عمر حمش
الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 16:31
المحور:
الادب والفن
وفي خيمتي جاءني؛ أنّ البحرَ من بعد رقرقةٍ ارتفع، حتى حسبتُ الأمواجَ جبالا تندفعُ، ورأيتُ جموع النازحين؛ يستعيذون، ويحوقلون، وبدؤوا بسحب ما تبقى في الخيامِ من متاعٍ، ومن أفرشة.
وخطوتُ متفرسا، لكني عجبتُ لسكينةٍ طرأت، ورأيتُ أمّ خليلٍ تسبقني، وتهللُ، وقد خرجت من عبوسها، وشهقتْ الناسُ؛ وهي تعبرُ، والأمواجُ تصطفّ؛ وتنحني، وأمّ خليلٍ تهدهدها كحملانٍ، وعلى مدى العينِ تستكين.
ثمّ جاءتنا موجةٌ من الأفق البعيد، واستدار الموجُ كله، ليبتسم للموجةِ القادمة، وكانت تتقلّبُ، وتغير قوامها؛ حتى بانت لنا جملا بأحمالٍ، وشدّنا ما جرى، حتى انجلى الأمرُ، واستقرتْ الموجةُ الجمل بين يديّ أمّ خليلٍ، وعن ظهرها نزل أفرادُ الركبِ، وتبينوا لنا سالمين، وبأطرافٍ كاملة، بلا تقطيعٍ فيهم، وبلا نقصان، وصحتُ، وصاح آلافُ النازحين:
أعادتْ الموجةُ أولاد أمّ خليل.
#عمر_حمش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟