أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزةـ عندما طمسوا القضية














المزيد.....


الحرب على غزةـ عندما طمسوا القضية


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8110 - 2024 / 9 / 24 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ معاهدة "سايكس بيكو" ١٩١٦، كانت الدول الاستعمارية قد رسمت حدودا للبلاد العربية ونصّبت عليها أنظمة مما صنعت يداها، بهدف ضمان بقاء تلك الحدود وإطالة عمرها لأطول زمن ممكن، عن طريق لعبة قذرة لعبتها على الشعوب، وأنضجتها على نار هادئة جدا. إذ لا بد من شعوب خانعة ترزح تحت عصا الطاعة لأنظمتها التابعة، ولا ترفع رأسها بوجهها مهما وصل الظلم الواقع عليها.

فترتب على تحقيق ذلك العمل على تجهيل الأجيال عن طريق المناهج الدراسية، لكن على جرعات، وفي كل جرعة يتم انتزاع مسلّمة من مسلّماتنا كأمة مسلمة. وكان أولها طمس الثأر مع تلك الدول الاستعمارية من ضمنها دولة الاحتلال الصهيونيه، فكان أن سلخت ما يخص القضية الفلسطينية من تلك المناهج، من أناشيد، أذكر منها قصيدة فلسطين داري، ودروس مثل أسوار عكا وبرتقال يافا، كما أقدمت على حذف الآيات القرآنية التي تتعلق بفلسطين كدولة عربية مسلمة مغتصبة. وتم ذلك عبر عقود من الزمن إلى أن اجتثوا كل ما يتعلق بفلسطين من مناهج طلابنا. واستبدلوها بأناشيد ساذجة ودروس لا تصنع إلا جيلا مائعا لا قضية له ولا هوية سوى القضية الشائكة بين الأرنب والسلحفاة والسباق التاريخي بينهما.

انتزعوا عبد القادر الحسيني لأنه قال"المقاومة هي السبيل الوحيد للحرية والكرامة، نحن أحق بالسلاح المخزن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين".
وصلاح الدين الأيوبي الذي قال"لماذا نترك القدس؟ إنها أرضنا في كل وقت وفي كل زمان، من مدننا المقدسة وتقع في أرض إسلامية ولا بد أن تظل القدس لنا".

وأعلوا من شأن الإنجليزية "جورج إليوت" ولم يخبروهم بأنها تنبأت في قصتها "دنيئل ديروندا" التي نشرت عام ١٨٧٦ بما يسمى "النهضة اليهودية" حيث يقول بطلها "لدينا ما يكفي من كنوز الحكمة لتأسيس مجتمع يهودي جديد أصلي بسيط وعادي على غرار المجتمع القديم ـ جمهورية تكون فيها مساواة في الجماعةـ المساواة التي أشرقت كنجم على جبين مجتمعنا القديم، وتألق بين ممتلكات الشرق الظالمة، أكثر من ضوء الحرية الغربية".

ونتيجة لذلك أخذ بعض شبان هذا الجيل يشعر بالانتشاء والرقي وهو يتلفظ أسماء مثل "آرثر كوسنلر" و "جاك روسو" وغيرهم. لكن حين تسأله عن القائد عز الدين القسام وقصة جهاده، يدهشه السؤال ويستغرب الاسم، وقد يلجأ إلى محركات البحث عله يجد تعريفا عما سُئل، وقد يغير الإجابة ليخبرك عن قصص ديكنز وكروزو.

طمسوا ابن الوليد وابن الجراح وجميع المعارك الإسلامية لأنها تزعج أسيادهم، ورفعوا من شأن "نابليون" و "جورو". تركوا القرآن وأدهشونا بنسبية "أينشتاين" اليهودي و "نيوتن" وسر التفاحة، وشوبنهاور وفلسفته الإلحادية. واستبدلوا فلسطين على الخرائط بالدخيلة "إسرائيل" .

فعلموهم المهادنة والسلام والاستسلام والركون إلى الأمان وأدمنوهم على الألعاب الإلكترونية والمواقع الإباحية وأنها مجتمعة تهدئ الأعصاب وتطيل العمر، فأنسوهم الثار والقضية.

ونحن كآباء خنعنا وانتشينا بثقافة أولادنا الغربية وسلمنا واستسلمنا للسموم التي قتلت فينا النخوة والمروءة.
عشقنا البقاء بين الحفر وتهيبنا صعود الجبال ، فكان للاستعمار الذي لم نستطع نفضه عنا ما أراد وما خطط له وتحقق ما دعا له المبشر "ليفي برسوس" عام ١٨٢١ حين قال "في قلب كل يهودي تتأجج رغبة لا يمكن إخمادها لاستيطان الارض التي أعطيت لأجدادهم، إذا دمرت الإمبراطورية العثمانية فإن معجزة فقط يمكنها أن تمنع عودة اليهود إلى أرضهم من كافة أقطار العالم".

فدُمرت الخلافة، وقُسمت البلاد وجُهّلت الأجيال وأُعدمت سلسلة من الأجيال على مشنقة الاستعمار ..
فمن يوقظ الأمة ومن يؤجج فيهم نار الثورة ونار التغيير؟



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزةـ الولايات المتحدة تكذب
- الحرب على غزة -٨٢٠٠ الأيام دول
- الحرب على غزةـ البيجر وأدرينالين -نتنياهو-
- الحرب على غزةـ هل هو سر بقاء -نتنياهو-؟
- الحرب على غزة مصطلح -إرهاب إسلامي- و -برنارد لويس-
- مجزرة اللد
- الحرب على غزة- يا ظلام السجن خيّم
- الحرب على غزةـ ساسية الضم الزاحف وإقامة -يهودا والسامرة
- الحرب على غزةـ حاخامات يحكمون
- غزةـ -يهوه- ومجزرة مواصي خان يونس ١٠/سبتمبر/٢ ...
- الحرب على غزةـ فدائي من الأردن
- الحرب على غزةـ لماذا الإسلام؟؟
- الحرب على غزةـ عندما ألغوا الجهاد
- الحرب على غزةـ احتلال ديني للحرم الإبراهيمي
- الحرب على غزةـ الخليل تكتب معزوفة النصر
- الحرب على غزةـ هكذا أعدوا أطفالهم
- الحرب على غزةـ لإنها وليدة الأمم المتحدة
- الحرب على غزةـ المستوطنون،،الخطر الداهم
- الحرب على غزةـ الشبشب الذي فاز
- الحرب على غزةـ غزة الموت والانتقام


المزيد.....




- توالي موجة الإدانات العربية لتصريحات نتنياهو عن -إقامة دول ف ...
- استنكار مجموعات -الألتراس- من عمليات تفتيش الشرطة داخل الملا ...
- -اشتقت لمدرستي- بي بي سي تطلق برنامج -درس- للتعليم في مناطق ...
- تشيلي تفرض حظر تجول في نبل وماولي لمكافحة حرائق الغابات
- سفير روسيا يبحث مع القائم بأعمال وزير الخارجية الليبي تعزيز ...
- قناة: ترامب يجدد الرقم القياسي لعدد المراسيم التي وقعها
- هل أساء للمصريين؟.. أحمد حلمي يثير جدلا واسعا بعد فيديو الري ...
- العثور على أستاذ جامعي في حالة حرجة قرب كييف بعد احتجازه من ...
- كوليبا: أوكرانيا فقدت فرصتها في امتلاك الأسلحة النووية عام 1 ...
- -يبدو مخيفا على التلفزيون-.. إيشيبا يروى انطباعاته عن ترامب ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزةـ عندما طمسوا القضية