رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 15:04
المحور:
الادب والفن
"وتوضّأوا بالعَزمِ ثم
تَقَدّموا
إنّ "الجَليلَ" من الإشارةِ
يَفهَمُ
لا شَيءَ يُوقِفُ رِيحهُمْ إنْ
أعصَرَت
هُمْ كالقِيامَةِ بَلْ أشَدُّ
وأعَظَمُ"
ميزة الشعراء قدرتهم على مواكبة الحدث وتقديمه بصورة تخدم الجماهير وترفع من معنوياتها، وتجعلهم واعي لما يجري حولهم، وبما أننا في المنطقة العربية نخوض حرب وجود، وهذا يستوجب على الشعراء أن يقوموا بواجبهم تجاه شعبهم/أمتهم/وطنهم.
من يتابع ما ينشره الشاعر "سامح أبو هنود، يتأكد أنه شاعر منتمي، شاعر يقوم بدوره في المعركة، في هذه الومضة يرد على كل المتخاذلين والمثبطين للهمم، فعندما أفتتحها ب"وتوضأوا" أعطانا صورة عن السرعة الاندفاع نحو المعركة، وأيضا الإيمان الملازم لمقاومين، من هنا نجده يركز على المعنويات، على الإيمان، على الإرادة: "بالعزم، تقدموا، الجليل، ريحهم، أعصرت، كالقيامة، أشد، أعظم" فهو لا يذكر أو يتناول أي ذكر للسلاح، وهذا له علاقة بمعرفة الشاعر أن المواجهة مع الكيان الغاصب تعتمد على الإرادة والإيمان قبل السلاح، وما يفعله المقاوم الفلسطيني في غزة، خير دليل على دور الإرادة والإيمان في المعركة.
ونلاحظ أن الشاعر يجمع صفتين/حالتين معا في "الجليل" حيث يمكننا أخذها إلى جليلية المقاتل، وجليلية المكان/الجليل، وهذا الجمع/الثنائية جاءت نتيجة المعركة وما تطلبه من السرعة، وعدم التوقف عن (صغائر الأمور) وما وجود: "ريحهم، أعصرت، كالقيامة، أشد، أعظم" إلا تأكيدا على هول المعركة وعظمتها.
وإذا علمنا أن الجليل من أجمل مناطق فلسطين وأكثرها ارتفاعا، يمكننا فهم جمع الحالتين، جليلية المكان والإنسان، فهي دعوة للمقاوم ليتوحد مع المكان الذي يماثله في الرفعة والعظمة والمكانة "الجليل".
وإذا ما توقفنا عند فعل الأمر سنجده جاء بصيغة الجمع، بمعنى أنه دعوة لكل المقاومين، ومتعلق بطهارة النفس "وتوضأوا" وبفعل المقاومة والتصدي والهجوم: "تقدموا" فالشاعر لم يحدد الجهة ولا الكيفية ولا وسيلة التقدم، وإنما تركها مفتوحة، وهذا أيضا له علاقة بالمعركة التي تعتبر حرب وجود لنسبة لعدونا.
من هنا يمكننا القول إن هذه الومضة بطريقة تقديمها والسرعة التي جاءت بها، وألفاظها، وما تحمله من مضمون تمثل صورة (حقيقية) على ما يجري الآن في المنطقة العربية وتحديدا في لبنان.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟