صادق المولائي
الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 10:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الطبيعي ان يسعى كل من لديه فكرة او مشروع سياسي او اقتصادي او اجتماعي بعرض ما لديه ونشره والترويج إليه لجذب الأنظار لنفسه كشخص او للفكرة وكسب المؤيدين لها او بغية الحصول على الدعم والاسناد.
ربما تلقى الترحيب والتأييد وربما تتلاشى في لحظاتها الأولى لكونها غير صالحة او مثالية او غير مقنعة او لان صاحبها غير جدير بالثقة بسبب سيرته ونفسيته ونزاهته وذمته غير النظيفة.
فالسيرة الذاتية للشخص او للجماعة كأصحاب للمشروع تكون ذات أهمية كبيرة لقبول ما يطرح او رفضه. فان كان شخصا أمينا نزيها صاحب كلمة ومواقف جيدة ومشرفة على الأغلب يجد الدعم والإسناد، وان كان ممن لا كلمة لديه ومعروفا بالكذب والنصب والإحتيال واللعب على الحبال والتسلق على أكتاف الآخرين لتحقيق منافعه الشخصية، او ان كان منافقا او ممن عُرِفَ باللواگه وبلحس أحذية أصحاب السلطة للتقرب منهم، عندها بلا شك لا يحظى بالتقدير والاحترام، وبالتالي لا يجد مكانا له ولا تأييداً لطرحه ولا حتى لأي فكرة لانه عُرِفَ بطرح الأكاذيب والفقاعات.
ان اعتماد طرح الفقاعات والمشاريع الوهمية تفسر غالبا بعملية النصب والإحتيال او الهروب من الواقع والفشل للأفكار والمشاريع التي لا يمكن لها ان تتحق على ارض الواقع ولا حتى الصمود بوجه أية رياح، لذا لا يمكن لاصحاب تلك المشاريع الفقاعية نيل الرضا والقبول والإستحسان، بسبب سمعتهم السيئة وسيرهم غير النظيفة، وكذلك بسبب عدم الوثوق بهم كرجال قبل كل شيء.
في الوسط السياسي الفيلي والذي لا يختلف عن الأوساط السياسية للمكونات الأخرى الى حد ما في إدارة الأفكار والمشاريع وطريقة طرحها بغية الظهور كلاعب سياسي او كحزب او منظمة لاستقطاب الجماهير، وجدوا كغيرهم من مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وگروبات الواتساب والماسنجر وغيرها البيئة الملائمة والخصبة لإطلاق الفقاعات ولنشرها كأفكار ومشاريع غالبا لا تستند الى أي أساس او غير مقنعة.
العديد منهم تبنوا العمل على مدى العقدين الماضيين وذلك بخلق عوالم من الفقاعات الفارغة التي تفتقر الى المحتوى والجودة والصدق والنزاهة رغم انها زينت باهداف براقة وكلمات رنانة، فأخذوا الخوض في التشكيلات السياسية وكيانات منظمات المجتمع المدني وكذلك التشكيلات الاجتماعية كوسيلة ترويجية ودعائية لبناء أمجاد شخصية او لتحقيق مكاسب مالية وتجارية او مكاسب معنوية. لكن لم يدركوا ان الفقاعات لا يمكن لها الصمود لأمد طويل ولا يمكن لها أيضا إقناع الاخرين، لذا تتلاشى وتختفي خلال فترة قصيرة من الزمن دون ان تترك لها اثرا.
#صادق_المولائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟