أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في مشروع - الشرق أوسط الإسرائيلي - الجديد !















المزيد.....

في مشروع - الشرق أوسط الإسرائيلي - الجديد !


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في " الشرق الأوسط الإسرائيلي "!
وجه رئيس وزراء الحرب بنيامين نتنياهو في أعقاب جريمة تدمير " مركز شورى الحزب "، الجمعة ٢٧ سبتمبر ، و الاغتيال الدراماتيكي للأمين العام لحزب الله اللبناني، الساعد الأشد لإيران في المنطقة، منتشيا بالقوة، رسالة قوية للنظام الإيراني، شكّلت في الواقع تحدّيا كبيرا لسياسات السيطرة الإقليميّة الأمريكية !
لم يكتف نتنياهو بانتقاد النظام الإيراني واتهامه بإهدار أموال الشعب على دعم الحروب الإقليمية بدلا من تحسين الأوضاع الداخلية مثل الصحة والتعليم، بل أشار ، إلى أن "إيران ستكون حرة في وقت أقرب مما يعتقد الكثيرون"،و أكد تضامن إسرائيل مع الإيرانيين ضد قيادتهم الحالية!
لقد اخذت منه الغطرسة ولغة التحدّي مأخذها عندما صرّح بصوت عال أنه "لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه. لا يوجد مكان لن نذهب إليه لحماية شعبنا وحماية بلدنا"، مؤكّدا على افكار سابقة
" بأن إسرائيل تتبع خطة منهجية بهدف تغيير الواقع الإستراتيجي في الشرق الأوسط"، متجاهلا حقيقية أنّ " الشرق الأوسط " الذي يعمل على تغيره هو الذي صنعته الولايات المتّحدة بأدوات متغيّرة وفقا لتغيّر الشروط التاريخية منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، وانّ النظام الإيراني هو "درّة التاج" الشرق أوسطي ، الأمريكي!"
في " هلوسات " نتنياهو عن سعيه لتشكيل " شرق أوسط جديد " ، يتجاهل انّ واشنطن هي التي تحدد هوية الإدارة وطبيعة الوكيل، الحصري أو التشاركي ، وأنّ التوكيل الأمريكي مازال لطهران ، وما يزال التوكيل الإيراني سار المفعول ...إلّا إذا كنّا نصدّق هلوسات نتنياهو....التي تبقى أضغاث احلام طالما يعتقد انّه يستطيع انتزاع توكيل إيران ..التي اثبتت جدارة غير مسبوقة في تحقيق أهداف مشروع السيطرةالإقليميّة الأمريكية.....تفشيل دول المنطقة وتقسيمها إلى كيانات متصارعة !!
فهل تستطيع دولة نتنياهو اليهودية تحقيق تلك الانجازات التاريخية الإيرانية؟!
لنتابع :
موضوعية القول بأنّ "إسرائيل" تسعى لرسم "خارطة شرق أوسط جديد" وفقا لرؤيتها يتطلّب أولا إثبات حصول تطابق أو توافق في سياساتها مع مصالح الولايات المتّحدة، ويفترض ثانيا وقوف "الحليفين" في جبهة واحدة في مواجهة النظام الإيراني، العدو المشترك... عندها يصبح مفهوما واقعية الافتراض، وجدوى مسعى "تل أبيب" لبناء نظام شرق أوسطي في مواجهة أدوات مشروع السيطرة الإقليميّة الإيرانية، وعبر تفكيك كامل قواعد وأدوات المشروع الإيراني؟ فهل تتوفّر موضوعيا في علاقات الترويكا، الولايات المتّحدة وإسرائيل وإيران، مقوّمات نجاح هكذا سيناريو، لا يملك مَن يروّجون لواقعيته سوى الأمنيات الشخصية، مع احترامنا لآراء المروّجين (١) .
هنا يخطر ببالي تساؤل بديهي، يتجاهله الدكتور عبد القادر نعناع:
في ضوء وقائع موازين قوى الحرب،
إذا كان المشروع الإيراني معاديا لمصالح الولايات المتّحدة وإسرائيل معا، فكيف استطاع أصحابه الوصول إلى السلطة في طهران ١٩٧٩، وكيف نجحوا في السيطرة على دول المنطقة، الأكثر حيوية وأهمية في سياسات السيطرة الإقليميّة الأمريكية؟
وهو ما يطرح سؤال بديهي آخر: كيف استطاع حزب الله أن "ينتصر" على إسرائيل طيلة عقود، إذا كان ما يقوم به يتناقض مع سياسات واشنطن؟!
تلك الرؤية التي تضع النظام الإيراني وأذرعه في مواجهة مع تحالف الولايات المتّحدة وإسرائيل، التي ترتكز عليها أوهام صناعة شرق أوسط إسرائيلي جديد، هي غير موضوعية إطلاقا في تناقضها مع ابسط حقائق موازين قوى الحرب، وقد صنعتها وسائل الإعلام الأمريكية و الإيرانية للتغطية على حقيقة العلاقات التشاركية في صناعة مشروع سيطرة إقليميّة أمريكية جديد منذ ١٩٨٠، (٢) ، كما عززتها قدرة واشنطن على تمويه طبيعة أدوات مشروع سيطرتها في سلطات وأذرع الإسلام السياسي الجهادي، وخداع شركائها ومنافسي المشروع الإيراني- السعودية و "إسرائيل" بشكل خاص (وقد نجحت وما تزال في خداع السوريين منذ ربيع ٢٠١١)، لكنّها عجزت موضوعيا عن التغطية على ما يحصل من صراعات بين تقدّم أذرع المشروع الإيراني (الأمريكي) وبين مصالح وسياسات أصحاب المشاريع الإقليمية المنافسة- السعودي والتركي والإسرائيلي.. وقد حصلت تلك المواجهات الإقليمية على شكل حروب وكلاء بين السعودية وإيران، وبين تركيا وإيران، خاصة في الصراع على سوريا بعد ٢٠١١.
الصراع المباشر لإيراني الإسرائيلي تأخّر قليلا، وأخذ شكل خطوات متصاعدة بعد ٢٠١٩، نتيجة لحرص الولايات المتّحدة على التوفيق بين مصالح إسرائيل وإيران، كما فعلت على مسارات علاقات المواجهة مع تركيا والسعودية... ولأسباب أخرى عديدة، منها وعود روسيّة ببقاء الوجود الإيراني تحت مستوى مصالح وسياسات إسرائيل، وعن مراوغة وكذب الإدارات الأمريكية الديمقراطية، صاحبة المشروع الإيراني..!
الوقائع تقول أنّ المشروع الإيراني الأمريكي، بأذرع وأدوات النظام الإيراني والولايات المتّحدة معا، الحشدية و القاعدية، ومظلّة حماية أمريكية، بات في سياقات حروب ٤متتالية منذ ١٩٨٠يُسيطر على إيران والعراق وسوريا واليمن ولبنان، وقد سيطر قبل ذلك على أفغانستان... وهدّد الأمن القومي التركي والسعودي والإسرائيلي!!
فهل تستطيع إسرائيل إعادة عقرب ساعة الإقليم إلى ما قبل شباط ١٩٧٩، عندما حصلت أولى خطوات تقدّم المشروع الإيراني الأمريكي، وفي مواجهة مع مصالح وسياسات الولايات المتّحدة الإقليمية ؟ كان يمكن لها أن تفعل ذلك خاصة في سوريا- لولا نجاح وسائل الخداع الأمريكية، وتقاطع المصالح في أهدف قطع مسارات الانتقال السياسي وتفشيل الدولة السورية وتقسيمها- عبر تحالفها مع المتضررين، السعودية وتركيا ومصر، لكنّها لم تفعل !!
في ضوء وقائع السيطرة الإقليميّة التشاركية القائمة اليوم، لا تستطيع "إسرائيل" إعادة رسم خارطة شرق أوسط جديد في مواجهة المشروع الأمريكي، وقد حققت أدواته سيطرة شبه كامل على أبرز دول المنطقة، وكادت أذرعه تخنق دولة الكيان الصهيوني بفعل ما فرضته الولايات المتّحدة من قواعد اشتباك، شكّل مظلة حماية لها.
ماذا تحاول إسرائيل فعله منذ مطلع ٢٠٢٠؟
هجمات جوية متتالية على مواقع السيطرة الإيرانية لم تؤدّ إلى زحزحة النظام الإيراني، ولا إقناع واشنطن بالتخلّي عن شراكته في تقاسم سوريا!
وماذا بعد ؟!
سواء كان للأجهزة الإسرائيلية يد في تسهيل هجوم طوفان الأقصى أو لم يكن، سعت حكومة الحرب اليمينية في استغلال عواقبه، التي طبّل الجميع في تقدير تأثيرها على الأمن القومي الإسرائيلي، من أجل كسر قواعد الاشتباك الأمريكة التي تحمي حماس وحزب الله، والوجود الإيراني المهيمن في جنوب سوريا، بمبرر أنّ هجوم طوفان الأقصى قد هدد الأمن القومي الإسرائيلي، تماما كما فعل هجوم الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، واستخدمته واشنطن كمبرر لغزو العراق وأفغانستان !!
عوامل السياق هذه تحدد سقف اللعبة الإسرائيلية التي تمارسها حكومة اليمين الصهيونية مع واشنطن، في استغلال واضح لضعف الإدارة في مرحلة ما قبل الانتخابات... وهي لن تصل إلى "إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد" كما هو واضح! كل ما تستطيع فعله، إنهاء التهديد العسكري الذي شكّلته أذرع إيران في فلسطين ولبنان، و تحجيم الوجود الإيراني في سوريا وفقا لمقتضيات "أمنها القومي" !!
---------------------------------------
(١)-
" بنك الأهداف الإسرائيلية واسع جداً (على ما يبدو)، وهو بنك قد يحتاج إلى سنوات من العمل بأنماط مختلفة.
هذا البنك، هو لزوم الشرق الأوسط الإسرائيلي،
هو لزوم تصفية الشرق الأوسط الإيراني..".
"في المرحلة المقبلة
إعلان إسرائيلي:
"يلزمنا وكلاء جادون لإدارة الشرق الأوسط الإسرائيلي
من يجد في نفسه الكفاءة عليه التواصل مع تل أبيب
بشرط ألا يكون قد سبق لهم الوكالة لقوى أخرى"
انتهى الإعلان

مرحلة جديدة
نظام جديد
هيمنة جديدة".
الدكتور عبد القادر نعناع، عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الزيتون الدولية!
(٢)-
الوضع الذي وصلت إلية المنطقة هو نتيجة لإطلاق وتقدّم مشروع سيطرة إقليميّة تشاركية بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني، وقد باتت أدواته في سياق حروب متواصلة منذ ١٩٨٠ تسيطر على "قلب منطقة الشرق الأوسط " ومحيطها الجيوسياسي حيث مثلث الطاقة الاستراتيجي العالمي ، وحيث أهم ممرات وطرق التجارة العالمية .
المشروع يقوم على نظرية مستشار كارتر للأمن القومي ، بريجنسكي، الذي نظّر لمشروع الحزام الأخضر- أنظمة استبدادية تابعة لواشنطن، تعتمد على غالبية شعبية إسلامية .
لجوء الولايات المتّحدة لمشروع التحالف مع " ايران الإسلامية"، واستخدمها كراس حربة لتمدد مشروع إقليمي أمريكي يتوافق مع مؤشرات نهاية الحرب الباردة وصعود القطبية الأمريكية الأحادية، و يأتي في أحد دوافعه فشل مشروع الولايات المتّحدة التطبيع بين النظام العربي وإسرائيل ، وكانت تسعى لخلق نظام إقليمي جديد، عربي إسرائيلي، يكمّل مرتكزات واشنطن في طهران وأنقرة .
أعتقد أن عدم نجاح اكتمال مشروع التطبيع الأمريكي نهاية السبعينات كان العامل الرئيسي في اللجوء الى مشروع الحزام الأخضر، الذي اوصل الخميني الى السلطة....



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حيثيات وأهداف الغزو الإسرائيلي البري المحدود في جنوب لبنا ...
- في أبرز وقائع مشروع السيطرة الإقليمية التشاركية بين الولايات ...
- فات الأوان لكي يفعل الحزب ما كان يجب عليه فعله في أعقاب حرب ...


المزيد.....




- -هل هذه لحظة يمكن للبنان فيها استعادة سيادته إذا كان حزب الل ...
- حزب الله يعلن صد محاولة للجيش الإسرائيلي للتقدم.. ومقتل جندي ...
- لبنان.. غارة إسرائيلية تستهدف بلدة كيفون في قضاء عاليه للمرة ...
- بعد عودتهم من احتفال ديني.. مقتل 60 شخصا على الأقل وفقدان 10 ...
- مساعدات أوروبية إضافية للبنان وتحذيرات من موجة لجوء جديدة لأ ...
- DW تتحقق: كيف يشوه الذكاء الاصطناعي الحملات الانتخابية؟
- وزير القوات المسلحة الفرنسية يصف روسيا بـ -التهديد الرئيسي- ...
- الدفاع الروسية: خسائر أوكرانيا بلغت 2085 جنديا خلال يوم
- إلى ماذا تشير الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الضارة؟
- أريستوفيتش: أوكرانيا ستختفي بحلول العام 2030


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في مشروع - الشرق أوسط الإسرائيلي - الجديد !