وليد الأسطل
الحوار المتمدن-العدد: 8113 - 2024 / 9 / 27 - 02:55
المحور:
الادب والفن
تحدثت قبل قليل مع سيدة فاضلة تكبرني سنا، أعرفها منذ ٤ سنوات، أقدرها كثيرا وتقدرني كثيرا. هذه السيدة متزوجة منذ فترة طويلة جدا ولها أبناء بل وأحفاد، غير أن مشاكلها مع زوجها لم تتوقف منذ أن تزوجته إلى هذه الساعة.
اعلم رحمك الله أن الإحصائيات تشير إلى أن ٥٠ في المائة من الزيجات تنتهي بالطلاق. بمعنى آخر، إذا كنت مقبلا على الزواج فاعلم أن نسبة نجاح زواجك لا تتعدى الخمسين في المائة، حتى لو كنت مقتنعا مائة في المائة بالشخص الذي سترتبط به، وأقول الشخص، لأني أتوجه بهذا الكلام إلى الرجل والمرأة، لا فرق.
من هنا سأقدم لك وجهة نظري للمزيد من إجراءات الأمان:
حاول أن ترتبط بشخص تتفق معه على مستوى المبادىء التي يبدو لك أنك لن تحيد عنها أبدا.
أطل فترة التعارف أو الخطوبة، لأن الإنسان ليس بيتا أو سيارة نأتي بشخص لمعاينتهما فيخبرنا بما فيهما من إيجابيات وسلبيات.
يجيد الإنسان اخفاء نواياه، لذا لو شبهنا الشخص الذي تود الارتباط به ببيت، فحاول أن تسكن فيه بالإيجار لمدة طويلة قبل أن تقرر شراءه أو تركه، وهذا لغرض معرفة عيوبه ومزاياه، وإن كان يناسبك أم لا.
حاول أن لا تنجب بعد زواجك مباشرة، لأن الإنجاب يعني أن تظل لديك صلة بالشخص الذي أنجبت معه أطفالا إلى الأبد، وفي حال الطلاق ستشرع في دفع مصاريف للأطفال ويمكن أن تختلف معه في مسألة تربيتهم وووو... الخ، خاصة إذا كنت تعيش في الغرب وارتبطت بامرأة في الغرب، وأنجبت لك أطفالا، ثم لم تتفقا، وطلقتها، في هذه الحالة ليس أمامك سوى حل واحد لتنجو من نتائج طلاقك، و هو أن تسافر إلى المكسيك وتصبغ شعرك بالأحمر وتسمي نفسك أليخاندرو، كي لا يتم التعرف عليك وتنجو بفعلتك.
وأخيرا، عليك أن تعلم أنك لو اتخذت كل هذه الإجراءات الوقائية فلن تكون بمنأى عن الخطر، ذلك أن طريقة تفكير الإنسان قد تتغير مع مرور الزمن. فالشخص الذي يوافقك اليوم قد يخالفك بعد بضع سنوات. فلو قال لي أحدهم قبل ١٥ سنة أن طريقة تفكيري ستصبح على ما هي عليه اليوم؛ لرميته بالجنون ولكنت أقسمت أغلظ الأيمان أني لن أتبنى الآراء التي أتبناها في الوقت الراهن، ولتبرأت منها ومن أصحابها. وكذلك أنت يا صديقي، ستلمس في نفسك تغيرا مع الزمن، سواء كان كثيرا أو قليلا، وهكذا هي من سترتبط بها.
#وليد_الأسطل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟