أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - مئة عام من الفشل السياسي في الدول العربية














المزيد.....

مئة عام من الفشل السياسي في الدول العربية


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مئة عام من الفشل السياسي في الدول العربية والتراجع المستمر في المعادلة السياسية هو موضوع يتطلب تحليلًا عميقًا للعوامل التاريخية، الاجتماعية، والاقتصادية التي ساهمت في هذه الوضعية.

منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الدول العربية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى مرت المنطقة بمراحل متتالية من التجارب السياسية الفاشلة مثل الاستعمار، الحكومات العسكرية، الأنظمة الدكتاتورية والصراعات الطائفية.

بعد انهيار الدولة العثمانية، وقعت العديد من الدول العربية تحت الاستعمار الأوروبي الظالم والمعتدي حيث فرضت قوى مثل بريطانيا وفرنسا أنظمة سياسية واقتصادية تخدم مصالحها مما أدى إلى تقسيم العالم العربي إلى كيانات سياسية ضعيفة.

اتفاقية سايكس بيكو (1916) كانت رمزًا لتقسيم العالم العربي على أسس جغرافية مما خلق دولًا غير متجانسة وفتحت الباب لصراعات دائمة بين مكونات المجتمع.

مع استقلال الدول العربية في منتصف القرن العشرين بدأت الأنظمة الجديدة في محاولة بناء دولة وطنية حديثة.

فشلت هذه الدول في تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية المستدامة بسبب الانقلابات العسكرية والصراعات الداخلية.

غياب مؤسسات ديمقراطية حقيقية وهيمنة الأنظمة العسكرية أو العائلية أدى إلى استمرارية الحكم الاستبدادي في كثير من الدول.

بعد الاستقلال عانت الدول العربية من صراعات أيديولوجية بين التيارات القومية، الإسلامية، واليسارية. وبدلاً من بناء نظام سياسي يعزز التعاون والاستقرار ساهمت هذه الصراعات في تعميق الانقسامات.

بعض الأنظمة اعتمدت على القومية العربية أو الاشتراكية كوسيلة للحفاظ على السلطة، لكنها فشلت في تحقيق الوعود الاقتصادية والتنموية.

كانت المنطقة العربية مسرحًا للعديد من الحروب الإقليمية مثل النزاع العربي الإسرائيلي، الحروب الأهلية في لبنان واليمن، والحرب العراقية الإيرانية والغزو الأمريكي للعراق.

هذه الصراعات استنزفت الموارد وأضعفت مؤسسات الدولة.

التدخلات الخارجية من قبل قوى دولية وإقليمية أدت إلى تعميق الأزمات السياسية حيث استغلت هذه القوى الانقسامات الداخلية لخدمة مصالحها الخاصة.

الفساد السياسي والاقتصادي يعد من أهم عوامل الفشل في الدول العربية.

الأنظمة السياسية في العديد من الدول العربية أصبحت نخبًا مغلقة تحتكر السلطة والثروة مما أدى إلى زيادة الفجوة بين الحاكم والمحكوم.

الاستبداد السياسي أدى إلى إضعاف المؤسسات حيث لا توجد محاسبة أو رقابة على أداء الحكومات مما ساهم في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

رغم ثروات المنطقة الهائلة من النفط والغاز فإن التنمية الاقتصادية في معظم الدول العربية ظلت متعثرة.

الفشل في تنويع الاقتصاد والاعتماد المفرط على النفط أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية مع انخفاض أسعار النفط عالميًا.

البطالة والفقر خاصة بين الشباب تعد من التحديات الكبرى التي لم تستطع الأنظمة السياسية إيجاد حلول لها مما ساهم في انتشار عدم الاستقرار الاجتماعي.

الربيع العربي (2010-2011) كان تعبيرًا عن غضب الشعوب من الاستبداد والفساد والتهميش الاقتصادي.

ورغم الأمل في تحقيق الديمقراطية والإصلاح إلا أن الكثير من هذه الحركات تحولت إلى حروب أهلية وصراعات دامية كما في سوريا واليمن وليبيا.

الأنظمة التي استطاعت البقاء في السلطة لجأت إلى القمع العنيف للحفاظ على السيطرة مما أدى إلى تراجع الحريات السياسية والحقوق المدنية.

التراجع السياسي في الدول العربية لا يعود فقط إلى الفشل في بناء الأنظمة الديمقراطية بل إلى التدهور في الحكومة والإدارة العامة حيث تفتقر هذه الدول إلى مؤسسات قوية قادرة على إدارة شؤون البلاد بطريقة شفافة وعادلة.

انعدام الثقة بين المواطن والدولة أصبح سمة عامة في معظم الدول العربية حيث يرى المواطنون أن الأنظمة السياسية غير قادرة على تحسين أوضاعهم أو تلبية احتياجاتهم الأساسية.

يحتاج العالم العربي إلى إصلاح جذري في بنية الحكم يشمل تعزيز المشاركة السياسية، احترام الحريات وتأسيس مؤسسات ديمقراطية قوية قادرة على الاستجابة لتطلعات المواطنين.

يجب التركيز على تنويع الاقتصاد والاستثمار في التعليم والتكنولوجيا لخلق فرص عمل وتحقيق التنمية.

القضاء على الفساد المالي والإداري الذي استنزف الموارد الوطنية يجب أن يكون أولوية.

هذا يتطلب مؤسسات رقابية قوية وإرادة سياسية لتحقيق المحاسبة والشفافية.

لا يمكن للدول العربية أن تحقق الاستقرار السياسي بمفردها.

هناك حاجة إلى تعاون إقليمي حقيقي يعزز من التكامل الاقتصادي والسياسي بين الدول العربية.

الفشل السياسي في العالم العربي على مدى مئة عام هو نتاج مزيج من العوامل الداخلية والخارجية بما في ذلك الاستبداد، التدخلات الأجنبية، الفساد، وفشل النخب السياسية في بناء مؤسسات حقيقية تضمن الاستقرار والتنمية.

التحديات المستمرة تتطلب تغييرات جذرية في الفكر السياسي والاقتصادي العربي لتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا وعدلاً.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بعد 2003 الفساد والعلاج
- محاولات إبعاد أو تقليل شأن الهوية التوركية في التاريخ
- الخوف من وحدة المسلمين أو تطورهم في العلوم والتكنولوجيا
- التورانيين والآريين عبر التاريخ
- أصل اللغات هندوايرانية
- جمال الأخلاق اساس الحياة الجميلة
- المؤرخ الروسي ديمتري تشيرنيشيفسكي: جميع طبقة الأرستقراطية ال ...
- الحضارة تُقاس بمدى تقديرها لقيمة الإنسان
- ليست بالضرورة التعلم كل فلسفات والأفكار والأديان والثقافات
- ما هو ميزان الأخلاق
- الفلسفة الديالكتيكية/ الفلسفة الجدلية
- التوركمان في العراق وسوريا يفتقرون إلى الكتاب
- الفلسفة الشعبية هي انعكاس لروح المجتمع وتجاربه الحياتية
- دكتاتورية الرؤساء الاحراب في مجتمعاتنا
- التخلف السياسي في مجتمعاتنا
- العبادة الحقيقية واليقينية هي جوهر الحياة الروحية للإنسان
- ما هي نظرية الإزاحة؟
- ما الذي جعل العراق في هذا الوضع المزري
- تسقيط الشرفاء من العلماء هو طعن بالثقافة
- في كل أزمة، يظهر الانتهازيون


المزيد.....




- ترامب يطرح ساعات تحمل اسمه: يبلغ ثمن إحداها 100 ألف دولار
- مصدر يكشف لـCNN عن محادثات روسيا مع الحوثيين بشأن الأسلحة
- الإعصار هيلين يتحول إلى الفئة الرابعة -الخطرة للغاية- ويهدد ...
- اتفاق ليبي بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لتعيين محاف ...
- بلينكن: التصعيد في لبنان سيجعل الوضع أكثر صعوبة
- الأولى في العالم.. مريضة سكري تتلقى العلاج بخلايا جذعية
- واشنطن تسعى لوقف فوري للقتال بين إسرائيل وحزب الله
- فصائل عراقية مسلحة تستهدف موقعا إسرائيليا في الجولان
- بلينكن لإسرائيل: التصعيد في لبنان سيصعّب مسألة عودة المدنيين ...
- -مبادرة علماء الأمة لنصرة الطوفان- تنطلق في إسطنبول


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - مئة عام من الفشل السياسي في الدول العربية