أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)















المزيد.....

هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8110 - 2024 / 9 / 24 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


أحيانا تتداخل الأبعاد وتتشابك الخيوط، هناك شبكة عنكبوتية تتجاوز كل الحدود المعروفة. لم تكن هذه الشبكة العنكبوتية عادية، كانت تتكون من هياكل وهمية، بُنيت من أفكار وأحلام وأوهام في أحد الأيام اكتشف شاب يُدعى "علي" بوابة غامضة في عالَم الإنترنت. كانت البوابة تتلألأ بألوان غريبة، وكأنها تدعو كل من يراها للعبور. لم يتردد علي، قرر الدخول عندما عبر البوابة، وجد نفسه في مدينة معلقة في الفضاء، حيث المباني مصنوعة من خيوط الضوء. كان هناك أشخاص يتجولون في الشوارع، لكنهم كانوا يتحدثون بلغة غامضة، تتكون من رموز وصور. التقى على بشخصية تُدعى "الوعي"، وهو كائن غريب يتجسد في شكل سحابة من الأفكار. قال وعي: "هنا، كل شيء ممكن رحلة غريبة عبر الزمان والمكان. يمكن ان تزور أماكن لم يكن تتخيل أنها موجودة، مثل مكتبة لا نهائية تحتوي على كل الكتب التي لم تكتب بعد ولم تنشر في حديقة الأحلام المفقودة، بعد مغامرات لا تُنسى، أدرك على أنه عليه العودة إلى واقعه. لكن وعي أخبره ان يتذكر، كل ما رأه هنا ويمكن أن يتواجد في قلبك. فقط عليك أن تؤمن، عاد علي إلى عالمه لكنه لم يكن كما كان. بدأ يرى العالم من منظور جديد، حيث تتداخل الألوان والأفكار، وتتحول الحياة إلى تجارب سريالية تتجاوز الحدود، استمر علي في استكشاف هياكل وهمية في حياته اليومية، بدأ يشارك تجاربه مع الآخرين، ملهمًا إياهم لفتح عقولهم واستكشاف عوالم جديدة. أدرك الجميع أن الواقع ليس سوى جزء من حلم أكبر، وأن الهياكل الوهمية قد تكون أكثر حقيقة من الواقع نفسه وعي يتجسد في شكل سحابة من الأفكار، مما يجعله بعيدًا عن الشكل المادي، يعكس طبيعة الأفكار والمشاعر، يمكنه التنقل عبر الأبعاد الزمنية والمكانية، يتيح استكشاف تجارب مختلفة وتجميع معارف من عوالم متعددة يتمتع بفهم عميق للوجود البشري، مما يجعله مرشدًا حكيمًا، يتحدث بلغة رمزية تتكون من صور وأحاسيس، تكون أكثر تعبيرًا عن المشاعر والأفكار المعقدة وتشجع على التفكير خارج الصندوق ، تعزز الإبداع والخيال وتلعب دور المرشد الذي يقود الى رحلة اكتشاف الذات وفهم العالم ،يمثل وعي التجارب والأفكار التي قد تكون مخفية أو غير مدركة ، يساعد على مواجهة المخاوف والرغبات في الانسان، يدفع الى التحدي والأفكار المسبقة يفتح العقول لتقبل ما هو غير معتاد من خلال تقديم أفكار جديدة ، يسهم وعي في خلق توتر درامي، يعمل كحلقة وصل بين العالم الواقعي والعوالم السريالية، يسهل على الانتقال بينهما بسهولة، شخصية وعي في العالم السريالي ليست مجرد شخصية عابرة، من خلال ميزاتها ودورها السري، تسهم في إثراء العالم بتقديم منظور فريد حول الوجود والتجربة البشرية، يمكن أن يتجلى وعي في شكل حيوان بدائي مفترس في غابة الأدب، هذه الفكرة راودتني في حلمي المستمر طيلة غفوتي ومنها غفوتي هذه، هذه الجزئية في حلمي تحمل دلالات عميقة ومعقدة، يمكن أن تعكس عدة جوانب من الوعي المتناثر في الواقع السريالي. يمثل الحيوان البدائي الغرائز الأساسية والبدائية التي قد تكون غائبة عن الوعي العميق، مثل العدوانية لغرض البقاء او الكذب لأجل الاستحواذ، يمكن أن يرمز الحيوان إلى المخاوف و الشكوك التي تتربص في أعماق النفس، يعكس حالة من الوعي المغيب حيث تفسر كيف ان الانسان يمكن أن يتحول إلى شكل حيواني كذئب او ثعلب ماكر، يعكس فقدان الوعي الانفصال عن الهوية الإنسانية ،يمكن أن يتفاعل الانسان مع الحيوان بطريقة تشير إلى صراعاته الداخلية تؤدي الى انتقامه بلا رحمة، يعكس الوعي الضائع كيف يمكن للإنسان ان يتعايش في بيئات غير منطقية أو سريالية، الفوضى وتشتت الأفكار يمكن أن تظهر كحيوان في الأحلام او كرؤى غريبة، تعكس حالة الوعي الغائب ، الحيوان كاستعارة يمثل الجانب المظلم أو المكبوت في النفس البشرية، يشير إلى صراعات الوعي داخل الفوضى والعواطف التي يصعب التحكم فيها، ينعكس الوعي الغائب دائما في شكل حيوان بدائي مفترس. من خلال هذه الرمزية، يمكن استكشاف أعماق النفس البشرية، وتقديم رؤية معقدة عن الغرائز والمخاوف التي قد تكون غير مدركة، هنا تُساعد الأعشاب السريالية مثل عشب الذاكرة في استحضار ذكريات غامضة أو مفقودة، تعيد الأبعاد القديمة من الوعي إلى السطح. يختبر الشخص مشاهد من ماضيه بشكل سريالي، حيث يتداخل الزمن والمشاعر، استخدام عشب الفتح يؤدي إلى تجارب مدهشة، حيث يختبر الشخص واقعًا مختلفًا أو أبعادًا جديدة من الوعي، يمكن أن تتداخل الأفكار والمشاعر بشكل غير متوقع، يخلق شعورًا بالدهشة، مع عشب الغموض، يتمكن الشخص من التواصل مع جوانب غير مدركة من نفسه، يعكس أبعاد روحية. يمكن أن تظهر رموز غامضة ورؤى غير متوقعة، استخدام عشب الفوضى يمكن أن يؤدي إلى حالة من الفوضى في التفكير، حيث تتداخل الأفكار والمشاعر بشكل عشوائي. يشعر الشخص بالضياع أو الارتباك، مما يعكس الوعي الغائب ويختلط مع عشب الأحلام، يدخل الشخص في حالة من الأحلام الحية، حيث تصبح الحدود بين الحلم والواقع غير واضحة. تُثير هذه التجارب مشاعر عميقة وتصورات جديدة عن الذات، استخدام عشب التأمل يُساعد في الوصول إلى حالات من الوعي العميق، حيث يمكن للشخص أن يشعر بتواصل مع الكون ومع نفسه بطريقة غير عادية تُعتبر هذه التأثيرات السريالية تجسيدًا للأفكار والمشاعر التي يمكن أن تنشأ من استخدام الأعشاب السريالية حيث تتيح استكشاف عمق الوعي تجارب الحياة بطرق مبتكرة وغير تقليدية. في عالمٍ بعيد يتداخل فيه الواقع مع كانت حيث هناك شبكة عنكبوتية ضخمة تتدلى بين أشجار الغابة الكثيفة. لم تكن هذه الشبكة عادية، بل كانت مصنوعة من خيوط من الضوء، تتلألأ بألوان قوس قزح، وتنبض بالحياة كأنها كائن حي، كانت العناكب تُعتبر حكماء، وكل خيط من خيوط الشبكة يحمل قصة قابلت عنكبوتًا ضخمًا ذو ثمانية أقدام وألوان زاهية. قال العنكبوت: مرحبًا بك في عالمنا. كل خيط هنا يمثل فكرة أو حلمًا. اختر خيطًا وستكتشف ما يحمله. ترددت للحظة، ثم اخترت خيطًا أزرق يتلألأ بشكل خاص. فجأة، وجدت نفسي اطير في السماء، اشاهد مناظر لم ارها من قبل. كانت هناك جبال عائمة، ومحيطات من السحاب، ومدن تتلألأ في الأفق. كلما طرت، كنت اشعر بالحرية والدهشة. بعد مغامرة مذهلة، عادت إلى الشبكة. شكرني العنكبوت وأخبرني أن كل شخص يحمل أحلامًا خاصة به، وعلى أن اسعى لتحقيقها. علي أن اتذكر أن العالم الحقيقي لديه جماله عدت إلى قريتي مثل علي، لكنها لم تعد كما كانت. أصبحت أكثر شجاعة، وبدأت في تحقيق أحلامي. كانت تلك الشبكة العنكبوتية الوهمية تذكيرًا دائمًا بأن الخيال يمكن أن يقودنا إلى أشياء عظيمة، ولكن يجب علينا أن نعيش في الواقع أيضًا، وهكذا، بقيت هياكل العناكب الوهمية في الشبكة شاهدة على مغامراتي، تضيء دروب الحالمين في كل زمان ومكان في هذا العالم السريالي، تُعتبر العناكب كائنات حكيمة تحمل في طياتها معرفة عميقة عن الحياة، الأحلام، والأسرار الكونية كل عنكبوت يمثل نوعًا من المعرفة أو الحكمة. يحمل العنكبوت الأكبر سناً تاريخًا طويلًا من التجارب والمغامرات، بينما يمثل الأصغر سناً الأفكار الجديدة والطموحات. يجتمعون معًا لتبادل القصص والأفكار، مما يخلق شبكة من المعرفة يتميز كل عنكبوت بلون معين ورمز خاص، يعكس نوع الحكمة التي يحملها. على سبيل المثال، العنكبوت الأزرق يرمز إلى الإبداع، بينما الأحمر يمثل الشجاعة. هذه الرموز تساعد الزوار على اختيار العنكبوت الذي يتناسب مع ما يحتاجون إليه تعمل العناكب كمرشدين، حيث تستمع إلى قصص الزوار وتقدم لهم النصائح بناءً على تجاربهم الشخصية. يمكنهم مساعدتهم في فهم أحلامهم ورغباتهم، مما يدفعهم نحو اتخاذ قرارات مهمة في حياتهم تعتبر العناكب رواة قصص بارعين. كل خيط من خيوط الشبكة يحمل قصة مختلفة، وعندما يلمسه الزائر، يُمكنه سماع تلك القصة. هذه القصص تتضمن دروسًا حياتية، أساطير، وأحداث من الماضي تساعد الزوار على إدراك أهمية التوازن بين الخيال والواقع. فهي تشجعهم على الحلم، لكن تذكّرهم أيضًا بأن الحياة اليومية تحمل جمالها الخاص، وأن على المرء استغلال كل لحظة بهذه الطريقة، تمثل العناكب في هذا العالم السريالي تجسيدًا للحكمة والتوجيه، مما أتاح لي الاستيقاظ من حلمي وخيوط العنكبوت قد التفت حول معصمي لم أستطع النزول من فراشي صرخت صرخة مدوية امي...امي...!



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائر لم يغادر القفص (قصة سريالية)
- نافذة على حافة اللامكان( قصة سريالية)
- دوامة الهاشتاغات (قصة سريالية)
- خنازير تتكلم بلغة البوم ( قصة سريالية)
- عطر نيتشة ( قصة سريالية)
- (زئير)نمر استطاع ان يصطاد ذيله ( قصة سريالية)
- شمس زعيمة الصعاليك (قصة سريالية)
- حصان افلاطون (قصة سريالية)
- الذكاء الساخر(قصة سريالية)
- الإنسان الفيروس( قصة سريالية)
- الاتجاه العلفي (قصة سريالية)
- كروش مبتسمة ( قصة سريالية)
- كلاب الزينة المدللة (قصة سريالية)
- يوتوبيا الواقواق (قصة سريالية)
- سقراط و زينوفيا ( قصة سريالية)
- ظفر أحمر متلاشي ( قصة سريالية)
- حمار بوريدان (قصة سريالية)
- صعود الهرمونات ( قصة سريالية)
- الهروب (قصة سريالية)
- طيران اسطوري ( قصة سريالية)


المزيد.....




- الإمارات تستحوذ على 30% من إيرادات السينما بالشرق الأوسط
- رواية -الليالي البيضاء- للكاتب ضياء سعد
- كيف ألهم عالم الموضة والأزياء الأفلام السينمائية؟
- عــرض مسلسل حكاية ليلة الحلقة 5 مترجمة قصة عشق وقناة الفجر
- مغامرات القط والفار 24 ساعة.. تردد قناة توم وجيري TOM and JE ...
- عمّان.. الشاعر الكتالوني جوان مارغريت مترجما إلى العربية
- -الرياض تقرأ-.. هيئة الأدب تطلق المعرض الدولي للكتاب وقطر ضي ...
- -الرياض تقرأ-.. انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 202 ...
- الأردن يرشح -حلوة يا أرضي- للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم دول ...
- على المسرح.. مغنية شهيرة تتعرض لجلطة دماغية


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)