أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار فاتح بيديلي - تركمان سوريا في في ظل الانتداب الفرنسي















المزيد.....

تركمان سوريا في في ظل الانتداب الفرنسي


مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا

(Dr.mukhtar Beydili)


الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركمان سوريا خلال فترة الانتداب الفرنسي (1920-1946) كانوا جزءًا من النسيج الاجتماعي المتنوع في سوريا، وقد مروا بتجارب وتحديات مثل باقي المكونات السورية، لكن بوصفهم مجموعة إثنية تركمانية لها خصوصياتها الثقافية والتاريخية.

فيما يلي نظرة عامة على أوضاع التركمان خلال تلك الفترة:

1. **الموقع الجغرافي**: عاش التركمان السوريون في مناطق متفرقة من سوريا، خصوصًا في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، مثل حلب، اللاذقية، وحمص، حيث كان لهم وجود تاريخي يمتد إلى فترات سابقة منذ الحكم العثماني وحتى فترة الانتداب الفرنسي. بعض القرى التركمانية كانت قريبة من الحدود التركية الحديثة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.

2. **الوضع الاجتماعي والاقتصادي**: التركمان في سوريا خلال فترة الانتداب كانوا غالبًا مجتمعًا ريفيًا، يعتمد على الزراعة وتربية الماشية. كانوا يعيشون في قرى تركمانية في مناطق زراعية خصبة، وكانوا يمارسون حياة بسيطة تعتمد على موارد الأرض، مع ارتباط قوي بعاداتهم وتقاليدهم الثقافية.

3. **السياسة والهوية القومية**:
- بعد انهيار الدولة العثمانية وتقسيم المنطقة وفق اتفاقية سايكس بيكو، وجدت المجموعات التركمانية نفسها تحت حكم جديد في ظل الانتداب الفرنسي. في هذه الفترة، بدأت تتشكل مفاهيم جديدة للهوية الوطنية والقومية. على الرغم من ذلك، لم يتمتع التركمان بتمثيل سياسي كبير أو مؤثر في مؤسسات الانتداب الفرنسي.
- مثل باقي السوريين، كان التركمان معنيين بمسألة الاستقلال عن فرنسا، ودعمت بعض الشرائح من المجتمع التركماني الحركات الوطنية السورية التي طالبت بالاستقلال عن الانتداب الفرنسي، حيث اندمجوا في المجتمع الوطني السوري وشاركوا في الكفاح ضد الاحتلال.

4. **التعليم واللغة**: في ظل الانتداب الفرنسي، تم فرض اللغة الفرنسية في التعليم والإدارة، إلا أن التركمان حافظوا على لغتهم التركية (اللهجة التركمانية) كلغة أساسية في مجتمعاتهم المحلية. وعلى الرغم من الجهود الفرنسية لتعزيز الهوية الفرانكفونية، إلا أن الثقافة التركمانية واللغة التركية ظلت قوية لدى التركمان في حياتهم اليومية وفي علاقاتهم المجتمعية.

5. **التحديات الثقافية**: رغم محاولات فرنسا تقسيم المجتمع السوري بناءً على الانتماءات الطائفية والإثنية، فإن التركمان تمكنوا من الحفاظ على هويتهم الثقافية ولغتهم. ومع ذلك، مثلهم مثل باقي الفئات، تعرضوا لتحديات في التفاعل مع السلطات الفرنسية وفي التعامل مع السياسات الفرنسية التي سعت إلى تفريق المجتمع السوري بين مجموعات إثنية وطائفية.

6. **دور التركمان في الحركات الوطنية**: كان التركمان جزءًا من الحركات السورية الوطنية التي ناضلت من أجل الاستقلال. لم يكن لهم تنظيمات خاصة تميزهم عن غيرهم، بل انخرطوا في المجتمع السوري الأوسع وساهموا في مقاومة الانتداب الفرنسي كجزء من الشعب السوري.

النضال الثوري للتركمان ضد الانتداب الفرنسي

التركمان في سوريا كانوا جزءًا لا يتجزأ من الحركة الوطنية السورية التي قاومت الانتداب الفرنسي، وشكلوا مع باقي المكونات السورية جبهة متماسكة تسعى للاستقلال والسيادة. وعلى الرغم من أن التركمان كانوا أقلية إثنية، إلا أن إسهامهم في النضال الثوري كان مميزًا، خاصة في مناطقهم التي كانت محورًا للنشاطات الثورية.

فيما يلي أبرز ملامح نضال التركمان ضد الانتداب الفرنسي:

1. **الاندماج في الحركة الوطنية السورية**:
- لم يكن التركمان مجموعة منفصلة في النضال ضد الانتداب، بل انخرطوا في الحركة الوطنية السورية التي كانت تطالب بالاستقلال عن فرنسا. شاركوا في مختلف الاحتجاجات والمظاهرات التي عمت البلاد، خاصة في المدن الكبرى مثل حلب، حيث كان لهم وجود كبير.
- ساهم التركمان في النشاطات السياسية والمجتمعية التي سعت لتوحيد الصفوف ضد المستعمر، ودعموا الثوار السوريين بكل ما لديهم من قدرات.

2. **المشاركة في الثورات والانتفاضات**:
- شارك التركمان في الثورة السورية الكبرى (1925-1927)، وهي من أبرز الانتفاضات ضد الانتداب الفرنسي. كانت هذه الثورة تعبيرًا عن رفض السوريين للوجود الفرنسي، وشاركت فيها جميع المكونات السورية، بما في ذلك التركمان. قام العديد من التركمان بدعم الثورة من خلال تقديم الدعم اللوجستي والمادي والمشاركة في العمليات المسلحة ضد القوات الفرنسية.
- مناطق التركمان، خاصة تلك الواقعة في ريف حلب والشمال السوري، كانت مناطق نشاط للمقاومة ضد الفرنسيين، حيث انخرط العديد من أبناء القرى التركمانية في عمليات الكفاح المسلح.

3. **التنسيق مع الثوار السوريين**:
- كان هناك تنسيق وثيق بين التركمان وباقي الثوار السوريين في إطار الجبهة الموحدة لمقاومة الانتداب الفرنسي. تم تشكيل لجان محلية في القرى والمدن للمشاركة في تنظيم المقاومة وتنفيذ الهجمات على القوات الفرنسية، وخاصة في المناطق الريفية التي كانت بعيدة عن السيطرة المباشرة للفرنسيين.
- تم توجيه التركمان للمساهمة في العمليات العسكرية والانتفاضات الشعبية، سواء من خلال دعم العمليات العسكرية أو عبر المشاركة في العصيان المدني.

4. **دور الشخصيات التركمانية**:
- لعبت الشخصيات التركمانية من أمثال المجاهدان نورس سوخطة (نوراز آغا) من جهة والمجاهد عمر البيطار من جهة ثانية، وهذه الأخيرة كانت مرتبطة ارتباطاً عضوياً بثورة الشيخ صالح العلي في الجبال الساحلية، وقد لعب المجاهد هزاع أيوب دور ضابط الاتصال بين هذه الثورة الأخيرة وبين الثورة في المنطقة الشمالية بقيادة إبراهيم هنانو الذي كان لديه تعاون وتنسيق وثيق مع قادة و زعماء التركمان في المنطقة امثال الزعيم كال محمد مصطفى باشا ومن ثم ابنه الزعيم حاج نعسان اغا والمجاهد نويران اغا وبولاد دشو وغيرهم في الريف الشمالي لمدينة حلب لنيل الحرية واسترجاع كرامة الوطن حيث كان لهم أدوارًا محورية في الكفاح الوطني، حيث شارك العديد منهم في النضال السياسي والمقاومة المسلحة. ورغم أن الكثير من هذه الشخصيات لم تحظ بتوثيق تاريخي موسع، إلا أن مساهماتهم كانت جزءًا من الجهود العامة الرامية إلى التحرر من الاستعمار.

- بعض الشخصيات التركمانية البارزة كانت منخرطة في العمل السياسي والمجالس التي كانت تناقش سبل التخلص من الانتداب الفرنسي وبناء دولة مستقلة.

التحركات التي كانت في وطن الام تركيا لها صدى لدى التركمان في سوريا .عندما رفض قبول التركمان سوريا في دخول للبرلمان السوري في فترة الانتداب الفرنسي وبعده بحجة انهم اتراك ,تواصل بعض قادة العشائر التركمانية السورية متمثلة برئيس العشائر التركمانية في الشمال السوري حينها الزعيم كال محمد مصطفى باشا مع اخوانهم في تركيا حيث كان علاقته بالجانب التركي جيدة جدا ,من اجل جلب قبعات التركية من مدينة غازي عنتاب وتوزيعها على التركمان السوريون بعد اتهام جهات عربية وفرنسية للتركمان بانهم اتراك ويعملون تحت اجندات تركية ,حينها قام رئيس عشائر التركمان الزعيم كال محمد مصطفى باشا مع بعض قادة بعض زعماء العشائر الاخرى بجلب القبعات من مدينة غازي عنتاب وتوزيعها على التركمان اجمع لاظهار شعورهم وارتباطهم إلى وطنهم تركيا الام وكذلك لاثبات للجهات التي رفضت اعطاء التركمان مقعدا في البرلمان السوري حينها ,يعني ان لم تعترفوا بالتركمان كمواطنين سوريين فاننا سنبصح اتراكا وننضم الى وطن الام تركيا ,هذا ما اراد قوله زعماء العشائر التركمانية في تلك ,ولكن التركمان كانوا ومازالوا يعتزون بتركمانيتهم وبوطنيتهم السورية الى الان

بعد تلك الحركة من قبل التركمان بفترة قصيرة تم القاء القبض على زعيم العشائر التركمانية حينها كال محمد مصطفى باشا وشقيقه كال خليل مصطفى باشا مع بعض قادة التركمان في المنطقة ووضعهم في السجن من قبل الفرنسيين واتباعهم من الخونة ،ومن ثم تم تسميمهم جميعا من قبل الفرنسيين داخل السجن ادى الى استشهادهم. واستلم قيادة رئاسة العشائر التركمانية الزعيم حاج نعسان اغا ابن كال محمد مصطفى باشا حيث قاد الجهاد مع بقية زعماء العشائر التركمانية والعربية والكردية النضال ضد الانتداب الفرنسي اينما وجدوا وخاصة في منطقة جرابلس ومنبج واعزاز وكذلك للتركمان مآثر مشهورة لدى أهالي منبج لدى وقيعة شيخ يحيى فقد عوقبة القرى التركمانية الثائرة بحرق القرى مع المحاصيل , وكما لعب تركمان اللاذقية بقيادة نورس أغا وسوخطة أغا نضالا مشرفاً الى جانب نضال تركمان جولان بقيادة عيد أغا وجماعته ضد الاحتلال الفرنسي و لهم دور معروف في المقاومة الشعبية التي ظهرت في الجولان أثناء حرب 1967 ضد الاحتلال الاسرائيلي وقدموا مئات الشهداء .التركمان لم يكونوا يوماً عملاء او مرتزقة لا للغرب ولا لغيرهم , ولكن مع الاسف لم يتم تدوين نضال التركمان من قبل العرب في ظل الأنظمة القومية العربية بغية تهميش و إنكار وجودهم في المنطقة

5. **الثقافة والهوية في مواجهة الاستعمار**:
- بالرغم من محاولات فرنسا فرض الهوية الفرنسية وتعزيز الانقسام الإثني والطائفي في سوريا، ظل التركمان متمسكين بثقافتهم وهويتهم ولغتهم التركية، معتبرين أن الحفاظ على هذه الهوية جزء من مقاومتهم الثقافية ضد الاستعمار. كان التركمان يعتبرون أن استقلال سوريا هو الطريق الوحيد للحفاظ على هويتهم ضمن دولة سورية موحدة.

6. **الاستقلال وما بعده**:
- بعد نضال طويل وتضحيات كبيرة، حصلت سوريا على استقلالها في 1946. وشارك التركمان في بناء الدولة السورية المستقلة، حيث اندمجوا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
- رغم أنهم لم يكونوا مجموعة كبيرة من حيث العدد، إلا أن إسهامهم في الكفاح الوطني شكل جزءًا مهمًا من تاريخ سوريا في مواجهة الانتداب الفرنسي، وتميزوا باندماجهم في النسيج الوطني السوري ودفاعهم عن حرية واستقلال وطنهم.



#مختار_فاتح_بيديلي (هاشتاغ)       Dr.mukhtar__Beydili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعيم التركماني السوري حاج نعسان آغا بن كال محمد مصطفى باشا
- التركمان في العراق وسوريا يفتقرون إلى الكتاب
- الوضع التركماني في الدول التي يعيش فيها التركمان، يمر بمأزق
- 20 سبتمبر - يوم السيادة لجمهورية أذربيجان على كامل ترابه
- -حرب باردة- في العلاقات الروسية الإيرانية في ظل التناقض الأي ...
- الجمهورية السورية ..لكل السوريين
- التركمان -(عرب التركمان) والأعراق المختلفة الأخرى في شرق الم ...
- من المستفيد الأكبر من فوز أردوغان في الإنتخابات الرئاسية.
- أردوغان -الزعيم الوطني القوي الذي لا يقهر-
- من ذاكرة التاريخ ... مراسم دفن الغازي مصطفى كمال أتاتورك مؤس ...
- أصول قبيلة الرشوان أو ريشفان حسب تقارير القبائل (في الأرشيف ...
- ملحمة أرغينيكون -نوروز -عيد نسائم الربيع
- نحن التركمان سوريون أولا وثانيا وثالثا وعاشرا.. وتركمانيتنا ...
- حراس ثغور الاقصى …تركمان فلسطين .!
- الدور القادم وكأنه على جمهورية أوزبكستان الأن بعد كازاخستان. ...
- الوحدة...هي الطريق الوحيد لنجاة أتراك في جمهوريات أسيا الوسط ...
- الباحث والأديب والشاعر التركماني أوراز ياغمور...-فتحت عيني ف ...
- ماذا بعد لقاء الرئيس الاذربيجاني ورئيس وزراء الأرميني في برو ...
- كازاخستان - قررت التخلص من الإعلانات والإشارات باللغة الروسي ...
- بحيرة أورمية في أذربيجان الجنوبية على وشك الجفاف


المزيد.....




- ترامب يطرح ساعات تحمل اسمه: يبلغ ثمن إحداها 100 ألف دولار
- مصدر يكشف لـCNN عن محادثات روسيا مع الحوثيين بشأن الأسلحة
- الإعصار هيلين يتحول إلى الفئة الرابعة -الخطرة للغاية- ويهدد ...
- اتفاق ليبي بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لتعيين محاف ...
- بلينكن: التصعيد في لبنان سيجعل الوضع أكثر صعوبة
- الأولى في العالم.. مريضة سكري تتلقى العلاج بخلايا جذعية
- واشنطن تسعى لوقف فوري للقتال بين إسرائيل وحزب الله
- فصائل عراقية مسلحة تستهدف موقعا إسرائيليا في الجولان
- بلينكن لإسرائيل: التصعيد في لبنان سيصعّب مسألة عودة المدنيين ...
- -مبادرة علماء الأمة لنصرة الطوفان- تنطلق في إسطنبول


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار فاتح بيديلي - تركمان سوريا في في ظل الانتداب الفرنسي