أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد ملكوش - كوابيس على هامش المجازر














المزيد.....

كوابيس على هامش المجازر


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 02:56
المحور: الادب والفن
    


كابوس بعد كابوس. كنت نائما اونصف نائم، لابد أني كنت نائما. كان الوحل يحيط بكامل جسدي ويرتفع منسوبه بسرعة الماء في قارورة تحت الحنفية. كان وحلا حارا وخانقا ولم استطع الحراك ولم استطع الصراخ . كنت ادرك انه كابوس، لكنه لم يتوقف إلا حين صرخ طفل كان واقفا ينظر في الفراغ، ووجدت نفسي وسط ركام مليء بأشلاء ادمية : أيدِ واقدام واصابع متناثرة حتى اني شاهدت رأسا لشاب، وحاولت ان اصرخ لعلي استيقظ ولكن بلا جدوى، وفجأة شاهت امرأة جميلة وتفاءلت خيرا، لكن الجميلة كانت تركض مذعورة ويلاحقها شرطي او جندي ضخم يبدو الشر في نظراته، كان يحمل ساطورا كبيرا واستطاع اللحاق بالمسكينة وسدد الى رقبتها ضربة سريعة اطاحتها ارضا فوقف على بطنها يواصل الضرب بساطوره حتى لطخت الدماء سرواله فضحك ونظر حوله حيث اتى العديد من الجنود يضحكون، كنت انتظر ان استيقظ لكن الكلاب كانت تنبح حولي وهي تلعق دماء آدمية، وحاولت الصراخ حيث استطعت ان اصدر حشرجة وأحسست باصابع تدفعني برفق وصوت يطلب مني الاستيقاظ.
*
غيوم ثقيلة سوداء كانت تغطي السماء لكن ذلك لم يمنع عشرات الطائرات والمسيرات من الطيران واصدار اصوات عالية جدا وهي تمطر قنابل تسقط بسرعة وتنفجر وتفجر كل شيء تقع عليه. كان الرصاص ياتي من كل اتجاه. كنت امشي ببطء فالمكان شبه مظلم والاصوات التي اسمعها هائلة الضجيج بين آلية وانسانية. كان كثير من الناس يركضون في كل الاتجاهات وبعضهم يحمل اطفالا منهم الرضع. لا اعلم كم من الوقت ظللت امشي ولااعلم كيف لم أُصب بشظية اواكثر، كل شيء كان يفجر او ينفجر، لكني كنت مذعورا، و لسبب ما لم استطع الركض ربما لاني كنت حافي القدمين، ورأيت شخصا لم اتبين ملامحه او ملامحها من الرماد والسخام على الوجه. كان يصرخ ماداً احدى يديه فيبدو ان الاخرى وباقي جسده/ها كان تحت احجار ثقيلة. كان منظرا مخيفا، واتى رجل يريد مساعدته لكنه سقط من رصاصة اصابت راسه واخرى عنقه فانبثق منها الدم بنافورة. حاولت الاقتراب للمساعدة غير ان احدا او شيئا ما امسك بقدمي فحاولت التملص لانقاذ الوجه المجهول ولمحاولة الهرب فقد كنت اتوقع ان اصاب برصاصة او قذيفة لكني لم استطع التحرك وحاولت ان اصرخ فقد ادركت اني ربما اكون نائما وان ما يحدث هو كابوس، لكن الصراخ لم يخرج ، كنت افتح فمي بدون صوت وقدماي ثقيلتان لا تقويان على التخلص مما يقيدهما لكني رايت الوجه يصمت وملامحه تُظهر ألم هائل، وحاولت اصدار صرخة عظيمة اسفرت عن حشرجة وصوت يهزني. كان كابوسا بالسود والابيض .
*
حر شديد وسماء زرقاء صافية ودخان اسود يغطي اكواخ وبيوت من الاغصان ونساء بملابس زاهية الالوان تغمرها الدماء وهن يصرخن وطفلات يبدو دم ارجواني ظاهرا اسفل بطونهن، طفلات ياويلي يغتصبهن ذكور من بلدهم. رأيت اطفالا يركضون حفاة خلف ارنب ناصع البياض، لعلهم كانوا يريدون التهامه فقد كانوا هزالا لكنهم كانوا فزعين من جنود يطاردونهم. كنت اشاهد مايجري وانا متجمد خائف في مكاني تحت شجرة نصف محروقة احاول المساعدة لكني كنت عاجزا وكأني مغروس في الارض. وفجأة ظهرت مياه تجري بقوة وسرعة وتجرف كل شيء وشعرت بالبلل يغمرني، ومرة اخرى حاولت التحرك لكني استيقظت وملابسي مبتلة بالعرق. كان كابوسا بالالوان.
*
كنت اسير وسط روابي جميلة خضراء، وكانت جبال بنية وخضراء قريبة يبدو اني اسير نحوها فحقيقة لم اكن أعي ماذا افعل وما أبغي. بعد فترة بدت طويلة سمعت اصوات سيارات وابواق، كان ازدحام شديد بالمركبات من كل نوع وكان الناس مستعجلين ويبدو عليهم قلق شديد، سألت بعض الذين كانوا يمشون بسرعة على جانبي الطريق عما يجري فاشار الى السماء ونظرت حيث كانت طائرات تبدو كغربان كبيرة، وفجأة بدأت بسماع ضجيج هائل وبأزيز حاد ثم انفجارات وحرائق في كل مكان. كنت اشعر بحر شديد وببرد ايضا، كنت ارتعش وكنت ايضا اركض حتى وصلت حفرة وقفت على حافتها، كانت مليئة بجثث رجال ونساء واطفال، وتجمدت من الرعب وحاولت الابتعاد لكني لم اقوى. كنت ضعيفا وعاجزا .



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة والمملكة العربية الاسدية
- يموت الموت وغزة لاتموت
- للتذكير
- ولايزال القتل مستمرا
- غ ز ة
- من فلسطين الى اليمن والسودان و ..
- لغزة من قلبي سلام وقبل لفلسطين
- لا للتفسير الديني السائد
- شينيد اوكونور Sinead OConnor
- اوبنهايمر
- حرق المصحف
- الاغنية العربية الدارجة
- اردوغان ! ؟
- اما بعد . .
- الزلازل واغتيال الرئيس
- الانسان العربي
- فرحة
- كأس العالم وقطر والمثلية
- شيكاغو و خواطر حول الرواية العربية
- كل شئ هادئ في الجبهة الغربية


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي مغردا باللغة العبرية ع ...
- مسلسل تل الرياح الحلقة 145 مترجمة بجودة عالية hd على قناة كا ...
- قيامة عثمان.. استقبل الآن تردد قناة الفجر الجزائرية أقوى الم ...
- ايران تنتج فيلما سينمائيا عن حياة الشهيد يحيى السنوار
- كاتبة -بنت أبويا- ستصبح عروس قريبا.. الشاعرة منة القيعي تعلن ...
- محمد طرزي: أحوال لبنان سبب فوزي بجائزة كتارا للرواية العربية ...
- طبيب إسرائيلي شرّح جثمان السنوار يكشف تفاصيل -وحشية- عن طريق ...
- الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين ...
- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد ملكوش - كوابيس على هامش المجازر