."

إن الأساس الذي تقوم عليه المنظمات الشبابية باعتبارها مدرسة وحزام نقل للسياسة الشيوعية بين جماهير الشباب يأتي من النظرية اللينينية حول الحزب من النوع الجديد، وبالتالي من جدلية الثورة في عصر الرأسمالية الاحتكارية. لقد استعاد الحزب من النوع الجديد فهمًا ثوريًا لعملية الاستيلاء على السلطة من قبل البروليتاريا، مطبقًا الأطروحات التي كشف عنها ماركس وإنجلز حول أهمية وجود حزب سياسي مستقل للطبقة العاملة. إن الشباب الشيوعي هو امتداد لمثل هذا الحزب بين شباب الطبقة العاملة والشرائح الشعبية. وهذا هو السبب في أنه ليس حزبًا للشباب - إن طبيعته وعمله الطليعي يهدفان إلى رفع مستوى جماهير الشباب سياسيًا. هذا الدور، بالإضافة إلى كونه حاجة في العملية الثورية، يصبح عنصرًا أساسيًا في تدريب الكوادر المستقبلية للحزب.

إن طبيعة المدرسة تعني أن حدود منظمة الشباب الشيوعي أقل صلادة إلى حد ما من حدود الحزب. ويرجع هذا أيضًا إلى التدخل لقطاع من الطبقة العاملة قيد التدريب والذي يشكل نفسه كذوات اجتماعية، وبالتالي لم تتبنى الإيديولوجية البرجوازية كتحيز مسبق. وكما لاحظت الأممية الثالثة: "إن العمال الشباب، بسبب وضعهم الاقتصادي وبسبب تكوينهم النفسي، يسهل كسبهم إلى الأفكار الشيوعية". ومع ذلك، فإن القطاعات الشابة أكثر تأثرًا بالاتجاهات الإيديولوجية البرجوازية المعاصرة وأقل خبرة في الصراع الطبقي. وهذا يتطلب الجمع بين معايير تنظيمية أوسع وإصرار أكبر على مركزية التدريب، باعتباره عملية مشتركة من الدراسة والمشاركة النشطة في الصراع الطبقي.
 
‏2. CJC كمدرسة لكوادر الحزب الشيوعي لعمال اسبانيا

إن كل ما سبق يشكل المعايير التاريخية والسياسية والأيديولوجية التي تقوم عليها العلاقة بين الحزب الشيوعي لعمال اسبانيا ومنظمتنا الشبابية ـ اتحاد الشباب الشيوعي CJC ـ. إن الشباب الشيوعي هو منظمة نضالية تتعلم في خضم الصراع وفي إطار المشاركة الفعالة في الصراع الطبقي. إن الدراسة النظرية والتدريب العملي يحددهما قيادة الحزب، التي تضع نظام التدريب لمجموع المشروع، فضلاً عن المبادئ التوجيهية السياسية والتوجه العام، المحدثة بما يتناسب مع مرحلة التدخل الجماهيري بين مجموع الطبقة العاملة والشرائح الشعبية.

ورغم عدم وجود استقلال تنظيمي بين الشباب والحزب، فإن اتحاد الشباب الشيوعي CJC لأسباب تتعلق بالتدريب والوظيفة السياسية ، يمنح نفسه هيكلاً مستقلاً يحكمه نظام مركزي ديمقراطي. ومع ذلك، هناك ارتباط عضوي قوي بين المنظمتين. يشارك الشباب في الحياة السياسية للحزب، ويساعد الحزب الشباب الشيوعي على جميع المستويات. ويهدف التعاون بين الحزب والشباب إلى أن يكون أضيق نطاق. ورغم أنه يتميز بالطابع القيادي للحزب، 
فإن قيادته ليست أبوية ولا فرضًا استبداديًا، بل تدريب ودعم رفاقي.

وفي السنوات المقبلة نهدف إلى تعميق النموذج التنظيمي للشباب وعلاقته بالحزب بشكل فاعل حتى يتمكن من القيام بمهامه في التدخل والارتقاء بين شرائح الشباب من الطبقة.
𔆓. مهام الشباب الشيوعي في تنظيم الثورة الاشتراكية – العمل الشيوعي بين الشباب.

إن الشبيبة الشيوعية، كما قلنا، تهدف إلى أن تصبح ضمانة لعملية التجديد المستمر للحركة الجماهيرية الثورية وتحضيرها المتزايد للهجوم على السلطة. ولهذا الغرض، تتدخل في جميع مجالات حياة الشباب ودراستهم وعملهم، وتسعى إلى رفع القدرات السياسية والتنظيمية لأبناء الطبقة العاملة. ويتلخص دورها في إعداد العامل الذاتي في ظل ظروف غير ثورية، وإعطاء هذا الإعداد غطاء تنظيميًا ومؤسسيًا، أي الترويج من جانبها الشبابي لتشكيل التحالف الاجتماعي الذي يشكل، في ظل الظروف الثورية، جبهة عمالية وشعبية قادرة على الإطاحة بالدكتاتورية الرأسمالية وإقامة دكتاتورية البروليتاريا.

إن الطبقة العاملة هي القوة القائدة للثورة. ولا يمكن ضمان تمفصلها إلا بتحويل أماكن العمل إلى مركز للحركة الثورية والمؤسسات الثورية الجديدة التي تولد من نضال العمال والشعب. إن الحزب الشيوعي لعمال اسبانيا لا يدعو إلى إقامة فروق تنظيمية بين حركات العمال البالغين والشباب، ولكن الطبقة العاملة الشابة تمر عبر سلسلة من الخصوصيات التي تتطلب عملاً محدداً لتنظيمها في المجال الإنتاجي.

إن شباب الطبقة العاملة يشكلون جزءاً من جيش الاحتياطي الصناعي ويستخدمون بصفتهم هذه ضد مجموع الطبقة من أجل خفض الأجور وظروف العمل. وهذا يعني أن ظروف استغلالهم أكثر حدة. فضلاً عن ذلك، فإن تحديث أشكال الاستغلال قد أبعد الشباب بشكل كبير عن مشاركتهم في النقابات العمالية. ولهذا السبب فإن اتحاد الشباب الشيوعي يقوم بعمل أساسي ومستمر تجاه شباب الطبقة العاملة وأماكن العمل، ويهتم بزيادة التركيبة البروليتارية في صفوفها.

إن الجبهة الأساسية الأخرى للتدخل هي حركة الطلاب، والتي تسعى إلى تعزيز روح التعاون والنضال بين الشباب أثناء فترة تدريبهم، فضلاً عن النضال المباشر ضد إعادة إنتاج الرأسمالية الإيديولوجية التي تجد طريقها الأساسي في التعليم. في إسبانيا، يتدخل اتحاد الشباب الشيوعي في مختلف المستويات التعليمية، في المدارس الثانوية، وكليات الجامعات، ومراكز التدريب المهني، وما إلى ذلك. و يشجع التنظيم في جبهة الطلاب؛ ويقود العمل نحو النضال السياسي، وتوسع حدود حركة الطلاب الثورية؛ ويجد طرقًا للمشاركة والنضال والمناقشة بين الجماهير؛ ويروج لأعلى وحدة مع مجموعة الحركة العمالية. إن التدخل في حركة الطلاب ليس فقط ضمانًا لإعداد الأجيال القادمة من العمال، بل إنه أيضًا مساحة رئيسية لصياغة التحالف الاجتماعي للطبقة العاملة مع القطاعات الشعبية المضطهدة.

كما يجب على الشباب الشيوعي أن يتدخل بطريقة مخططة في مجالات أخرى من الحياة الاجتماعية أو في الحركات والنضالات الجماهيرية المختلفة، مثل حركة الأحياء، والتضامن الدولي، أو نضال نساء الطبقة العاملة. ويجب أن يضيف الشباب إلى هذه النضالات والمنظمات، كتعبيرات خاصة عن النضال العام و الموحد الذي يقوده الحزب. كما يتدخل في الجمعيات الرياضية والترفيهية والفنية التي يشارك فيها الشباب أيضًا؛ فضلاً عن تنفيذ مبادراته الخاصة ومساحاته لتعزيز أشكال ثقافية جديدة وعلاقات شخصية من خلال المراكز العمالية والشعبية في الأحياء العمالية. وفي حالة CJC، فإن معسكر الشباب هو محور رئيسي في هذه السياسة المتمثلة في توليد مساحات بديلة للترفيه والعلاقات والتعبير الثقافي للرأسمالية.
 
4. متعلمو الحاضر، صناع الغد

أيها الرفاق، إن المهام المحددة التي تقع على عاتق الأحزاب الشيوعية تجاه الشباب وفيما بينهم تنبع من الاعتراف بخصوصيات وحدود وإمكانيات هذا القطاع من الطبقة التي تتطلب اهتماما خاصا في عملية بناء التحالف الاجتماعي. وتعني هذه المهام اهتمام الأحزاب بإنشاء وتطوير المنظمات الشبابية الشيوعية باعتبارها تعبيرا شبابيا عن المشروع الثوري ذاته، والتي يشكل عنصرها التفاضلي فيما يتصل بالفصيل الطليعي بالتالي طبيعتها كمدرسة.

إن وجود اتحاد شباب شيوعي قوي، متجذر في أماكن العمل والمدارس والأحياء، قادر على تنفيذ سياسة الحزب بجدية على واقع الشباب وفهم أهمية التدريب الثوري من أجل تفكيك و تقليل تأثير كل أيديولوجية برجوازية ،وكذلك تصور العالم من النظرة العالمية الثورية منذ سن مبكرة - هذا هو أكبر ضمان لتوسيع تأثير الشيوعية في كل جيل جديد وتعزيز الحزب بالكوادر التي تم تشكيلها بالفعل في خضم النضال الثوري.

#النشاط_الشيوعي_الأوروبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات